وجاء المؤتمر الصحفي لعرض التقرير الصادر عن المؤسسة حول ضربات الطائرات دون طيار على محافظة حضرموت وفي البداية الجلسة رحب الأخوة / حسام عاشور حنشي المسئول الإعلامي بالمؤسسة ومستشارها الإعلامي الصحفي علوي بن سميط بالحضور شاكرا للإعلاميين وناشطين وممثلين منظمات المجتمع المدني لتلبيتهم واستجابتهم للدعوة مشيرين ان مؤسسة حق هي أول منظمة أهلية مستقلة غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان بمحافظة حضرموت تمارس نشاطا إنسانيا ولا تستهدف من نشاطها جنى الربح التجاري حيث تقدم المؤسسة نموذجيا متميزا للعمل الاجتماعي والإنساني القادر على المساهمة في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان ونشر الوعي القانوني بين أفراد المجتمع للوصول إلى مجتمع خال من انتهاكات حقوق الإنسان والمساهمة في الرقي بالمجتمع في مجال حقوق الإنسان كمجتمع يتمتع  باحترام حقوق الإنسان والقوانين والمواثيق الدولية .
بعد ذلك  استعرض الأخ / صبري عمر مسعود رئيس مؤسسة حق لحقوق الإنسان بوادي حضرموت  التقرير الصادر عن المؤسسة والتي رصدت من خلاله ضربات الطائرات الأمريكية دون طيار والآثار المترتبة مؤكدا بان مناطق عديدة في محافظة حضرموت تعرضت خلال الفترة من مايو 2012م وحتى ابريل 2014م إلى (17) ضربة جوية شملت (6) مديريات. قتل فيها (59) شخصا قامت بها طائرات أمريكية بدون طيار طالت أهداف أرضية لأشخاص أدعي انتمائهم لتنظيم القاعدة أو الجماعات المسلحة المتطرفة كما أعلن رسميا وراح ضحيتها عدد من القتلى من بينهم بعض المدنين كما طالت الأضرار الأموال والممتلكات الخاصة إضافة إلى الإضرار النفسية والمعنوية خصوصا سكان مدن والقرى التي تعرضت مباشرة للضربات ولم تقتصر ضربات الطائرات الأمريكية دون طيار على محافظة حضرموت وان كان قد تلقت النصيب الأوفر منها وتعرضت محافظات يمنية أخرى من الجمهورية اليمنية للضربات  بالطائرات دون طيار .
وأضاف  وبعد تلقي المؤسسة نبا الضربة الأولى على حضرموت بادرت المؤسسة بتكليف فريق الرصد بالنزول ورفع التقارير  والتي من خلالها تم إعداد هذا التقرير وبالنسبة للقضايا أشار بأنه لم يتعرفوا على هويات معظم من قضوا في القصف من مصدر مستقل عدا ثلاثة ممن قتلوا في القصف اثنان قتلوا في القصف  الذي طال منطقة خشامر بمديرية القطن وواحد قتل في الغارة التي طالت منطقة حداب  الطراشمة وتضررت ممتلكات خاصة للمواطنين .
وارجع رئيس مؤسسة حق سبب عدم التعرف على هويات ممن قضوا في القصف إلى تفحم معظم الجثث وتناثر اشلائها وتشوه ملامحها إضافة إلى سرعة نقل  الجثث وأخذها من قبل أشخاص ملثمين ويمنعون أحدا من الاقتراب من مكان الحادث عقب  وقوعه مباشرة .
لافتا أن أثار تلك الضربات طالت بعض المنازل القريبة من مواقع القصف وتم رصد تهدم احد المنازل بشكل كامل جراء إحدى الضربات فضلا عن إصابة عدد من المواشي والأشجار الزراعية وكذا خلق حالة من الهلع والخوف الذي أصاب سكان تلك المناطق بسبب قوه الضربات التي تسببت في وجود حالات نفسية وصحية لديهم وعلى وجه التحديد في المناطق التي  توالت بعض الضربات بالقرب  منها .
