وفي اللقاء الصحفي الذي حضرته عدد من الصحف منها "السياسية"، يوم الاثنين الماضي، في مقر السفارة الروسية بصنعاء، تحدث ناؤميكن مجيبا على أسئلة الصحفيين عن الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لروسيا، وعن المساعي الدولية لتدويل مياه البحر الأحمر، بحجة مكافحة القرصنة. كما تطرق اللقاء إلى الحديث عن أبعاد الأزمة المالية وأثرها على روسيا، فضلا على موضوع الملف النووي الإيراني.
* كيف تنظرون إلى الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لروسيا؟
- أنظر لها بتفاؤل، وخاصة في هذا الوقت بالذات. فهناك تفاؤل كبير لتطور العلاقات الروسية – اليمنية، وليس لديّ معلومات عمّا ستتضمنه الزيارة، لكنني متأكد أنها ستؤدي إلى تحول كيفي في العلاقات الروسية - اليمنية.
* هل تتوقعون أشياء جديدة في العلاقات اليمنية -الروسية من خلال الزيارة؟
- في تصوري الزيارة خطوة جديدة في تطور هذه العلاقات، وانتقالها إلى مرحلة جديدة (مرحلة الثقة والتعاون) في المجال السياسي قبل كل شيء. وفي مجال تنسيق سياسات اليمن وروسيا على الصعيد العالمي يمكن أن يكون هناك تعاون بين اليمن وروسيا في مجال تحريك وتطوير النظام العالمي، وهذا في رأيي تعاون استراتيجي يمكن أن ينتج عن مثل هذه الزيارة.
أما بخصوص العلاقات الثنائية، فالواضح أن هناك آفاقا في مجال التعاون الفني والعلمي والعسكري؛ لأنه تاريخيا كانت روسيا تتعاون مع اليمن في المجال العسكري، وأتمنى أن تكون هناك أيضا اتجاهات ثقافية وعلمية في هذا التعاون.
* كيف تقيّمون الوضع في اليمن قبل وبعد الوحدة؟
- الوحدة اليمنية عمرها كبير جدا حوالي 18 سنة، وعلينا ألاّ نتذكر الأيام القديمة.
نحن نثق بالوحدة اليمنية وندعمها، واليمن يعيش مراحل نمو وتطور مثل بقية الدول، كما أن لليمن مشاكل كبقية الدول.
إذا قارنا بين روسيا واليمن من سنة 90 التي كانت نقطة انتقال في اليمن إلى الوحدة، وبالنسبة لروسيا نقطة انتقال من بناء دولة.
روسيا دولة فتية عمرها تاريخيا آلاف السنين، ولكن سياسيا كدولة عمرها 18 سنة، مثل عمر اليمن الموحّد. واليمن حضارتها عريقة أقدم من الحضارة الروسية بكثير، ونحن كعلماء ندرس هذا التاريخ.
والدول تصطدم بعوائق وبمصاعب في بنائها، وروسيا لها مشاكل خاصة، ففي التسعينيات عاشت مرحلة مصاعب، حتى بعض الناس كانوا يعتقدون أنها ستتفكك مثل الاتحاد السوفييتي؛ لكن روسيا استطاعت أن تعيش كدولة موحّدة.
كان هناك محاولات لتفكيك روسيا.. وهناك تشابه بين الوضع في اليمن وروسيا.
* كيف تقيّمون سياسة الرئيس علي عبدالله صالح؟
- أرى أن أهم نقطة في نجاح سياسة الرئيس علي عبدالله صالح أنه استطاع أن يحافظ على الاستقرار والوحدة، وهذا أهم شيء، مع وجود كل التحديات الداخلية والخارجية. وأظن أن التحديات الخارجية قوية، حيث أن بعض الناس لا يفهمون خطورتها.
أظن أن المكسب الأساسي هو أن الرئيس استطاع أن يحافظ على بلده، وأن يصمد في وجه التحديات الصعبة هذا أولا.
ثانيا: أنا شخصيا معجب بكثير من المبادرات الخارجية للرئيس علي عبدالله صالح -على سبيل المثال- المبادرة على صعيد القضية الفلسطينية.
* ماذا تحمل زيارتك الأخيرة لليمن؟ وما هو الهدف الأساسي منها؟
- الهدف الأساسي هو تطوير التعاون العلمي بين أكاديمية العلوم الروسية وبين المؤسسات اليمنية.
وأنا دائما أزور اليمن بحكم عملي العلمي واهتمامي باليمن وتاريخها وتطورها، ولديّ اهتمامات متنوعة من السياسة والعلوم الاجتماعية إلى التاريخ.
والهدف المباشر لهذه الزيارة هو مواصلة العمل في جزيرة سقطرى، حيث أنه من وقت طويل أعمل في كتابة تاريخها؛ لأنه جزء مهم جدا من الحضارة اليمنية.
وهناك بعثة روسية أثرية برئاستي، ستشتغل في الجزيرة خلال الشهر الجاري.
* كم هي المؤلفات التي أصدرتها عن اليمن؟ وما هو مشروعك المقبل؟
- هذه السنة لم أكمل أي مشروع؛ بسبب كثرة انشغالاتي، لكنني نشرت كتابا عن تاريخ الكفاح المسلح في اليمن ضد الاستعمار البريطاني منذ زمن، وجددت هذا الكتاب قبل خمس سنوات، ونشرته في بريطانيا باللغة الانجليزية.
أيضا أصدرت عن التاريخ اليمني، وعندي كتاب عن جزيرة سقطرى ونشر في بريطانيا، وسيكون هناك كتاب جديد، حيث ما أزال في مرحلة التأليف.
* ماذا عن الاكتشافات في "بئر علي" التي قامت بها بعثة الآثار الروسية؟ ولماذا لم يعلن عنها للرأي العام؟
- المسألة تكنيكية فقط، هناك شيء مرتبط بالاتفاق بين روسيا واليمن.
* ما الذي ستعملونه لقناة "روسيا اليوم" من خلال زيارتكم هذه؟
- كان لديّ فكرة أن أدعو طاقما من المصورين، وأعمل فيلما عن جزيرة سقطرى وعمل البعثة، ولكن لأسباب فنية فقط تأخرت البعثة المكونة من ثلاثة مصورين ومخرج. ولكن لديّ فكرة أن نعمل فيلما جديدا مرتبطا بعملنا، وإن شاء الله: أعدكم أن نعمل فيلما جيدا وممتازا عن الجزيرة.
* ما حقيقة الأنباء التي تحدث عن مخطط روسي للتواجد العسكري في سقطرى؟
- هذا كلام ليس له أساس من الصحة.
* ماذا عن التواجد الروسي في ميناء "طرطوس" السوري؟
- روسيا تستعمل الإمكانيات المتاحة لها في ميناء "طرطوس"، وهذه لا يمكن اعتبارها قاعدة بحرية؛ لأنه ليس هناك تحصينات.
ويجب ألاّ نبالغ في سعي روسيا لبناء قواعد لها خاصة، لأن الأسطول الروسي لا يزال في طريق التحديث والبناء، هناك مشروع لإعادة بناء الأسطول الروسي، ونأمل أن يكون بعد 10 أو 15 سنة قادرا على الدفاع عن المصالح الوطنية الروسية.
* هل أنتم راضون عن مستوى التعاون الاقتصادي بين اليمن وروسيا؟
- لا، التعاون غير كافٍ ومتدنٍ، ويجب أن تلجأ الحكومتان إلى الخبراء والاقتصاديين بهدف تطوير وتحريك التعاون.
هناك مجالات للتعاون في الطاقة، الكهرباء، النفط الغاز، والتعاون العسكري.
** القرصنة الصومالية
* بخصوص القرصنة في مياه البحر الأحمر، هل تدرك روسيا أن لها مصالح ينبغي أن تدافع عنها في هذه المياه؟
- يجب أن نفهم الواقع بأن روسيا لا تريد أن تنافس أو تتصارع مع الغرب عسكريا. لا نريد أن نرجع إلى سباق التسلح؛ لأنه كان من العوامل التي قتلت الاتحاد السوفييتي، فضلا على الحرب في أفغانستان التي صرفنا كثيرا من الأموال في مثل هذه الصراعات، أو عندما صرفنا كثيرا من الأموال في دعم الحركات الجنوبية. وهناك دروس معيّنة تعلمناها من الماضي.
