وجه فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية الحكومة بإدراج إنشاء 21 مركز لكفالة اليتيم ضمن موازنة العام المقبل 2009م، بحيث تشمل كل محافظات الجمهورية، كمرحلة أولى، بحيث يتسع كل مركز لآلف طالب وطالبة.
وأعلن فخامة الرئيس خلال حضوره اليوم الحفل الذي أقامته مؤسسة اليتيم التنموية بمناسبة تخرج الدفعة السادسة من مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام عن كفالة الف يتيم في هذا المركز للعام القادم 2009م، بواقع 69 مليون ريال.
كما أعلن عن تبرعه للعرسان وعددهم 250 عريس بمعدل 50 ألف ريال لكل عريس، إضافة إلى ما قدمته إدارة المركز للعرسان الموجودين في مركز التدريب.
ودعا فخامة الرئيس رجال الأعمال ورجال الخير إلى تبني إنشاء مثل هذه المراكز في عدة مناطق لكفالة الأيتام، كون هذا العمل الخيري تجسيدا عمليا للتكافل الاجتماعي.
وقال" نحث فاعلي الخير ألا يمنوا عند فعلهم للخير، ففعل الخير صدقة جارية، كما نحثهم على أن يتنافسوا على فعل الخير وكفالة اليتيم وما شاهدناه في هذا المركز جميل ورائع وعظيم".
ولفت إلى ان الأيتام كانوا في الماضي يعيشون ظروفا أسوأ بكثير مما يعيشه الأيتام اليوم، بفضل الإمكانيات الجيدة لدى المجتمع، لذا علينا ألا نبخل عن كفالة الأيتام مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا، بدلا من صرف الأموال على اللهو والفوضى والمؤامرات والعبث والنفاق، عليهم أن يصرفوا الأموال على كفالة الأيتام.
وأضاف فخامة الرئيس " جزى الله خير كل من يتحمس لهذا الأمر من المواطنين ورجال الأعمال، والسلطة، وعلى الجميع أن يتحملوا هذه المسؤولية الأخلاقية، فإذا وجد التكافل الاجتماعي لن يحصل أي خلل".
وبين ان هذه المعاهد والمراكز ستكون تابعة لوزارة التعليم المهني والفني للإشراف على تأهيل منتسبيها مهنيا وحرفيا كما هو عليه الحال في مركز اليتيم الذي يشرف عليه الدكتور حميد زياد.
واعتبر ذلك عملا جيدا ويشكر عليه، فالعمل على تخريج هؤلاء الشباب خطوة رائعة ليكونوا منتجين ومبدعين ولن يكونوا قوى عاطلة فسوق العمل يتطلب مثل هؤلاء المهنيين. شاكرا إدارة المركز على ما تبذله من جهود لتخريج الشباب والشابات من الأيتام.
من جانبه أشار أمين عام مجلس الأمناء عميد مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام الدكتور حميد زياد إلى حرص المركز على تأهيل وتدريب الأيتام في مختلف المهن لينقلهم من مرحلة الإعاشة والمواساة إلى الإبداع والإنتاج، ورفد سوق العمل بالأيدي العاملة المنتجة.
وقال " ان لدى المركز حاليا 12 تخصصا حرفيا، فضلا عن إسهام عدد من رجال الأعمال في إدخال تخصصات جديدة في مجالات ميكانيك السيارات، ولف المحركات، وصياغة الذهب والخراطة، التي سيتم افتتاحها العام المقبل".
وأكد زياد ان حضور فخامة الرئيس حفل تخرج الدفعة السادسة البالغ عددها 350 طالب وطالبه، من الأيتام لفتة طيبة من باني نهضة اليمن الحديث ومحقق وحدته الشامخة أبو الأيتام علي عبد الله صالح.
كما القيت كلمتان من الدكتور محمد راتب النابلسي عن الضيوف والطالب أكرم الجابري عن الخريجين، أشادتا بدور المركز في تأهيل الأيتام ورعايتهم وإتاحة الفرص أمامهم لنهل العلم والمعرفة في مجال تحفيظ القرآن الكريم ومختلف الحرف المهنية... داعين جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وغيرها من الشركات والتجار ورؤوس الأموال والمستثمرين ان يقفوا بجانب أبنائهم الأيتام وان يدعموهم باستيعابهم كلا في مجال تخصصه.
وتخلل الحفل تقديم اوبريت الوطن قدمته فرقة الأيتام، إضافة إلى مسرحية "من يرفع راسك من" قدمتها فرقة الروضة، وقصيدة شعرية قدمها الدكتور عبدالرحمن العشماوي من المملكة العربية السعودية، عبرت جميعها عن أهمية رعاية وتأهيل الأيتام.
وفي نهاية الحفل قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني وعدد من الوزراء بتوزيع الشهادات التقديرية والحوافز التشجيعية على الخريجين.
هذا وكان فخامة الرئيس قد افتتح معرض المنتدى العالمي الأول لتأهيل اليتيم بمشاركة مؤسسات وجمعيات يمنية وعربية ودولية خيرية استعرضت أنشطتها وفعالياتها ومنها ما يتعلق بكفالة وتأهيل الأيتام وتدريبهم على الحرف والمهن المختلفة التي تساعدهم على خدمه وتنمية مجتمعهم.
كما أحتوى المعرض على نماذج لبعض الصناعات والمنتجات اليدوية والحرفية مثل الخياطة والنجارة وغيرها التي أنتجتها آيادي الأيتام المبدعة.
وقدم فخامة الرئيس 200 مليون ريال لدعم أنشطة المركز الذي يمثل خطوة رائدة في مجال خدمة وتأهيل الأيتام ليكونوا قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم وليساهموا في بناء وطنهم وخدمة مجتمعهم.
وتتمحور أنشطة المركز في المجال التنموي من خلال تدريب وتأهيل الأيتام، بما يدعم جهود وخطط الدولة في تحقيق التنمية البشرية المستدامة.
ويضم المركز حاليا تسعه أقسام للتدريب والتأهيل في مجال الصيانة والسلامة والأساسيات والقص والتركيب للخشب وصناعة الأبواب والشبابيك وغرف النوم والمكتبات والكراسي الخشبية، والخياطة والتفصيل بأنواعها.