منوها في ختام استعراضه للتقرير بأنه إلى ساعة كتابة هذا التقرير مازالت الطائرات تحلق بوادي حضرموت بكثرة على عدة مناطق وقرى بالوادي وشوهدت وهي تحلق بمناطق متعددة بانخفاض يمكن رؤيتها بالعين  مما راد الخوف والهلع بين أوساط المواطنين من تحليقها والقصف  الذي لا يميز أحدا
وتطرق مسعود بان فريق الرصد بالمؤسسة اجري أثناء نزولهم الميداني عددا من اللقاءات مع بعض مدراء المدارس التي تقع بالقرب من المواقع الضربات الجوية لمعرفة مدى تأثر طلاب المدارس بالضربات التي وقعت بالقرب من مناطقهم مشيرا بان عدد من مدراء تلك المدارس أشاروا إلى سرعة تأثر الطلاب وخصوصا الطالبات وصغار السن بالإحداث التي شهدتها مناطقهم وتسببت الضربات الجوية وحدوث التفجيرات في تغير سلوكيات بعض الطلاب  وخوفهم الشديد وتغيب بعضهم عن الدراسة لافتا بأنه لا توجد هناك دراسة متخصصة لمعرفة وقياس الآثار النفسية التي سببتها تلك الضربات  للطلاب بكافة المراحل التعليمية . . بعد ذلك ثم ترك المجال للاعلامين والصحفيين والناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني لطرح الأسئلة واستفساراتهم حول ماجاء في التقرير وتم الرد عليها قيادة المؤسسة ممثلة في الأخوة / صبري عمر مسعود وطاهر احمد باعباد وسامي فرج طاحس .. كما تخلل الاستعراض بالبروجكتر الصور البشعة للقتل جراء هذه الضربات إلى جانب الحالات الإنسانية كحالة الطفل الطالب حمزة بن دحمان وهي الحالة العالمية الوحيدة نفسياً التي لقت حتفها بعد عام من سماعه ورؤيته الضربة الأمريكية وطالب الجميع في ختام المؤتمر السلطات المحلية والشخصيات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني بوادي حضرموت لطرح صوتهم للقيادة السياسية في البلاد للمطالبة بوقف الضربات التي تعد خرقا واضحا لنصوص قانونية صريحة وانتهاكا صريحا لما نص علية دستور الجمهورية اليمنية .
هذا وقد أشار التقرير الصادر عن مؤسسة حق لحقوق الإنسان بوادي حضرموت التي حصلنا على نسخة منه بان الضربات الجوية بطائرات بدون طيار تركت خسائر مادية وبشرية كبيرة وأصابت عدد من الابرياء والحالات نفسية المؤثرة على صحة وسلامة المواطنين والتي كان اخرها وفاة الطفل حمزة بن دحمان الذي أصيب بحالة نفسية إثر مشاهدته للجثث المتفحمة وحدوث حالتي اجهاض على خلفية انتشار الرعب والهلع في المناطق المتضررة لاسيما في نفوس النساء والأطفال.
وجاء في  التقرير أن منطق الضربات الجوية غير مقبول قانونا استنادا إلى الدستور والقوانين النافذة وان أي حالات اشتباه يجب ان يتم القبض عليها وتقديمها للعدالة ونيلها العقاب لا بفرض القصف الجوي وانتشار الهلع والخوف في نفوس المواطنين مشيرين إلى أن كل العمليات التي تمت تقع في مناطق تحت سيطرة الحكومة وهذا لايبرر القيام بتلك العمليات خصوصا أنها من قوى خارجية تنتهك سيادة الوطن.
هذا وأتت مديرية القطن في مقدمة المديريات المتضررة بواقع (6) ضربات يليها مديرية شبام (3) ضربات ثم  حوره ووادي العين (2) والشحر وغيل باوزير ضربتان لكل منهما  أما مديريتي المكلا و العبر حصلت كل منهما على ضربة واحدة حتى الآن وقد لاقت هذه الضربات استنكارا واسعا لدى مختلف شرائح المواطنيين بوادي حضرموت وغيرها من المناطق وكذا لدى منظمات المجتمع المدني التي استنكرت بشدة تلك الضربات وخرجت مسيرات كبيرة في مناطق الوادي عقب مقتل مدنيين  فيها رفعت فيها لافتات كتب عليها عبارات منددة بالقصف والمطالبة بوقف الضربات كما عقدت في هذا الصدد عدد من اللقاءات الجماهيرية والتشاورية ومن أهمها اللقاءات  التي نضمتها لجنة المتابعة  بمنطقة خشامر بمديرية القطن بعد مقتل اثنين من أبناء المنطقة المدنيين وصدور عدد من بيانات الاستنكار والاستهجان  منها البيان الصادر عن نقابة المهن التعليمية والتربوية بمحافظة حضرموت وغيرها من الجهات .