وتناولت خطبتا صلاة العيد التي ألقاها فضيلة الشيخ أحمد حسن المعلم أهمية هذه المناسبة الجليلة وعظمتها وما تحمله من دلالات وأبعاد ومعاني دينية وأخلاقية ودورها في تجسيد قيم المحبة والتراحم والتآخي بين المسلمين وما تجسده الأضحية من مثل ومبادئ وعبرة وطاعة وبذل وعطاء وإحسان .. مشيراً أن التضحية هي ثمرة في سبيل الله حين يتجرد الإنسان من شهواته وهواه وشحه وبخله وأنانيته فيجب أن نعرف يومنا هذا حق قدره ونتلمس تلك المعاني العظيمة التي صيرته لهذه المنزلة ثم نعمل بموجبها موضحاُ بأن التضحية ليس معناها إزهاق النفس وإتلافها بلا ثمن فما ذلك إلا انتحار وليس شهادة , ومن قتل نفسه بشئ عُذّب به يوم القيامة وأخبث من ذلك وأقبح أن يفجر نفسه ليقتل بها الأبرياء والآمنين من المؤمنين والمعاهدين ويدمر بها المصالح العامة من الممتلكات العامة والخاصة زعماً أنه في ذلك يجاهد في سبيل الله فهذا قد تضاعف جُرمه وكثر شره فأهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد..ودعا الشيخ المعلم من يقوم بهذه الأعمال المنافية للشريعة الإسلامية والخارجة عن النظام والقانون إلى مراجعة أنفسهم ويعتبروا بمن سلك هذا الطريق من قبلهم وماذا صنعوا بأنفسهم وبالأمة ثم ماذا كانت عاقبتهم وما هي النتائج التي توصلوا إليها والانجازات التي حققوها إنهم لو فعلوا ذلك لعرفوا أنهم على طريق خاطئ قد تكرر فساد نتائجه على مر العصور فليتقوا الله ويضعوا أيديهم في أيدي علماء الأمة وحكمائها فما هم بأشد غيرة على الدين منوهاً أنه من واجب الجميع الوقاية من هذه المفاسد والشرور وإزالة أسبابها ومعالجة من قد أصيب به إن أمكن ذلك قبل أن يقع الفأس في الرأس وتعم الفتنة ويحدث مالا تجمد عقباه وعلينا جميعاً كلاً من موقعه الإسهام الفعال في ذلك ..وأكد الشيخ المعلم على أهمية نشر العلم الشرعي الصحيح على أيدي العلماء الثقات والتوعية الصحيحة السديدة وغرس القيم المثلى في نفوس الأجيال والتحصين من تلك الإنحرافات وتفعيل القوانين وتنفيذ الحدود والتعازير وتعزيز نشاط أجهزة الأمن والمحاكم لتؤدي دورها على الوجه الصحيح في تحقيق العدل والأمن وسكينة المجتمع .وأشار الشيخ المعلم إلى المضامين والدلالات البليغة للخطبة العظيمة والبيان الفريد الذي وجهه النبي (ص) في يوم النحر من العام العاشر الهجري في حجة الوداع إلى أمته بل إلى العالم أجمع حيث تضمن أول وثيقة تحتوى على مبادئ العدل والحق والسلام وتحدد الحقوق والواجبات وترسم الحدود وتحفظ الحرمات وما تمثله من تعليمات ومحددات قوية على سلوك المسلمين أفراداً وجماعات وعلى علاقاتهم ببعضهم، وعلى واجباتهم فيما يخص حقن الدماء وصون كرامة الإنسان وهدم وحرمة الثارات القبلية والجاهلية .وعقب الصلاة تبادل محافظ المحافظة والأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة التهاني والتبريكات مع جموع المصلين ..إلى ذلك استقبل محافظ محافظة حضرموت سالم أحمد الخنبشي ومعه خالد سعيد الديني الامين العام للمجلس المحلي صباح اليوم بقاعة ديوان المحافظة جموع المهنئين من المسئولين وقيادات المكاتب التنفيذية والأجهزة العسكرية والأمنية وأعضاء المجالس المحلية في المديريات وممثلي فعاليات المجتمع المدني وأصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية ورجال المال والأعمال والأعيان والمثقفين والإعلاميين والشباب .. وقد بادلهم المحافظ التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة سائلا الله أن يعيدها على شعبنا ووطننا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والعزة والتقدم والرفعة.