روسيا لها مصالح واضحة في المنطقة، بما فيها مصالحها الإستراتيجية، والسفينة الأوكرانية المحمّلة بالدبابات الروسية التي تم اختطافها رمز هذا الاهتمام، ونحن الآن لا نريد الصراع مع الآخرين، نريد التعاون حتى مع أميركا وأوربا.
وفي رأيي الشخصي أن يتم بناء نظام تعاون مشترك مع اليمن وأميركا وأوربا تحت مظلة الأمم المتحدة لمحاربة القرصنة؛ لأنه لا يمكن لدولة واحدة مهما كانت أن تحارب القرصنة.
أشارك اليمن في مخاوفها من التواجد الدولي في البحر الأحمر؛ لأنه لديّ مخاوف. روسيا لا تريد أن تفرض وجودها العسكري على أي أحد، ولا تقبل فرض أي قوه أخرى. أنا من أنصار تعاون دولي.
هناك سيادة دولية لليمن يجب أن تحترم دون تدخل أي قوة دولية.
* هل هناك يد إسرائيلية وراء القرصنة؟
- إسرائيل ليس لها مصلحة في هذه المنطقة، وليس لها دخل فيها، يجب ألاّ نأخذ بعين الاعتبار مصلحة إسرائيل. أنا أفهم حقيقة الأمر، ما تزال هناك أزمة، نتمنى أن تحل القضية الفلسطينية وتبنى الدولة الفلسطينية.
* هل قضية القرصنة لعبة دولية لتدويل مياه البحر الأحمر؟
- يمكن، وقد يكون كذلك، ومعروف أن بعض القوى في الغرب كانت دائما تدعم بعض القوى الشريرة حتى تكون مشاكل، وبعد ذلك تتدخل.
* ما هو الموقف الروسي من القضية الفلسطينية؟
- هناك تضامن روسي تاريخي مع الشعب الفلسطيني، كما الرأي العام الروسي يختلف عن الرأي العام الغربي. روسيا في الآونة الأخيرة تقوّي علاقاتها مع القوى المختلفة في الشرق الأوسط، وحتى مع الحركات الفلسطينية.
روسيا كانت من الدول القليلة التي دعت حركة حماس إلى موسكو، وهناك علاقة مع حركة حماس، وروسيا لا تشارك الدول الغربية التي تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية. نحن لا نعتبر حركة حماس ولا حزب الله حركات إرهابية، وهناك تعاون مثمر بين روسيا والحركات الإسلامية، وخاصة بعد دخول روسيا كعضو مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي.
* الرئيس الروسي صرح قبل فترة بأنه لن يسمح ببقاء القطب الواحد، كيف تفسر ذلك؟
- لن نقبل بنظام القطب الواحد؛ لأنه أدى إلى كوارث وفشل اقتصادي، بالرغم أن اقتصاد الولايات المتحدة الأميركي أكبر اقتصاد في العالم؛ كونها تنتج ربع إجمالي الإنتاج العالمي، ومع هذا الأزمة المالية بدأت منها، من خلال أزمة العقار والسيولة المالية، أشياء كنا لا نتوقعها إطلاقا من هذه الدولة الكبرى.
الدولة التي تفرض سيطرة الدولار على النظام المالي غير ناجحة.
النظام الذي تكوّن في عام 1944 أصبح غير صالح ولا بد أن يبدَل بنظام جديد.
فهل ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق يخدم الاستقرار العالمي؟! وهل الموقف الواضح في المحاباة لإسرائيل في قضية الشرق الأوسط يخدم مصلحة الجميع؟! بالطبع لا.
يجب أن يتبدل نظام القطب الواحد بنظام متعدد الأقطاب، وهذا أصبح ضرورة وواقعا.
الصين ستتحول بعد فترة إلى الدولة الاقتصادية الأولى في العالم، وهذا واضح.
روسيا الآن تبدأ بتطوير اقتصادها بسرعة، حيث أن معدل النمو السنوية الروسي بحدود 7 في المائة، مع أنه في أميركا سينخفض الإنتاج كبيرا جدا هذا العام، بفعل الأزمة.
* كيف تنظر إلى الاقتصاد الروسي اليوم؟
- روسيا اليوم احتياطاتها المالية النقدية ثالث احتياطي في العالم بعد الصين واليابان.
