وقال الهتار في الملتقى السنوي الأول لحفاظ القرآن الكريم الذي اختتم فعالياته اليوم بصنعاء بمشاركة 16 جمعية عاملة في مجال القرآن الكريم ودول كل من السعودية والأردن وجيبوتي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، قال: إن حفظة القرآن الكريم هم خير الناس بشهادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم القائل ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وبيّن وزير الأوقاف والإرشاد أنه لم يشاهد من خلال معايشته للأوضاع التي تمر بها أمتنا الإسلامية في هذا العصر أي حافظ أو حافظة متطرفين، وأن ما شاهده من بروز لبعض الآراء المتطرفة مصدرها من غير الحافظين لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وتابع قائلا: ليس بغريب أن تحتفل اليمن في كل عام بعدد ما بين 4-5 آلاف حافظ وحافظة لكتاب الله، أو أن تحتضن اليمن ثلث الحافظين للسنة النبوية، أو نشهد مثل هذا الملتقى الذي يعد مبادرة طيبة للاهتمام بالحافظين والحافظات والارتقاء بمستوى أدائهم وتطوير قدراتهم ومساعدتهم على السير قدما نحو تحقيق الأهداف المرجوة من حفظهم لكتاب الله العظيم.
وأشار الهتار إلى أن كل واحد من الحافظين والحافظات يشكل مدرسة مستقلة تعلق عليها آمالاً في تعليم القرآن الكريم ونشر أخلاقه التي تحلي بها نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار والابتعاد عن التطرف والغلو والإرهاب.
موضحا أن وزارة الأوقاف والإرشاد ستعمل على تنفيذ التوصيات التي خرج بها الملتقى الذي عقد تحت شعار (جيل الحفاظ جيل التسامح والبناء)، والتي من أبرزها تعميق التواصل بين الجمعيات والمؤسسات القرآنية والوزارة، وتخصيص ميزانية داعمة للجمعيات القرآنية الجادة التي تواجه صعوبات في طريقها، وإقامة مسابقة قرآنية سنوية دولية في اليمن، وتعميم تحفيظ كتاب الله على الفئات العمرية، وحشد الجهود والطاقات من أجل إطلاق قناة فضائية تخدم القرآن الكريم وفق الضوابط الشرعية.
كما تضمنت التوصيات تعميق التواصل بين الجمعيات والمؤسسات القرآنية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والهيئة العالمية لتحفيظ كتاب الله، وإيجاد قاعدة بيانات للحفظة والحافظات وتشكيل مجلس للإجازة والمجازين ومنح الحفاظ شهادات جامعية لتكون كما فعلت ليبيا عونا لهم في حياتهم العلمية والعملية، واعتماد برامج تأهلية للحفاظ ومدرسيهم، وإبعاد المؤسسات القرآنية عن أي توجه مذهبي أو حزبي أو طائفي، والالتزام بالخط الوسطي في تعليم القرآن وتعلمه، والدعوة إليه، إلى جانب دعوة وسائل الإعلام للاضطلاع بدورها من حيث إبراز رسالة المؤسسات القرآنية وتحقيق أهدافها.
وأشاد وزير الأوقاف الهتار بجهود القائمين على الملتقى لحسن الإعداد والتحضير، وفي مقدمتهم الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم والجمعية الخيرية لتأهيل حفاظ القرآن الكريم والمنظمة الإسلامية والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ولكل من ساهم في دعم الملتقى، وفي مقدمتهم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
مؤكدا أن العلاقة بين وزارة الأوقاف والإرشاد ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية تكاد تكون في أحسن أحوالها وأرقى مستوياتها، وذلك بفضل التواصل المستمر بين الوزارتين خلال السنوات الثلاث الماضية والتي تجاوزت الحواجز المصطنعة التي كانت تحول دون لقاء العلماء بين البلدين وذلك بفضل دعم القيادتين السياسيتين في البلدين ممثلة بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.
فيما ثمن ممثل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الدكتور عثمان صديقي اهتمام القيادة السياسية في اليمن ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لرعايته لانعقاد الملتقى القرآني الأول، والذي يدل على اهتمام الدولة حكومة وشعباً بكتاب الله العظيم.
وأشاد صديقي بما تشهده اليمن من نهضة قرآنية من خلال الجمعيات العاملة في مجال كتاب الله، والتي خطت خطوات مباركة في هذا المجال وتميز طلابها الحافظين بالقراءات السبع عن نظرائهم حتى من السعودية نفسها.
داعيا الجهات المعنية في اليمن إلى تبني مسابقة دولية لحفاظ كتاب الله، وأن السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية مستعدة في تقديم الدعم والخبرات لإقامة المسابقة.
إلى ذلك تحديث رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور غالب القرشي عن الجهود التي بذلها القائمين على الملتقى على تكريم 500 حافظ وحافظة
والعمل على إنجاحه، مؤكدا أنهم سيتلافون أي قصور في الملتقيات القادمة بإذن الله.
وأشاد بالدعم السخي الذي يقدمه رئيس الجمهورية للجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال القرآن الكريم.
مؤكدا أهمية تعزيز العلاقات بين الجمعيات والمؤسسات القرآنية ووزارة الأوقاف والإرشاد في اليمن، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم لما فيه خدمة كتاب الله العظيم.
أما كلمة الجمعيات القرآنية المشاركة في الملتقى التي ألقاها رئيس قسم الشئون التعليمية بجمعية معاذ العلمية محمد عبدالجبار مهيوب، فقد اعتبرت الملتقى نواة وثمرة يانعة لتبادل الخبرات والتجارب العلمية لتحقيق التميز ومسايرة العصر باستخدام التقنيات الحديثة في استخدام القرآن الكريم، والاستفادة من العلماء الأفضل المشاركين في الملتقى من داخل وخارج اليمن من خلال أوراق العمل والبحوث التي قدمت في الملتقى الذي استمر ثلاثة أيام.
وأشار بهذا الخصوص إلى أن الملتقى عمل على توحيد الجهود القرآنية في تواجد جميع محافظات الجمهورية في هذا الملتقى، فضلا عن استفادة المشاركين من أوراق العمل كيف يكون الحافظ بعيدا عن الغلو والتطرف ينهج الاعتدال والوسطية مقتدين برسولهم محمد صلى الله عليه وسلم.
مشيدا بالقائمين على الملتقى لتكريمهم حفظة وحافظات كتاب الله، آملين المزيد من هذه المساهمات لتوحيد الجهود القرآنية كأحد الثوابت الوطنية لتوحيد الأمة.
وفي نهاية الحفل الذي تخللته قصيده شعرية للشاعر مجيب الرحمن غنيم تم تكريم الجمعيات المشاركة والجهات الداعمة للملتقى.