الندوة العلمية ( الربانيون وراثة النبّوة وعِظم المسئولية) تختتم أعمالها اليوم
   
تريم/موقع محافظة حضرموت/أحمد بزعل - الجمعة 29/10/2010
654167.jpg
أوصى المشاركون في الندوة العلمية "الربانيون وراثة النبوّة وعِظم المسئولية " التي انعقدت خلال الفترة من ( 27 ـ 29 أكتوبر الجاري ) بمدينتي سيئون وتريم والمتزامنة مع فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م  ونظمتها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد في بلادنا وملتقى تريم الثقافي برعاية كريمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبمشاركة نخبة من رجال العلم والثقافة في الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية .. أوصت على تواصل الحوار المشترك بين العلماء في اليمن والسعودية لمواجهة المشاكل والإشكاليات التي تواجه الأمة.
كما طالبت بالتذكير بتكريم الله سبحانه وتعالى للعلماء وطلاب العلم وبيان فضلهم على الناس فالملائكة تضع أجنحتها لطلاب العلم رضا بما يصنعون ودعوة المؤسسات الإسلامية ووسائل الإعلام ووزارات التعليم في العالم الإسلامي للتعريف بمكانة العلم الشرعي وأثره البالغ في تنظيم حياة المسلمين وأهميته في نهضة الأمة الإسلامية وقدرتها على مواجهة التحديات ومعالجة المشكلات التي تعاني منها الأمة والتأكيد في مناهج التعليم وفي وسائل الإعلام على مكانة علماء الشريعة في حياة الأمة المسلمة وأنهم ورثة الأنبياء وحملة دين الله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وتعريف المسلمين بعلماء الأمة الأفذاذ عبر التاريخ  واستلهام تجاربهم وأثرهم في قيادة الأمة وتوجيهها مما حقق لها الريادة والعزة والسؤدد ومكنها من ريادة الحضارة الإنسانية والتأكيد على أن العلماء ذخر للأمة بهم يحفظ الله سبحانه وتعالى الدين ويقيم الملة ويهدي للتي هي أقوم ودعوة الجامعات الإسلامية والمعاهد والمؤسسات الشرعية إلى استقطاب الطلاب الموهوبين والمتفوقين لتأهيلهم لحمل أمانة العلم والدعوة والتوسع في إنشاء معاهد ومراكز في البلدان الإسلامية متخصصة في تأهيل العلماء وتدريب طلاب العلم تكون بإشراف كبار العلماء والمربين ودعوة التجار وأهل الخير والإحسان في الأمة إلى الاهتمام بالوقف الإسلامي على العلم والعلماء والذي كان له أثر بارز في نهضة الأمة كما أشادت الندوة بإنشاء رابطة العالم الإسلامي الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين والمسلمين  الذي كونته في شهر ربيع الأول من عام 1427هـ وأثنوا على جهود الملتقى في توحيد الصف الإسلامي وعلى القرارات والتوصيات التي أصدرها مؤتمر (وحدة الأمة الإسلامية) مما وضع منهاجا للتواصل والتعاون بين علماء الأمة فيما  يخدم الإسلام ويحقق مصالح المسلمين   ووجهت الدعوة لعلماء الأمة للتعاون مع الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي وغيره من المؤسسات الإسلامية العلمية والدعوية ووضع ميثاق شرف يجتمعون عليه ومطالبه العلماء والمفكرين المسلمين بالتوسع في عقد اللقاءات العلمية والحرص على مشاركة العلماء في البلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة في جميع مناشط الملتقى ودعوة علماء الأمة للتواصل مع المؤسسات الإسلامية الدعوية والثقافية والاجتماعية والتعاون معها في نشر الوعي الإسلامي وفق منهج الوسطية والاعتدال ودعوة اتحادات العلماء وملتقياتهم وروابطهم لإيجاد هيئة عليا للتنسيق بين هذه المؤسسات لاسيما وان المهام المنوطة بها واحدة ومشتركة وعودة العلماء للاهتمام بالتواصل مع الناس عبر الوسائل المتعددة من دروس ومحاضرات