أجواء روحانية تعتمر بها بيوت الله ومنازل المواطنين بوادي حضرموت
   
سيئون/موقع محافظة حضرموت/عبد الباسط باصويطين - الأربعاء 17/يوليو/2013
1sayun_rmdhan_1_1.JPG
تعتمر بيوت الله بطقوس دينية تعبدية لذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد ابن عبد الله والسلف الصالح من عباد الله في مختلف مناطق وادي حضرموت بعدما انطلقت الختومات في سابع ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل التي تقام في مساجد مدن وقرى وادي حضرموت ومنها على وجه الخصوص عاصمة وادي حضرموت مدينة سيئون .
وتعوّد ابناء سيئون في هذه الليالي دعوة اهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم لتناول الافطار والعشاء في المنازل المطلة على المساجد وكذلك التي تحيط بموقع المسجد حيث تتم الولائم تباعا حتى نهاية الشهر الكريم وتتوزع بين حييي السحيل والبلاد باعتبارهما اول الحيين السكنيين في المدينة وتوسعت تلك الختومات في بقية مساجد المدينة الجديدة مع توسع العمران خلال السنوات الاخيرة . وتؤدى صلاة العشاء والتراويح في تلك المساجد التي تكتظ بالمصلين وبعدها تقام الختومات والتي يتم فيها ترديد الاذكار والصلوات على الرسول الكريم بأصوات انشادية خاصة ويتم فيها الدعاء للأموات من جيران المساجد والصالحين من ابناء المنطقة في طقوس تعود ابناء المدينة القيام بها في تلك الليالي الفردية من الشهر الكريم . كما تستقبل تلك المنازل النساء اللائي يتبادلن الزيارات فيما بينهم للتهنئة بحلول الشهر الكريم واختفت خلال السنوات الاخيرة الترازيح التي كانت فيها النساء تردد الاصوات المنادية بعودة الغائبين من آبائهم وأزواجهم وأولادهم في حلقات دائرية متشابكة وكذلك الدعاء لأرباب تلك المنازل كقولهن : " يا دار مِنْ يا محلاه الله يِسلِّم مولاه " . وتفترش البساط في تلك الليالي الساحات الواقعة بجوار تلك المنازل لبيع المكسرات والألعاب المسلية والمرطبات الخاصة بالأطفال الذين يحرصون على الذهاب الى تلك البساط ليحتفظوا بمشترياتهم الى نهاية الشهر ومن ثم يقوموا بأكلها في ايام العيد . ومع كثافة السكان في المدينة فقد توسعت تلك الختومات لتبدءا من الليلة الخامسة من رمضان وكذلك الليلة التي تليها مباشرة حتى لا ينقضي الشهر دون ان يتمكن الاهالي من دعوة اقاربهم للإفطار حيث يتم تربية الذبيحة الخاصة بهذه الليلة على مدار العام ليستطيع صاحب الدعوة من دعوة كافة اقاربه بيسر وسهوله في صورة من الادخار لهذه المناسبة . وتستنير البيوت خلال الشهر الفضيل بالمشاهرة التي يتم فيها تقديم التهنئة بين الجيران والأهل بحلول هذا الشهر وسط رياحين البخور الزكية وأصوات الملاعق والفناجين وقضقضات اكل الحنظل والمكسرات وضحكات الجميع بفرحة انوار هذا الشهر وبركاته ، فضلا على حرص ربات البيوت بتجديد واجهات منازلهم بالنورة " الجبس " وتنظيف الساحات من المخلفات لتبقى نظيفة لكل الزائرين طوال الشهر الكريم .
    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة