اختتمت اليوم بمدينة سيئون ندوة حول تعليم الفتاه بوادي حضرموت نظمها مكتب وزارة التربية والتعليم بوادي حضرموت والصحراء بمشاركة أكثر من 130 من مديري إدارات مكتب الوزارة ومدراء إدارات التربية بالمديريات ورئيسات أقسام تعليم الفتاه بالمديريات ووكيلات عدد من مدارس مدينة سيئون ومندوبين عن الجمعيات الأهلية الداعمة لتعليم الفتاه وشخصيات اجتماعية وتربوية بوادي حضرموت .
وأسفرت النقاشات المستفيضة للمشاركين في الندوة بالعديد من التوصيات من بينها مناشدة القيادة السياسية والحكومة بإنشاء صندوق وطني يدعم تعليم الفتاة في البلاد يموَّل من الاستقطاعات الضريبية، ويعهد إليه تنفيذ حملةٍ وطنية عامة تقوم بتحفيز المجتمع على دعم الفتاة ، وتأسيس بنيةٍ تحتية متكاملة توافق الاشتراطات المجتمعية تجاه تعليم الفتيات.وأوصت الندوة باعتماد مجلس التنسيق لدعم الفتاة بوادي حضرموت إطاراً إشرافياً أعلى لتنفيذ مقررات الندوة ، واعتماد الإجراءات العملية الكفيلة بذلك. وكلفت الندوةُ المجلسَ بإعداد قاعدةٍ إحصائية واضحة وواقعية لأعداد الفتيات اللواتي في سن الدراسة غير الملتحقات بالتعليم ، وكذا المتسربات منه في كل مديرية على حدة ، يتم تحديثها بشكل دوري . كما أوصت الندوة باعتماد حل مشكلة الاختلاط كأولوية لأية مشاريع تربوية مستقبلية ، على أن يقوم مكتبُ وزارة التربية بالوادي بالتواصل مع الجهات الوزارية لاعتماد هذا القرار عند إقرارها للمشاريع المركزية .. والأمر كذلك بالنسبة لمشاريع الصناديق والجهات الدولية الداعمة. ورفعت الندوةُ مناشدتها لكافة الجمعيّات الأهلية والمنظمات الداعمة ، بتكثيف جهودها في مجال دعم الحقيبة المدرسية وتجهيزات الطالبات ونقلهن إلى المدارس تخفيفاً للعبء المادي الذي يفرضه تعليمُهن على أسرهن. وكلفت الندوة السلطة المحلية بالوادي ومكتب وزارة التربية والتعليم بالتواصل مع الجهات المركزية لزيادة حصة وادي حضرموت من الخانات الوظيفية الشاغرة لحملة شهادة الثانوية العامة .. على أن تخصص لتوظيف الخريجات وتحقق أكبر قدر من التأنيث لإدارات وهيئات التدريس في مدارس البنات.ودعت الندوة مجلسَ التنسيق لدعم تعليم الفتاة بالوادي إلى اعتماد جائزةٍ سنوية للعائلة المثالية في التشجيع على تعليم بناتها .. على أن ينظم احتفال خاص بالمناسبة يتم فيه استعراض النجاحات المحققة في هذا المجال أمام المجتمع. هذا بالإضافة إلى العديد من التوصيات الأخرى الهادفة مساعدة المجتمع على تخطي هذا المحك الاجتماعي المهم . وفي جلسة افتتاح الندوة أعاد وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء أحمد الجنيد إلى الأذهان الجهود التي بذلت في بداية عشرينيات القرن الماضي من اجل الدفع بتعليم الفتاه أبان تلك الفترة معربا عن أسفه للتراجع الذي تشهده الفترة الحالية في أعداد الملتحقات من الفتيات بالتعليم وعلى وجه الخصوص في المناطق الريفية والذي يشكل تحديا كبيرا ينبغي من كافة قطاعات المجتمع على المستويين الرسمي والشعبي مواجهته .. لافتا إلى الجهود التي تبذل حاليا للدفع بتعليم الفتاه وتأمين فرص التعليم لها سواء كان ذلك من حيث توفير المباني المدرسية أو هيئات التدريس وغيرها من مكونات منظومة التعليم اللازمة لتعليم الفتاة. وكان مدير عام مكتب وزارة التربية والتعليم بوادي حضرموت والصحراء الدكتور محمد فلهوم قد أشار إلى أن ما يحدث لتعليم الفتاه في مجتمعنا يعد نكوصا وتراجعا عن مبادئ ومُثُل وقيم اجتماعية حميدة وحضارية بل إنه تقاطع صارخ مع الفروض الدينية لديننا الإسلامي الحنيف التي تحث على طلب العلم والمعرفة باعتبارها مكملات للشخصية التي تعي بأمور دينها ودنياها وقادرة على أداء واجباتها تجاه نفسها وتجاه من تقع عليها مسئوليتهم . من جانبها ناشدت الطالبة نور حبشي السقاف في حفل افتتاح الندوة التي أقيمت بقاعة الفقيد الأديب عبد القادر الصبان بمعهد إعداد وتدريب المعلمين بسيئون أولياء أمور الفتيات وكل المهتمين بالشأن التربوي إلى الحق المشروع في الشرع والدستور والعرف وكل معاني المنطق واليقين للفتيات في العلم والمعرفة داعية إياهم الوقوف الجدي لرفع الحيف والظلم الواقع على الفتيات وإعادة الطموح على كل الحالمات بخدمة أهلهن ومجتمعهن ووطنهن الحق في إكمال تعليمهن والرقي بقدراتهن وإمكانياتهن بما يحقق أحلامهن النبيلة وقالت : لا خير في مجتمع يرعى الجهل ويؤسس له في ذاته أركانا ومكانا . وتم في جلسة افتتاح الندوة عرض فيلم بعنوان "أحلام نور" جسد تطلع الفتاه وحقها في التعليم وأهمية تضافر الجهود للتغلب على الإشكاليات التي تعيق تعليم الفتاه . وناقش المشاركون في الندوة أربعة محاور مقدمة إلى الندوة الأول دراسة تحليلية لواقع تعليم الفتاه ومشكلاته والحلول المقترحة لذلك قدمه الأستاذ محمد عمر حسان، والثاني حول المعيقات لاستمرارية تعليم الفتاه للأستاذ حسن كرامه جواس مدير إدارة التوجيه التربوي بمكتب وزارة التربية بالوادي والصحراء، ورؤية مستقبلية لمعالجة تدني التحاق الفتاه بالتعليم وتسربها من المدرسة للدكتور صالح عوض عرم، ونماذج من إسهامات منظمات المجتمع المدني في الدفع بتعليم الفتاه في وادي حضرموت . للأستاذة فاطمة حسين الحبشي .حضر افتتاح الندوة وكيل المحفظة المساعد لشئون الوادي والصحراء فهد صلاح الأعجم وعدد آخر من المسئولين في الأجهزة التنفيذية .