الكارثة حولتها إلى آية قبح بعد جمال .. السيول تقتلع 50% من نخيل ساه ، وتمحو 260 منزلا وتقتل وتشرد 33 مواطنا
   
ساه/موقع محافظة حضرموت/قيس سالم الدوعني - الأحد 26/10/2008
sah-syool.jpg

أشارت آخر المعلومات الواردة إلى مكتب شبكة مواقع محافظة حضرموت الإلكترونية من مراسلنا في مديرية ساه أن مياه الأمطار والسيول الغزيرة تسببت في وفاة 17 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء فيما لا يزال أكثر من 16 مفقودا إما تحت أنقاض البيوت أو في أماكن مجهولة بعد أن جرفتهم مياه السيول إليها ، حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن غرفة عمليات أمن المديرية.

قال قيس سالم: " لقد تهدم أكثر من 260 منزلا بين تهدم جزئي وكلي ، وقد تمكنت فرق الإنقاذ المتشكلة من الأهالي من العثور على 3 أشخاص بينهم امرأة ظلت عالقة في جذع نخلة لفترة تزيد على تسع ساعات . وطفلان تساقطت فوقهما أنقاض بيت أبيهما بحي البلاد ، بعد أن تضاءلت آمال بقائهما على قيد الحياة حينما مكثا أكثر من 38 ساعة ، غير أن للقدر رأي آخر فكتب لهما عمرا جديدا لم يكتبه لبقية أفراد العائلة الكبيرة المكونة من 12 شخصا باستثناء الأب وثلاثة من أبنائه كانا خارج المنزل وقت وقوع الكارثة ".
وتابع قائلا: كما تسببت الأمطار والسيول في طمر المجرى الرئيسي لساقية عبدالرحيم باوزير التي يزيد عمرها عن أربعمائة عام وأصبحت أثرا بعد عين ، كما قلعت السيول أكثر من 50% من إجمالي نخيل المديرية البالغة مليون نخلة لتصبح حصيدا كأن لم تغن بالأمس وتتغير على أثرها ملامح المديرية والتي كان يتغنى بها قبل ذلك بأنها آية الجمال وعذراء حضرموت التي لم تبرح خدرها .. فأمست في سويعات آية القبح وعجوز حضرموت الشمطاء التي لا تطيق الأنظار رؤيتها .
وتابع : الكارثة لم تخطر على قلب بشر المأساة كانت أليمة بقدر ماكانت عظيمة ، لا تحتمِل هولَها الجبالُ الرواسي ، فتسببت في جرف مالا يقل على أربعة آلاف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة وأهلكت كثيرا من المواشي والإبل . وتعيش المديرية حتى هذه اللحظة عزلة شبه تامة عن العالم ، حيث جرفت الطرقات وشبكات المياه والكهرباء والهاتف وكل وسائل الحياة لتخلف للأهالي المتاعب والمشاكل والتي على رأسها مشكلة عويصة وشائكة هي المياه والتي تنذر بوقوع كارثة وبائية ضحيتها هم المواطنون ما لم تعجل الجهات المعنية إعادة ربطها .
الشركات النفطية العاملة في المديرية ساهمت بشكل لا بأس به في تخفيف الفاجعة على مصير المديرية ، حيث ساهمت الطائرات المروحية في انتشال وإنقاذ العديد من المحاصرين في مناطق المديرية المتناثرة في وادي عدم والصيقة والبلاد ومناطق غيل عمر ، كما قدمت معونات عاجلة للمواطنين من مياه وأغذية وبطانيات وخيام فيما غابت الجهات الحكومية غيابا شبه تام .
أما في الجانب الإعلامي فإن قناتنا الفضائية الموقرة قدمت مالم تقدمه باقي قنوات العالم .. إذ آثرت نقل الأخبار في الوقت الذي تعشمت فيه قنوات عالمية للحضور الميداني والنقل الفوري لأحداث الكارثة.
وضع لا يحتمل، حياة أشبه بلا حياة ، ورغم أن كل الطرقات مقطوعة إلى المكلا وسيئون .. إلا أن أعمال إعادة فتحها قد بدأت لكن بجهود حميدة من الشركات النفطية ، وفي المقابل لا تزال الجهود الحكومية في سبات عميق .
كما تتواصل أعمال انتشال الجثث من تحت الأنقاض وأرقام المتوفين في تصاعد بين الفينة والأخرى ، بحسب المعلومات الواردة من غرفة العمليات بأمن ساه .
وعن أهم المرافق التي تهدمت ذكرت إحصائية صادرة من غرفة العمليات نفسها عدة مبانٍ منها : مستشفى ساه الريفي، ومدارس صلاح الدين للبنات، ومدرسة البلاد للتعليم الأساسي، ومدرسة طاران وعريقوب بوادي عدم، ومبنى المجلس المحلي، ومبنى الشؤون الاجتماعية، ومكتب الهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة، ومبنى الانتشار الأمني، ومنشأة نادي الريان، وأكثر من خمسة مساجد .. كما جرفت السيول أكثر من 30 سيارة تعود ملكيتها للمواطنين .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة