ففي الوقت الذي قرر فيه اجتماع عقد بمدينة سيئون مساء أمس برئاسة وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء احمد جنيد الجنيد, إتخاذ مجموعة إجراءات عاجلة لمعالجة الأضرار الناجمة عن الأمطار والفيضانات الأخيرة الني لحقت بمشاريع مياه الشرب في عدد من المناطق الريفية بوادي حضرموت.. وصلت إلى مدينه سيئون بحضرموت قافلتا إغاثة من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء لمساعدة المتضررين من السيول في وادي حضرموت.
وتأتي هاتان القافلتان في إطار قوافل الإغاثة التي تتوالى على الوادي من محافظات الجمهورية المختلفة للمساهمة في إغاثة المناطق المتضررة .
وتضم قافلة أمانة العاصمة التي يرأسها الوكيل الأول للأمانة محمد رزق الصرمي 90 شاحنة كبيرة محملة بـ 1500 طن من المواد الغذائية المتنوعة والأدوات المنزلية والفرش والبطانيات والخيام .
فيما تضم قافلة محافظة صنعاء التي يرأسها وكيل المحافظة عبدالله ضبعان 80 شاحنة كبيرة محملة بكميات من الأدوية لمكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالوادي والصحراء, ونحو 980 طن من مواد الإغاثة المتنوعة .
وكان الاجتماع الذي ضم وكيل وزارة المياه والبيئة المساعد لشؤون المياه المهندس عبدالقادر حنش, ووكيل الهيئة العامة لمياه الريف المهندس عبدالحميد البشيري, وممثلا مكتبي منظتي الصحة العالمية واليونيسيف في اليمن, وعدد من المؤسسات المعنية بمياه الريف, قد كلف الهيئة العامة لمياه الريف بتوفير خمس عشرة مضخة كمرحلة أولى للآبار المتضررة التي تعتمد عليها تلك المشاريع.
بالاضافة إلى القيام بفحص مصادر المياه بالتنسيق مع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالوادي وفرع الهيئة العامة للموارد المائية في محافظة حضرموت لمعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام الآدمي بعد أن تلوث البعض منها بجيف الحيوانات النافقة التي جرفتها السيول واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصفيتها من أي تلوث منعا لانتشار الأمراض جراء استخدامها .
وأقر الاجتماع التدخل السريع والعاجل لمعالجة الأضرار التي لحقت بمياه الشرب في كل من غيل عمر وساه والكتنه والحزم وضمر نهر في مديرية ساه والقرية وقسم وعينات ومشطه بمديرية تريم لضمان توفير المياه النقية الصالحة للشرب من تلك المصادر.
كما أقر اجتماع اخر ضم ممثلين عن وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية لدى اليمن التخلص من الحيوانات النافقة التي جرفتها السيول في أماكن جريانها وتجميعها والعمل على حرقها بصورة عاجلة تجنباً لحدوث ضرر بيئي يهدد الصحة العامة للسكان القاطنين حولها والتنسيق مع المجالس المحلية والمواطنين المتضررين عند انتشال تلك الحيوانات من تحت أنقاض المنازل المتهدمة .
وشدد الاجتماع على ضرورة إعطاء الأولوية لتصفية مصادر مياه الشرب وبخاصة في المناطق التي تعطلت فيها مصادر المياه بفعل وجود حيوانات نافقة بداخلها وإعادة تأهيل تلك المصادر بصورة عاجلة بعد تصفيتها تماما من أي تلوث.
وكلف الاجتماع الفرق الهندسية الميدانية والمتخصصة لتي ستنفذ تلك العملية برفع تقارير يومية مساء كل يوم توضح حجم الأعمال المنجزة ومستوى الضرر والمعالجات والبدائل المتاحة لضمان توصيل مياه الشرب النقية للمواطنين المتضررين .
