نفّذت دائرة المرأة لمؤتمر حضرموت الجامع،يوم أمس، جلسة حوارية بعنوان:
"بالإنسانية والسلام نرتقي وبالتسامح نعيش"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي
لمناهضة العنف ضد المرأة، وبمشاركة عدد من القيادات النسوية والأكاديميات
والناشطات، كفعالية مصاحبة لفعاليات القمة الدولية؛ رسالة تسامح وسلام
وإنسانية إلى العالم -النسخة الثالثة.
وأدارت الجلسة الأستاذة أمل محفوظ باقرين، عضو رئاسة الهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع ونائبة رئاسة دائرة المرأة التي قدّمت كذلك :
المحور الأول : من محاور الجلسة استهلّت الأستاذة أمل باقرين الجلسة بالترحيب بجميع الحاضرات، مؤكدةً أن هذه المناسبة ليست للتذكير بالمعاناة فقط، بل تُعدّ أيضاً فرصة حقيقية لتعزيز الأدوار التي تسهم في حماية المرأة وبناء السلام داخل الأسرة والمجتمع.
وأكدت أنّ دائرة المرأة في مؤتمر حضرموت الجامع تولي اهتمامًا كبيرًا بمناقشة القضايا الاجتماعية، ولا سيما قضية العنف ضد المرأة، التي لم تُعد مرتبطة بالجهل والظروف الاقتصادية فحسب، بل أيضاً تتفاقم بسبب ظهور عادات دخيلةً على المجتمع.
وأوضحت باقرين أن أشكال العنف أصبحت متعددة: نفسي،اقتصادي، اجتماعي، أسري وجسدي.
مشيرةً إلى أن بعض النساء اضطررن للتسوّل، نتيجة الضغوط.
كما لفتت إلى انتشار ثقافة لوم المرأة وتحميلها مسؤولية أي خلاف أسري.
وأضافت أن الجلسة تأتي لفتح مساحة للوعي والحوار حول أهم القيم الإنسانية التي يحتاجها المجتمع: الإنسانية، السلام، التسامح، باعتبارها قيمًا قادرةً على حماية المرأة، وتعزيز الأمان الأسري، وتقليل معدلات العنف التي تهدد استقرار المجتمع.
كما أكدت أن الهدف من هذا المحور هو تسليط الضوء على الظواهر التي تُضعف هذه القيم و مناقشة حلول إنسانية تساعد في خلق مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا.
المحور الثاني: الشباب والقرار الأممي 2250 تجاه السلام قدّمته الأستاذة مها المضي، الناشطة الشبابية التي تناولت أبرز مضامين القرار الأممي 2250، مؤكدةً الاعتراف الدولي بدور الشباب،كقوة أساسية في بناء السلام.
وأوضحت أن القرار يدعو إلى إشراك الشباب في جهود الوقاية من النزاعات، والمساهمة في الحماية من العنف، وتعزيز ثقافة التسامح، إضافة إلى تشجيع الشراكات المجتمعية التي تتيح للشباب أن يكونوا جزءًا فاعلًا من عملية السلام، وإعادة دمج المتضررين منهم باعتبارهم حجر الأساس لأي مجتمع يسعى إلى سلام مستدام.
المحور الثالث: دور كلية البنات في نشر الوعي والتسامح والحد من العنف ضد المرأة
قدّمته الدكتورة نجيبة معياد، نائب عميد كلية البنات بسيئون التي أكدت أنّ المؤسسات التعليمية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الوعي وبناء القيم الإنسانية، خصوصًا في ظل ما يشهده المجتمع من صراعات وضغوط يتعرض لها الإنسان عامة والمرأة خاصة.
وأوضحت أن كلية البنات تُعد إحدى أهم المؤسسات الفاعلة في نشر مفاهيم الاحترام المتبادل والتسامح ونبذ العنف، من خلال الدور الأكاديمي والنفسي والاجتماعي والتوعوي الذي تقدمه الكلية،إلى جانب تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المجتمع.
المحور الرابع: دور اتحاد نساء اليمن والخدمات المقدمة للمرأة
قدّمته الأستاذة فاطمة النوبي، عضو الهيئة العليا لمؤتمر حضرموت الجامع-رئيسة اتحاد نساء اليمن وقد أوضحت أن الاتحاد يقوم بالعديد من الأنشطة التي تُعنى بحقوق المرأة وتمكينها والدفاع عن قضاياها.
واستعرضت أهم البرامج التي ينفذها الاتحاد، ومنها:
تقديم الدعم النفسي للنساء المعنفات بكافة أشكال العنف.
تنفيذ ورش ودورات، ضمن حملة 16 يوماً للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
التنسيق مع الجهات الأمنية وعقال الحارات في التوعية والوقاية من العنف.
كما كشفت عن وجود وحدة الدعم التابعة للاتحاد، المخصصة لتلقي البلاغات التي تعمل بالتنسيق مع السلطة المحلية وإدارة الأمن، ويشرف عليها طاقم نسائي مدرّب يمتلك آليات واضحة للتعامل مع حالات العنف.
المناقشات والتوصيات:
بعد فتح باب النقاش من قِبل الأستاذة أمل باقرين، شهدت الجلسة مداخلات واسعة من الحاضرات حول محاور الفعالية، وقد خرجت الجلسة بعدد من التوصيات والمقترحات، من أهمها:
- ضرورة تعزيز دور الشباب والمرأة في جميع مراحل بناء السلام، ودعم مبادراتهم المجتمعية وإشراكهم، كشركاء أساسيين في خلق بيئة آمنة ومستقرة.
- توفير برامج تدريبية تمكينية في مختلف الجوانب، وخاصة التعليم والتمكين الاقتصادي للمرأة.
- تنفيذ برامج تدريبية وحملات توعوية مستمرة حول السلام والتسامح.
- تدريب النساء على أساليب حل النزاعات بطرق سلمية.
- إنشاء دار إيواء للنساء والأطفال المعنفين، يعمل على تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
واختُتمت الفعالية بتقديم المشاركات شكرهن لدائرة المرأة بمؤتمر حضرموت الجامع على تنظيم هذه الجلسة، مؤكدات دعمهن بجهودهن،لمبادرة "المساحات الآمنة للمرأة والطفل"التي تهدف إلى تعزيز الحماية وخلق بيئة داعمة للضحايا والناجيات.