موضحاً أن كثيراً من المعالجات والتوجهات الخاطئة هي التي أسهمت في عدم إيجاد مشاريع استراتيجية لإنتاج الطاقة تتناسب مع الاحتياج المتنامي سكانياً وعمرانياً واقتصادياً في المحافظة ومن ذلك التوجه خلال السنوات الماضية نحو شراء الطاقة وبمبالغ كان بالإمكان أن تسهم في تأسيس بنية تحتية كهربائية بدلاً من المديونية الهائلة المتراكمة للشركات المنتجة للطاقة بملايين الدولارات.
وأوضح محافظ حضرموت أنه والسلطة المحلية بالمحافظة وإدارات الكهرباء يتفهمون تماماً حجم المعاناة التي يمر بها المواطن على كافة الأصعدة جراء أزمة الكهرباء وأنهم ليسوا ببعيدين عن تلمس هذه المعاناة والحرص الشديد لدى الجميع لتجاوزها وتحسين الأوضاع، غير أن تعقيدات الأمر تتطلب أن يكون الجهد من الجميع فالسلطة لوحدها لا تملك عصا سحرية لإصلاح تراكمات سنوات في لحظات، كما أن هناك مسؤوليات متعددة ينبغي أن يسهم الجميع في تحملها وإلا بقية الأمور على حالنا بل ربما تمضي إلى الأسوء، كما شدد على أنه من المعيب أن تشهد هذه الأزمة الإنسانية بعض المزايدات الإعلامية ومحاولات البعض سرقة جهود الآخرين والادعاء بالبطولات الوهمية بل والدخول في صفقات مشبوهة على حساب المواطن المغلوب على أمره.
 وعند حديثه عن توجهات الحل لدى السلطة المحلية تجاه الأزمة الخانقة التي تعصف بالكهرباء، أوضح المحافظ أن
 السلطة المحلية إضافة إلى كل جهودها خلال الفترة الماضية تمكنت بشكلٍ عاجل من توفير كمية إسعافية من الديزل لكهرباء وادي حضرموت تقدّر بـ(500 ألف لتر)، وكذا تمكنت عبر المخلصين من ابناء المحافظة في وزارة النفط وشركة النفط والبنك المركزي من البدء في مفاوضات جادة مع شركة النفط والبنك المركزي لتمويل كمية (10 ألف طن) من المازوت لكهرباء الساحل، وكلا الخطوتين ستسهم في استمرار تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية لأيّام معدودة
أخرى، ريثما يتم التجهيز لوصول سفينة مازوت أخرى بكمية (10 ألف طن) وكذا كمية أخرى من الديزل.
 وفي ذات السياق أعلن محافظ حضرموت أن السلطة المحلية بدأت التحضير لإطلاق (صندوق دعم كهرباء حضرموت) الذي سيكون تحت إدارة مجموعة من الكفاءات الحضرمية الحكومية والشعبية ويهدف إلى تجميع كافة أشكال الدعم لصالح تحسين وتطوير كهرباء حضرموت، وستتم دعوة كافة رجال الأعمال والمنظمات والهيئات المانحة في الداخل والخارج إلى المساهمة في مواجهة هذا التحدي عبر هذا الصندوق الذي ستتم إدارته حسب معايير الكفاءة والشفافية والنزاهة.
 وفي ختام تصريحه أهاب محافظ حضرموت بكل القوى الفاعلة في المجتمع إلى ضرورة التفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع وعدم الاكتفاء بالجلوس على مقاعد المتفرجين أو الشاكين الباكين أو المنتقدين، فالظرف بالغ التعقيد ويحتاج إلى جهد الجميع ومساندة جهود السلطات المحلية في هذا الاتجاه، مشدداً على أهمية الوعي المجتمعي بتسديد فواتير الاستهلاك التي ستسهم في تحسين إيرادات مؤسسات الكهرباء الأمر الذي سينعكس على تحسّن أدائها، مشيداً بما يقدمه العاملون في المؤسستين العامتين للكهرباء بساحل ووادي حضرموت والصحراء وقياداتها من جهود مضنية وجبارة في هذه الظروف الصعبة في سبيل الحفاظ على تقديم الخدمة للمواطنين والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.