كنت اعتز بأني ابن الاتحاد السوفييتي بغواصاته وصواريخه وقوته، وفي الوقت نفسه كنا نشتري القمح من دول صغيرة مثل كندا والأرجنتين. أما الآن فنحن ثالث دولة في السوق العالمية لبيع القمح. فيما في التسعينيات كنا نشتريه.
وصل محصول القمح إلى 80 مليون طن هذا العام، رغم كل المصاعب الموجودة.
نمو الاقتصاد الروسي كبير، وروسيا اليوم أكبر منتجٍ للبترول في العالم، والمنافسة الآن بين روسيا والسعودية. حيث تنتج روسيا حوالي 10 ملايين برميل نفط في اليوم. واحتياط ربع الغاز العالمي في روسيا. أكبر شركة للـ"أمنيوم" في العالم في روسيا.
روسيا بدأت تشتري مصانع بصعوبة؛ لأن هناك معارضة شديدة من قبل الغرب.
* مع أننا تحدثنا عن الأزمة المالية. كان هناك حديث يدور في الأدبيات الماركسية عن أزمات عامة للرأسمالية، هل هناك شيء من هذا يدخل في هذا الإطار؟
- نحن الآن ما زلنا في وسط الأزمة. وأنا أعترف بأنني لا أعرف عواملها ودواعيها بشكل كامل، كيف بدأت؟ لماذا بدأت؟
في رأيي هذه الأزمة أسوأ من التي حدثت عام 1929. الآن الأزمة عام 29، كانت محدودة وأسبابها واضحة. ولم تكن العولمة تجمع كل الدول.
* البعض يشك في أن الأزمة المالية لعبة أميركية خاصة بعدما أظهرت روسيا قوتها في الحرب على جورجيا، خاصة وأن روسيا دولة نفطية أولى، ما حقيقة ذلك؟
- هذا الرأي موجود عند بعض الخبراء، وحتى إذا قلنا هذا الرأي، لكن أولا أسعار البترول لم تنخفض إلى المستوى الكبير. وهذا المستوى من الأسعار لا يمكن أن يودي إلى أي ضرر كبير يمكن أن يؤذي روسيا؛ لأن الميزانية الروسية مبنية على أساس وجود ضمانات لمواصلة التطور إذا كانت أسعار البترول أقل من 40 دولارا.
بمعنى أن الميزانية الروسية لن تتضرر إلا إذا انخفض سعر برميل النفط إلى أقل من 40 دولارا.
انخفاض النفط إلى 65 -70 دولارا للبرميل لن تحس روسيا بذلك، فقط الاحتياطي لا ينمو بالسرعة الفائقة التي كان ينمو فيها خلال السنوات الأخيرة.
ولكن مهما كان، فالاحتياط الروسي ما زال كبيرا، والدولة لن تنقذ كثيرا من البنوك والمؤسسات الكبيرة التي كانت تعاني من الأزمة.
** الملف النووي الإيراني
* فيما يتعلق بملف إيران النووي، وافقت روسيا على ثلاثة قرارات أممية لمعاقبة إيران، فيما رفضت مؤخرا مزيدا من العقوبات عليها، لماذا لا يكون لروسيا موقف ثابت من هذا الملف؟ ولماذا هذا التذبذب؟
- في رأيي أن لروسيا موقفا ثابتا من إيران، روسيا ضد استعمال القوة ضد إيران، ولكن روسيا لها مسؤولية في عدم نشر الأسلحة النووية في العالم، وهناك مسؤوليات معيّنة تلتزم بها روسيا كونها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي.
وروسيا بفضل تعاونها مع الولايات المتحدة أثرت على اتخاذ قرار في مجلس الأمن؛ لأن السياسة كلها مساومات.
نحن نقول دائما إنه ليس هناك أي دليل على أن إيران تخطط لإنتاج قنبلة ذرية، وأنا لا أثق بهذا ولا أرى أن هناك دلائل على هذا.
في رأيي الشخصي يجب ألاّ نطرح أمام إيران أي شروط.
