وقد تحدث في المؤتمر المدير التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية معاذ الشهابي عرض أسباب اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.. لافتاً إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) قد اختارت تريم لتكون حاضرة الثقافة الإسلامية انطلاقا من كونها واجهة من واجهات العالم الإسلامي وتعتبر إحدى المرجعيات الدينية القديمة التي تحتضن درر العلم والمعالم الإسلامية ولدور أبنائها في نشر الإسلام جنوب شرق آسيا وفي عدد من دول العالم بالموعظة الحسنة منتهجين من الاعتدال والوسطية أسلوبا وطريقاً لنشر دعوتهم في تلك البلاد .

وتطرق الشهابي الى برنامج الفعاليات الذي سيستمر عاما كاملا حيث يتضمن 300 فعالية دينية وثقافية وسياحية وتكريم العلماء والأعلام والمثقفين من أبناء مدينة تريم والمثقفين أيضاً فضلاً عن طباعة نحو 200 عنوان من الكتب للعديد من الأدباء والكتاب في محافظة حضرموت وإقامة أسابيع ثقافية لعدد من محافظات الجمهورية ولدول إسلامية.. مشيراً إلى أنه سيتم افتتاح مركز مدينة شبام التاريخية للتنمية الثقافية كأول مركز من هذا النوع في اليمن بهذه المناسبة ، فيما سيتوالى إنشاء مثل هذه المراكز في كل من سيئون وتريم بتمويل من وزارة الثقافة كما سيتم إنشاء مكتبة الأحقاف للمطبوعات بقصر الرّناد بعد الانتهاء من ترميمه لتكون بالقرب من مكتبة الأحقاف للمخطوطات الواقعة في الركن الشمالي لجامع تريم، كما سيتم تحويل مركز الرّناد التاريخي وسط المدينة إلى مركز إشعاع ثقافي على مستوى محافظة حضرموت وسيجري العمل أيضاً على إبراز معالم المدينة المعمارية وقصورها التاريخية لتكون شاهدة على المستوى الحضاري المتقدم لفن العمارة الطينية في مدينة تريم .

ودعا العلماء والمثقفين ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في تريم وغيرها من مدن الوادي الرئيسة إلى الإسهام الفاعل في تلك الفعاليات كونهم شركاء رئيسيين في هذه الفعالية ورفع تصوراتهم الخاصة بإقامة فعاليات خاصة بهم إلى المكتب التنفيذي لدراستها وإدراج ما هو مناسب منها في إطار برنامج الفعاليات العامة خلال العام .

من جانبه بين مدير عام مديرية تريم رئيس المجلس المحلي محمد التميمي أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد وجه باعتماد ميزانية مخصصة لإعادة هيكلة البنى التحتية لمدينة تريم لتكون مهيأة لهذه المناسبة وتتضمن تلك الهيكلة مصفوفة من المشاريع التي يتطلب تنفيذها في فترة زمنية محددة وعددها 41 مشروعاً تنموياً وخدمياً وجمالياً منها ما سيتم إنجازه قبل يوم التتويج في 7 مارس بحسب الأولويات فيما سيستمر العمل في تنفيذ الأخرى على مدار العام. 

وأشار التميمي الى ان من أهم تلك المشاريع تجهيز ساحة العروض والمهرجانات التي اختيرت في موقع تحيط به بعض القصور التاريخية والمعالم الإسلامية وتشمل الساحة أيضاً مسرحاً مفتوحاً في الهواء الطلق.. مؤكداً أن العمل في هذا المشروع قد شارف على الانتهاء وسيتم تسلمه فعلياً خلال الأيام القليلة القادمة، بالإضافة إلى مشروع إسعافي أولي لمعالجة طفح مياه الصرف الصحي في بعض شوارع تريم الرئيسة لحماية بعض القصور التاريخية، وتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ترميم "القصور التاريخية القديمة" ومشاريع أخرى في الكهرباء وسفلتة الشوارع وفتح شوارع إسفلتية جديدة تربط مدينة تريم بمدينة دمون في اتجاه الشمال وطرقات أخرى دائرية وأعمال رصف وتبليط وتشجير وتزيين في المدينة وضواحيها وبناء بعض المجسمات المعبرة أبرزها مشروع متكامل لبناء مجسم لشعار تريم عاصمة الثقافة الإسلامية مع كافة خدماته بمنطقة جولة الغُرف المدخل الجنوبي الرئيسي لمدينة تريم الذي يزمع الانتهاء من أعماله قريباً فضلاً عن إطلاق حملة دولية لترميم مدينة تريم من قبل مركز تريم للعمارة والتراث الذي ترأسه الدكتورة ريم عبدالغني.

كما تحدث في المؤتمر المنسق العام لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية سعيد الشدادي ومدير الوحدة التنفيذية لإعمار مدينة تريم التابعة لصندوق الإعمار في محافظتي حضرموت والمهرة المهندس محمد الكاف حول عدد من المواضيع المتعلقة بالإعداد والتحضير لهذه المناسبة ومستوى سير تنفيذ مشاريع البنى التحتية .

حضر المؤتمر مدير عام مكتب الثقافة بالوادي والصحراء نائب مدير المكتب التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية / أحمد بن دويس ، ورئيس اللجنة الإعلامية للفعالية أحمد بن زيدان وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي واللجان المنبثقة عنه .

إلى ذلك قام أعضاء الفريق الإعلامي والصحافي الممثلين لعدد من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية المحلية والعربية والدولية أثناء تجوالهم في / مدينة تريم/ صباح اليوم / بزيارة إلى مكتبة الأحقاف للمخطوطات بجامع تريم التي تأسست في أوائل سبعينيات القرن الماضي و تعرفوا من أمين المكتبة على دور المكتبة الثقافي والتنويري وخدماتها للباحثين عن العلم والمعرفة من مختلف أنحاء الوطن اليمني والعالمين العربي والإسلامي لما تحتويه من نفائس وكتب قيمة قديمة تشمل مختلف العلوم الإنسانية والتي تقدر بنحو خمسة آلاف مخطوط قديم .

كما قاموا بزيارة استطلاعية لقصر الرّناد وحصنه القديم الذي بني قبل البعثة المحمدية بأربعمائة عام كما تشير المصادر التاريخية حيث يجري ترميمه بكلفة إجمالية قدرها 193 مليون ريال بتمويل من السلطة المحلية في المحافظة والصندوق الاجتماعي للتنمية ومساهمة صندوق الإعمار ، فضلاً عن زيارة ساحة العروض الجديدة.