المكلا/موقع محافظة حضرموت/مجدي بازياد - الخميس 26/3/2009
أكد الأخ المهندس عوض سالم القنزل - المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي مناطق ساحل حضرموت, أن مدينة المكلا والمناطق المجاورة لها لن تعاني أية مشكلات في تموينات المياه خلال الخمسين عاماً القادمة بحسب المؤشرات التي أفرزتها الاكتشافات الأخيرة لحقول الماء وآخرها الاكتشاف الجديد لحقل مياه منطقة الغليلة الذي يتميز بنوعية وكمية مياه ذات مواصفات ممتازة.
وأوضح المهندس القنزل أن الحقل المكتشف من الحقول الواعدة بالخير, في ظل ما تشهده مدينة المكلا خاصة, وحضرموت عامة من حراك تنموي واقتصادي وسياحي وعمراني كبير يحتاج لاستقرار في احتياجات المياه للسنوات القادمة, مشيراً إلى أنه قد تم اكتشاف حقلين سابقين في منطقتي فلك وزمن تم تشغيلهما بعد التأكد من احتوائهما على كميات كبيرة من الماء, مؤكداً أن قيادة المؤسسة سعت جاهدة لتأمين المياه لمدينة المكلا والمدن المجاورة في إطار إستراتيجيها للحفاظ على استقرار تموينات المياه للمدن الرئيسية, لافتاً إلى أن حقل الغليلة يبعد عن المكلا بنحو كيلومترين, وسيسهم في تأمين تموين المياه للمكلا حتى في حالات وقوع الكوارث الطبيعية. موضحاً أن هذا الاكتشاف الكبير فاق توقعات المؤسسة, وتم مؤخرا تدشين الضخ التجريبي للبئر الأولى في الحقل بمنطقة الغليلة بحضور محافظ حضرموت , مشيرا إلى أن البئر تنتج أربعين لتر في الثانية أي ضعف آبار غيل باوزير, وأعلى من إنتاجية حقلي فلك وزمن, إضافة إلى النوعية التي تتميز بها مياه حقل الغليلة من خلال عمليات التحليل الكيماوي التي أثبتت جودتها العالية, حيث شابهت إلى حد كبير العناصر التي تحتويها المياه الصحية بمعنى خلوها من الأملاح التي تتزايد في آبار الغيل وفلك وزمن التي تحتاج لمعالجات لتخفيف الأملاح وخاصة عنصر الحديد الذي يشكل معضلة واضحة في تلك الآبار. وأضاف المهندس عوض القنزل أن المؤسسة عالجت هذه المعضلة من خلال تصفيتها بمادة الكلور, وأشار إلى أنه سيتم ربط الآبار الجديدة في الغليلة بالشبكة لتخفيف وتقليل الملوحة المرتفعة في بقية الآبار وتنقيتها بعد القيام بعملية الخلط بين الآبار. وتابع المهندس عوض القنزل المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي قائلاً: إن العمل جاري لحفر بئرين إضافيتين بمنطقة الغليلة, وسيتم حفر آبار أخرى في المرحلة القليلة القادمة بمعدل ستة آبار خلال العام 2009م, بطاقة إنتاجية تبلغ أكثر من مائتي لتر في الثانية, وسيتم لاحقاً توسيع دائرة الحقل ليتسع لاثني عشر بئر, وتمتد ما بين المنطقة الواقعة بين الغليلة والبقرين التي تعد منطقة واعدة وتبشر بالخير وتدعو للطمأنينة والثقة. مؤكدا أن ربط هذه الآبار في منطقة الغليلة بالشبكة سوف يعالج الكثير من مشاكل الجفاف بمدينة غيل باوزير, من خلال تقليل إنتاجيتها إلى النصف, إضافة إلى بناء سدود وحواجز مائية سيتم إنشاؤها قريباً حتى تستعيد الغيل سابق عهدها في وفرة المياه في آبارها, الأمر الذي سيعود بالنفع لمديرية الغيل, والمناطق الزراعية التي كانت تعاني من شحه في المياه, مضيفاً أن هذا المشروع بحاجة لتمويل كبير وسيدرج في مشاريع عام 2010م وفيما يخص برنامج المشاريع الخاصة بالمؤسسة لعام 2009م قال المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي: لدينا برنامجان لعام 2009م، البرنامج الأول استثماري ضمن خطة المؤسسة تبلغ تكلفته مليارين وأربعمائة وخمسين مليون ريال, لتغطية المشاريع الجاري تنفيذها والمشاريع الجديدة وسيتم البدء في بناء خزانات جديدة لعدد من الأحياء كما سيتم تقوية الشبكات القديمة, وكذا مشروع مياه ومجاري شرق المكلا المنطقة الممتدة من خلف وبويش وجول مسحه والعيص وفلك الجامعة وهو مشروع كبير سيتم البدء فيه بعد استكمال الدراسات والتصاميم إضافة إلى أن هناك مشاريع على مستوى المديريات بساحل حضرموت, مثل مشروع مياه ومجاري الشحر المقدم كمنحه من الحكومة الألمانية, وسيتم إنزال مناقصة المشروع قريبا بعد إشكاليات في التكلفة التقديرية للمشروع ، إضافة إلى أن هناك مشاريع مياه ومجاري مناطق الحامي والريدة الشرقية وبروم ميفع ، وأرخبيل سقطرى. وأضاف : إن هناك برنامجا إسعافياً خاصا بأضرار السيول الأخيرة سيتم تحويله إلى إدارة صندوق إعادة الإعمار للتعامل معه، وفي هذا الإطار تمت أعمال إسعافية في وادي حويرة، ووادي كثيبة ، ومنطقة ملعب بارادم، حيث تمت إعادة المجاري إلى وضعيتها، وتم إنزال ست مناقصات إسعافية بهدف استبدال بعض الخطوط القديمة وحمايتها، كيلا تتعرض للجرف والضرر في حال تدفقت السيول مرة أخرى. وقال المهندس القنزل: إن هناك مشروعا مؤقتا تنفذه المؤسسة لمنع المياه الجوفية والمياه الملوثة من الطفح في ساحة الخور، وهناك مشروع كبير لإصلاح الأضرار من خلال إنشاء محطة ضخ كبيرة لتلافي أضرار السيول لاحقا، فيما تقوم المؤسسة بالتنسيق مع مكتب وزارة الأشغال العامة والطرق بالمحافظة لإعادة وضعية أحياء مدينة الديس، نافيا أن تكون المياه الجارية في المدينة مياه مجاري، مشيرا إلى أنها مياه جوفية، تشتهر بها المنطقة، وتبذل المؤسسة جهودا كبيرة لتجميع المياه الجوفية في قناة لتصب في خور المكلا، كما أن هناك برنامج لإعادة سفلتة شوارع الديس المتضررة، وتقوم الشركة المنفذة لمشروع المجاري الجديدة حاليا بسفلتة شوارع الديس، وسيتم قريبا الانتهاء من كل أعمال الإصلاحات في المنطقة.
|