وكان الجنيد قد استعراض أمام ممثلا منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الدعم الإنساني بمكتب جنيف, رمزي الظافر, ومكتب دبي, ماجد أبو قُبعَه, حجم الأضرار التي ألحقتها العاصفة المدارية الممطرة التي اجتاحت وادي حضرموت أواخر اكتوبر المنصرم بعدد من قطاعات البنى التحتية
وتمثل الاضرار التي لحقت بالطرق والمياه والكهرباء والتربية والتعليم والصحة والزراعة, بما فيها انجراف الآلاف من أشجار النخيل التي تعتبر من أهم الموارد الغذائية والاقتصادية للوادي والثروة الحيوانية وإنتاج العسل أبرز هذه الاضرار .
ومن بين هذه الاضرار تلك التي لحقت بمنازل المواطنين في عدد من المديريات مما أدى إلى تهدمها تهدماً كلياً أو جزئيا فيما أصبح البعض منها آيلاً للسقوط بعد تشبعها بمياه الأمطار الغزيرة كونها اعتمدت في بنائها على مادة الطين وذلك ما يميز الطراز المعماري في الوادي منذ مئات السنين.
وتفيد التقديرات الأولية بأن عدد المنازل التي تضررت جراء كارثة السيول بلغت والتي تبذل الدولة جهودا لاعادة أعمارها بعد أن تتجاوز عمليات الاغاثة والايواء للمناطق والسكان حتى الآن نحو 3275 منزلا.
وفي هذا الصدد أكد وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء أن عمليات الإغاثة والإيواء وحملات الرش للمستنقعات والتجمعات المائية الراكدة تسير حالياً بوتيرة عالية بعد أن فُتِحَت الطرق الرئيسة بين المديريات بنسبة 99% وإعادة شبكة الكهرباء بنسبة 85 % وشبكة الاتصالات بنسبة % إلى المناطق المتضررة .
وأشار الوكيل إلى تضرر آبار وشبكات مياه الشرب في عدد من القرى المتضررة وتلوثها بمخلفات السيول وبخاصة الأعداد الكبيرة من الحيوانات النافقة التي جُرفت مع المياه مما قد يسبب ذلك كارثة بيئية أخرى لمستخدمي تلك المياه وما قد تسببه الحشرات من أمراض وآفات تضر بصحة التجمعات السكانية .
ونوه بما تقدمه المخيمات الطبية المجانية من خدمات طبية وعلاجية متقدمة للسكان المتضررين وغيرهم التي تقيمها وزارة الصحة العامة وقيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في كل من مستشفى سيئون العام ومنطقة قاهر في مديرية تريم فضلاً عن المستشفى الطبي الميداني الإماراتي في منطقة الغُرَف بالمديرية نفسها بالإضافة إلى المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية الأخرى .
يأتي هذا في وقت اطلع فيه وكيل محافظة حضرموت ممثلي المنظمة الدولية الإنسانية على الجهود الجارية للتخلص من الحيوانات النافقة والقيام بحرقها بعد نقلها إلى أماكن آمنة, مشيراً إلى ما تقوم به الفرق الميدانية المشكلة من كافة القطاعات من عمليات حصر وتقييم شامل ودقيق لحجم الأضرار والخسائر المادية.
ورحّب وكيل المحافظة بملاحظات المنظمات الدولية المتخصصة في الشؤون الإنسانية والاستفادة من خبراتها في عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار, لافتا إلى الآلية المتبعة في استقبال وتوزيع المساعدات ومعونات الإغاثة على المتضررين لما من شأنه ضمان وصولها إلى المحتاجين إليها وبصورة منتظمة.
من جانبهما عبر ممثلا مكتبي منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الدعم الإنساني عن تعازي المنظمة لأسر ضحايا الكارثة الإنسانية التي حلّت بمحافظتي حضرموت والمهرة مؤخراً .
وأكدا حرص المنظمة على العمل مع الحكومة على المستوى الوطني وتنسيق جهود الإغاثة بينها والمنظمات الدولية وتقديم المعلومات وفق طريقة علمية ومنهجية لتلك المنظمات لما من شأنه الحصول على مساعدات الدعم الإنساني لمواجهة آثار الكارثة وإعادة الإعمار.
وفي تطور لاحق أقرت لجنة الإغاثة والإيواء وحصر أضرار السيول والأمطار الأخيرة بوادي حضرموت إصدار البطاقة التموينية للمتضررين.
ووقفت اللجنة في اجتماعها الذي عقدته بوادي حضرموت والصحراء برئاسة وكيل المحافظة رئيس اللجنة أحمد جنيد الجنيد اليوم الثلاثاء امام نتائج ماخرج به الاجتماع السابق وماتم تنفيذه من التكليفات.
وشددت على ضرورة رفع اللجان الفرعية بالمديريات تقاريرها الى اللجنة متضمنة مالحق من أضرار في البنية التحتية بالمديريات التي تعرضت للكارثة الطبيعية, مطالبة بضرورة الانتهاء من حصر المنازل التي تهدمت بفعل الكارثة في موعد لايتجاوز الخميس المقبل .
في غضون ذلك صرح مصدر مسؤول باللجنة لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) بان فريقا لمسح الاسر في المديريات المتضررة بدأ اليوم نزوله الميداني الى المديريات بغرض حصر الأراضي الزراعية التي جرفتها السيول والأمطار.
إلى ذلك انطلقت من محافظة ذمار اليوم الثلاثاء قافلة إغاثة لمنكوبي كارثة السيول والامطار بمحافظتي حضرموت والمهره في المنطقة الشرقية برئاسة الوكيلان المساعدان للمحافظة عبد الكريم أحمد ذعفان ومحمود محمد الجبين وعدد من المسئولين من الجهات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني.
وتضم القافلة 30 شاحنة تحمل على متنها 300 طن من المواد الغذائية والمواد الإغاثية المختلفة دعماً من أبناء محافظة ذمار لإخوانهم المنكوبين والمتضررين جراء السيول.
وحول ذلك اكد محافظ ذمار يحيى علي العمري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هذه القافلة الشعبية تعبيراً عن وقوف أبناء محافظة ذمار مع إخوانهم منكوبي السيول بمحافظتي حضرموت والمهرة.
وأشار العمري إلى أنه تم تشكيل لجان في عاصمة المحافظة ومراكز المديريات لجمع التبرعات للمتضررين من هذه الكارثة في المحافظتين.
وشدد على ضرورة حشد الجهود والطاقات الرسمية والشعبية وتفعيل دور وسائل الإعلام وخطباء المساجد لجمع التبرعات العاجلة لدعم منكوبي السيول بمحافظتي حضرموت والمهرة, وداعيا رجال الأعمال وكافة الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمواطنين للتبرع لصالح إخواننا المنكوبين من السيول ومواصلة جهود الإغاثة للتخفيف من آثار هذه الكارثة.
وفي محافظة الحديدة التي تعرضت هي الاخرى لأمطار غزيرة خلال الايام الماضية نجم عنها اضرار مادية, شدد محافظ المحافظة احمد سالم الجبلي على ضرورة ايصال المساعدات والمعونات اللازمة للمتضررين بمديريات المحافظة جراء كارثة السيول والامطار التي شهدتها خلال الايام الماضية .
وأوضح الجبلي خلال توزيعه المواد الغذائية والإيوائية اليوم الثلاثاء على 406 حالات بمديريات الميناء والحالي والحوك , أن المساعدات التي تقدم للمنكوبين تعد المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ .
وأشار الى أن لجنة الحصر والرصد للمتضررين من الامطار والسيول تعمل على تسجيل الحالات المتضررة بهدف الرفع بها لتقديم المعونات اللازمة لها .
ويوجد 269 حالة مشردة في مديرية الميناء بعد ان تضررت منازلهم بسبب الامطار و102 أسرة في مديرية الحوك, و 35 حالة في مديرية الحالي, تم تسلميها مساعدات غذائية وايوائية مقدمة من المؤسسة الإقتصادية اليمنية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الخيرية بدولة الأمارات العربية المتحدة .