مثلا، الشرط بأن توقف إيران تخصيب مادة اليورانيوم، ثم بعد ذلك تدخل المفاوضات مع الغرب، في رأيي هذا ليس موقفا عادلا. كما أنني ضد أي شروط تطرح على حركة حماس، مثلا شرط "الاعتراف بإسرائيل" أولا، بعد ذلك يتم الدخول في المفاوضات، أنا ضد ذلك.
* ألا تعتقد بأن العلاقة الروسية - الإيرانية لها أبعاد إستراتيجية؟
- نعم، وبكل تأكيد.
* ما حقيقة الأنباء التي تحدثت عن يد إسرائيلية مشاركة بالحرب في جورجيا؟
- بالفعل كان هناك خبراء وأسلحة إسرائيلية حديثة، وطائرات بدون طيار شاركت في الحرب إلى جانب جورجيا، وتتجسس على القوات الروسية.
* هل كان هناك نية جورجية لضرب إيران؟
- بكل تأكيد، نعم.
* كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات الروسية –الأميركية، خاصة بعد فوز المرشح الديمقراطي (باراك أوباما) في الانتخابات الرئاسية؟
- العلاقات ما تزال صعبة. أوباما لم يتسلّم بعد زمام السلطة.
** "نبذة عن فيتالي ناؤميكن"
البروفيسور فيتالي ناؤميكن هو رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والسياسية في موسكو (روسيا الاتحادية) منذ عام 1991، ويشغل منصب خبير في مجلس الأمن الروسي.
عمل الدكتور ناؤميكن رئيساً لدائرة الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم منذ عام 1984، ورأس تحرير مجلة "فوستوك-أورينتس" التي تصدرها أكاديمية العلوم الروسية منذ عام 1998، إلى جانب عمله أستاذاً في كلية السياسات العالمية في جامعة موسكو الحكومية منذ عام 2003.
تنقل البروفيسور ناؤميكن خلال حياته العملية في مواقع إدارية وأكاديمية عدّة، وجمع في كثير من الأوقات بين النشاط الأكاديمي المتواصل والموقع الحكومي، حيث كان عضواً في مجلس السياسة الخارجية لروسيا التابع لوزير الشؤون الخارجية، ومستشاراً لدى المجلس الأعلى/ الجمعية الاتحادية، وعمل أستاذاً زائراً عام 2003 في قسم العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية. وشغل ناؤميكن منصب نائب مدير معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم بين عامي 1989 و1994، وكان أستاذاً في جامعة موسكو الحكومية بين عامي 1980 و1984، وباحثاً أول في الجامعة ذاتها بين عامي 1972 و1980. وخلال الفترة 1972-1977 تنقل بين عدد من الدول خلال عمله في وزارة الخارجية الروسية. وكانت أولى خبرات فيتالي العملية هي عمله بعد تخرجه مباشرة عام 1968 محاضراً في الجامعة العسكرية، التي انتقل منها إلى جامعة موسكو عام 1970.
ألّف الدكتور ناؤميكن العديد من الكتب والمقالات في مجالات العلاقات الدولية، والدراسات الاستراتيجية، وسياسات النفط، والدراسات الإسلامية، والتاريخ، وقضايا الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، وصدرت مؤلفاته باللغات الروسية والألمانية والإنجليزية والعربية والفرنسية والإيطالية. ومن أحدث أعماله المنشورة: "الإسلام المتطرف في آسيا الوسطى بين القلم والبندقية" الصادر عام 2005، و"ذئاب اليمن الحمراء: الكفاح من أجل الاستقلال" الصادر عام 2004، و"نزاع الشرق الأوسط " الذي صدر في مجلدين عام 2003.
تلقى البروفيسور ناؤميكن تعليمه الجامعي في جامعة موسكو، التي حصل منها على الدرجة الجامعية الأولى عام 1968، ثم الدكتوراه في التاريخ عام 1972. وخلال الدراسة الجامعية تلقى ناؤميكن تدريباً في جامعة القاهرة والجامعة الأميركية بمصر خلال الفترة 1966-1967.
ألقى الدكتور ناؤميكن محاضراته في عدد من الجامعات ومراكز البحوث الكبرى في مختلف أنحاء العالم، ولاسيما في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليمن ومصر وتركيا، وهو يجيد اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية إلى جانب اللغة الروسية.