ويستضيف المنتدى، الذي يقام برعاية محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري، خلال الفترة من 23 إلى 25 نوفمبر 2025، نخبة من الخبراء والمتخصصين وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بمشاركة حضورية وعبر تقنية “الزوم”، لتعزيز آفاق العمل التنموي والإنساني في اليمن. 
ويهدف المنتدى إلى إطلاق وتوقيع مشاريع، والتعريف بمبادرات المسؤولية المجتمعية للشركات والمؤسسات، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات والنماذج الناجحة في العمل التنموي التي تستهدف المجتمعات المحلية. 
ويشارك في المنتدى، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل صالح محمود، ضابط مشروع تضامن لدى البنك الإسلامي للتنمية اسماعيل محمد، والمدير التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية الدكتور عبداللاه بن عثمان، وعدد من المنظمات الدولية، والبنك الإسلامي للتنمية، وممارسون في العمل التنموي والإنساني، ومديري مكاتب الشئون الإجتماعية بالمحافظات، وممثلين عن القطاع الخاص للمسؤولية المجتمعية بالشركات المحلية. 
يسعى المنتدى إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها إبراز ممارسات المسؤولية المجتمعية، وتسليط الضوء على الدور الحيوي للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وتحفيز الشراكة بينهما لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز اعتماد الحلول الرقمية لتحسين كفاءة الخدمات المجتمعية. 
ويأتي هذا المنتدى كإطار حوار مهم يجمع القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية للوصول إلى أفضل الممارسات القابلة للتطبيق في مرحلة التعافي المبكر وبناء السلام. وأكد وكيل حضرموت للشؤون المالية والإدارية الدكتور أحمد باصريح، في كلمة خلال حفل الافتتاح، على نهج السلطة المحلية في حضرموت القائم على ترسيخ شراكات تنموية فاعلة، مثمنًا جهود مؤسسة العون للتنمية بوصفها نموذجًا مهنيًا يوازن بين العمل الخيري المباشر والمبادرات التنموية ذات الأثر الواسع، بإدارة احترافية مكّنتها من تنفيذ برامجها بكفاءة داخل المحافظة وخارجها. 
وأضاف: تتجلّى إحدى ثمار هذا المسار في منتدى تضامن للتنمية الذي تستضيفه مدينة المكلا بمشاركة دولية ونخبة من الخبراء، ضمن مشروع تمكين المنظمات غير الحكومية للحد من الفقر بالشراكة مع البنك الإسلامي للتنمية؛ وهو حدث نوعي يمثّل رافعة لتطوير العمل التنموي ومعالجة تحديات الفقر عبر خبرات وشراكات رصينة. 
وأشار الوكيل باصريح إلى أن السلطة المحلية في حضرموت تواصل توفير التسهيلات اللازمة لعمل منظمات المجتمع المدني وتهيئة بيئة ممكنة تعزّز حضورها وتنفيذ برامجها، مؤكدًا حالة التعاون الكبير والبنّاء بين القطاع الحكومي والقطاع التنموي، التي أثمرت مشاريع نوعية انعكست آثارها بصورة ملموسة على الخدمات والتنمية المحلية. 
وختم وكيل محافظة حضرموت تصريحه بالقول: “إن الشراكة بين السلطة المحلية ومؤسسة العون للتنمية، المبنية على الثقة، تُعد إطارًا عمليًا لتوسيع البرامج وتحسين أثرها، وتحويل التوافق إلى مشروعات قابلة للقياس والاستدامة، مع إبقاء المواطن في صدارة الأولويات، وتعزيز التنسيق مع سائر الشركاء، وذلك من أجل حضرموت أكثر جاهزية وجودة في خدماتها ومسارٍ تنموي أكثر رسوخًا” . 
من جانبه، نقل وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لشؤون الرعاية الأستاذ صالح محمود تحيات الوزير، مؤكداً أن الوزارة تعمل بجد لتحقيق الاستدامة وتحسين خدمات الرعاية الصحية الأولية داعيًا جميع الحاضرين إلى التنسيق والشراكة من أجل خدمة الإنسان. 
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة العون للتنمية الدكتور عبداللاه بن عثمان، أن المنتدى يمثل علامة فارقة في مسار تمكين المنظمات المجتمعية، ويجسد التزام المؤسسة بالحد من الفقر وتعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني، وقال “إن الاستثمار في بناء القدرات هو حجر الزاوية لأي تحول حقيقي، ويأتي المنتدى ليعزز التعلم وتبادل الخبرات والتشبيك بين المؤسسات المختلفة بما يساهم في تطوير المجتمعات وتحسين فاعلية التدخلات التنموية.”.
وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم ملخص عن المشروع والمنتدى، وتكريم مكاتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والجهات الداعمة للمبادرات المجتمعية، إلى جانب تكريم المبادرات الرائدة بدرع المبادرات المجتمعية. 
كما تم افتتاح المعرض المصاحب لأنشطة المنتدى، والذي اشتمل على عروض لمبادرات ومنظمات محلية ومنتجات وخدمات مجتمعية. ويتضمن برنامج المنتدى على مدى ثلاثة أيام سلسلة من الجلسات العامة وورش العمل المعرفية التدريبية، تناقش مواضيع حيوية منها دور الوزارة في توجيه القطاع الخاص ودعم المجتمع المدني، وديمومة المسؤولية المجتمعية والتجارب الدولية فيها، ودور القطاع الخاص في قيادة التغيير المجتمعي، واستخدام التحول الرقمي لتحقيق كفاءة مستدامة، واستشراف مستقبل منظمات المجتمع المدني، وعقد ورش عمل تدريبية حول الابتكار في العمل المجتمعي. 
ومن المقرر أن يخرج المنتدى بعدد من المخرجات المهمة لتعزيز آفاق العمل التنموي والإنساني في اليمن.