وعبر الوسائط الحديثة من فضائيات وشبكة المعلومات العالمية ووسائل الاتصال الأخرى  كما طالبة الندوة وزارات الإعلام في الدول الإسلامية بزيادة الأوقات المخصصة للبرامج الدينية  وإسناد هذه البرامج للعلماء المؤهلين الثقات كما درست الندوة التحديات التي تواجه المسلمين  وأوصت بالعمل على  ترشيد الخطاب الديني بما يوافق المنهج الصحيح ويتناسب وهذا العصر الذي تقاربت فيه الأمم والشعوب بفعل التقنية الحديثة والحرص على الحسنى في الخطاب والنزوع إلى الحكمة والجدال بالتي هي أحسن انطلاقا من الآية الكريمة ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) كما دعا المشاركون علماء الأمة للتصدي لمحاولات تشويه التاريخ الإسلامي وانتقاص قدر الصحابة  رضي الله عنهم أجمعين واللغط والسباب الذي وصل فيه البعض إلى إيذاء النبي صلوات الله وسلامه عليه في نفسه وأهله وصحابته الكرام العظام والتصدي للحملات والمخططات التي تسعى إلى تحجيم دور العلماء الربانيين وتهميش دورهم في إصلاح الأمة، كما طالبت الندوة روابط العلماء وجمعياتهم واتحاداتهم بتكوين لجان متخصصة بإعداد  الكتب  في الرد على الشبهات والفتن التي يثيرها أعداء الأمة أو أصحاب العقائد المنحرفة  والاهتمام بالفتوى وضرورة التنسيق بين دور الإفتاء وبين المجامع الفقهية وقد أثنت الندوة على قرارات مؤتمر الفتوى الذي عقده المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي في العام الماضي ودعت علماء الأمة وفقهاءها للتعاون في تنفيذها  ومطالبة المنظمات الإسلامية  ومجامع الفقه الإسلامي بالتعاون مع علماء الأمة وفقهائها في  التصدي للنوازل والتأكيد على أهمية الفتوى الجماعية لما يستجد في حياة المسلمين.
هذا وقد أعرب المشاركون في الندوة عن شكرهم وتقديرهم لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ولقيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على دعمهم للعلماء والمؤسسات العلمية وما يقدمونه في دعم  المشروعات الثقافية والعلمية ودعوا الله أن يعين الأمة وأن يحقق ما تصبو إليه شعوبها.
وفي الجلسة الختامية لأعمال الندوة التي اختتمت أعماله ظهر اليوم الجمعة بمدينة تريم بحضور القاضي عصام عبدالوهاب السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى وعمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشوون مديريات الوادي والصحراء وفهد صلاح الأعجم الوكيل المساعد ألقى القاضي حمود عبدالرحمن الهتار وزير الأوقاف كلمة أكد فيها عن اتفاق المشاركين في الندوة بشأن استمرار الحوار فيما بينهم في اليمن ومع غيرهم ممن لم يتمكنوا من المشاركة فيها من الأشقاء وعلى استمرار التواصل فيما بينهم وبين أصحاب الفضيلة العلماء في المملكة العربية السعودية برعاية كريمة من فخامة الرئيس  علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية  وخادم الحرمين الشقيقين الملك بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية .  وقال : إن وزارة الأوقاف والإرشاد ستعمل بالتنسيق والتعاون مع رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية من أجل تنفيذ توصيات هذه الندوة المباركة، مقدما شكر القيادة السياسية والحكومة والشعب اليمني للمشاركة الفاعلة من علماء المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور /عبدالله بن عبدالمحسن التركي أمين عام رابطة العالم الإسلامي، معبرا عن سعادته  للأجواء الإيجابية لانعقاد هذه الندوة التي انعقدت بمدينتي  سيئون و تريم عاصمة الثقافة الإسلامية2010م  مدينة العلم العلماء ومدرسة الوسطية والاعتدال.
من جانبه ألقى معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة أشار فيها إلى الأهمية التي خرجت بها هذه الندوة وتحديدا في مدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية التي تشتهر بعراقتها وأصالتها ودور أبنائها في نشر الإسلام في الكثير من بقاع العالم بالحكمة والموعظة الحسنة وبآثارها التي تظهرها بجلاء على أنها مدينة إسلامية وأن ثقافتها ثقافة إسلامية وذلك ما يميز كافة المدن الإسلامية، مقدما الشكر والتقدير باسم رابطة العالم الإسلامي لفخامة الرئيس / علي عبدالله صالح / رئيس الجمهورية على اهتمامه ورعايته لهذه الندوة التي أفضت إلى اتفاق وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية ورابطة العالم الإسلامي على التواصل وتبادل الزيارات فيما بينهما وبين العلماء في اليمن والسعودية لما فيه خير وصلاح الأمة وإيضاح بيان الوسطية والاعتدال في الدين ومحاربة الإرهاب والتطرف والغلو  و أنها لقاء أخوي تحكمه المودة ليس فيه نزاع أو خلاف أو إثارة لنعرات . وأضاف يقول : إننا ننظر إلى المسلمين نظرة إسلامية أينما كانوا سواء أكانوا في البلاد العربية أو الإسلامية أو في مجتمعات خارج العالم الإسلامي باعتبار أن الأمة الإسلامية أمة واحدة ، وإذا اختلفت في رؤاها أو مذاهبها أو تصوراتها فالأمة جميعها متفقة على أسس وأصول هذا الدين ، لذلك وجب التأكيد على وحدة الأمة الإسلامية وعلى تعاون العلماء وعلى تخفيفهم لما يوجد من خلافات ونزاعات وهي طبيعية في الحياة الاجتماعية. وذكرا بأنه  لا ينبغي أن يؤثر على وحدة الصف وجمع الكلمة وأن يرجع العلماء والمسئولون في الأمة الإسلامية إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاقتداء برسولنا وأصحابه عند أي اختلاف أو نزاع .. منبهاً إلى أن رسالة العلماء رسالة متعاونة ومتكاملة تخدم الدين بالدرجة الأولى إذ لا ينبغي أن لا يستغل الدين لمصالح سياسية أو اقتصادية أو ذاتية وعنصرية أو حتى قومية فالدين رسالة الله إلى البشر، كما أن على الداعية التجرد لله وأن يبتعد عن أي شيء يؤثر على هذه الرسالة وخدمتها.. مشيدا  بقيادتي اليمن والمملكة باهتماماتهما بالعلماء وأهل العلم والمؤسسات العلمية واهتمامهما بمسلك الحوار بين المسلمين ومع المسلمين غيرهم ..
وأشار في ختام كلمته إلى أن الندوة ركزت في جميع محاورها على العلماء الربانيين ومهمتهم في مجتمعاتهم تجاه هذا الدين الدفاع عنه مطالبا كل العلماء بتحمل هذه الأمانة  العظيمة التي حملوها بعد أن بلغها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . كما كانت لفضيلة المفكر والداعية الإسلامي العلامة أبوبكر العدني بن علي المشهور إمام وخطيب مسجد العيدروس بمدينة عدن كلمة نيابه عن فضيلة العلامة سالم عبدالله الشاطري عميد رباط تريم الإسلامي و أخرى الداعية الإسلامي  عمر محمد بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم أكدت جميعها على أن أيام الندوة المباركة كانت أيام تواصل ومحبة وحوار واع وأيام ارتقاء وفرصة للتعارف والتآلف، مشيرين بأن أمة الإسلام لها مستقبل كبير في حسن التواصل مهما كانت هناك الخلافات وتنوع المشارب  ذلك لأن الهدف كبير والغاية عظمى والذي يحيط بنا جميعاً خطر جسيم ، وأمة الإسلام أحرى وأولى وأعلى من أن تكون فريسة للخلاف والاختلاف.
مستعرضين دور رباط تريم الإسلامي ودار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم ومدرسة تريم بشكل عام حيث ظهرت منها مرحلة الوسطية والاعتدال التي شملت العالم.
وأضافا في كلماتهم بان اليمن السعيد والمملكة العربية السعودية الشقيقة وكل الجزيرة العربية يأتلف ويزدهر تحت هذه الرؤى الواعية في معالجة مشاكل الأمة بالعموم ومشاكلنا الداخلية الخاصة التي نعاني منها .. كما أن علينا جميعاً أن ندرك الأبعاد العظمى التي يدعونا إليها كتاب الله وتدعونا إليها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم  في إيجاد شجرة التواصل بين الأرحام ، فالرحم ليس متصلاً بالعائلة أو الأسرة بل أبوية وشرف الإسلام يدعونا لذلك.
منوها بان توجهات قيادتنا السياسية ممثلة في فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي تخدم الأمة وتخدم الوطن والأمة الإسلامية جميعاً، داعيا إلى أن يكون الجميع إخوة في الله وفي الإيمان وإخوة في الأرض والفكر والدين  وإخوة بمعنى الأخوة التي دعا إليها السلف الصالح من تريم ومن نواحي تريم حتى بلغوا أفجاج الأرض يحملون السلام ويحملون الزهور ويحملون السواك والقلم لإصلاح المجتمع دون عنف ولا إرهاب ولا أذى ولا ضرر.
حضر الجلسة الختامية لأعمال الندوة الدكتور عمر عبدالله بامحسون رئيس ملتقى تريم الثقافي وعدد آخر من  أعضاء مجلسي  النواب والشورى وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة والمديريات ومدراء مكاتب فروع الوزارة والشخصيات الاجتماعية والعلماء في اليمن والسعودية.


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة