بعد رحلة سادها الخير والعطاء .. ودعت مدينة تريم عصر اليوم الأحد وفي
موكب جنائزي مهيب أحد أبرز وأهم وأشهر شخصياتها الاجتماعية ورجالها
الصالحين الخيّرين السيد الفاضل الأستاذ الأديب المربي الحبيب / عيدروس بن
عمر بن علوي الكاف باعلوي الحسيني التريمي ، والذي وافته المنية مساء أمس
السبت عن عمر ناهز الـ 80عاما أفناه في خدمة وطنه ومجتمعه وطلاب العلم في
مختلف المؤسسات العلمية، إضافة إلى دوره الاجتماعي الرائد في إصلاح ذات
البين ، وكف شرور الفتن والمحن بين الأخوة.
مراسيم التشييع تقدمها المسؤولون في السلطة المحلية وعلى رأسهم الأخ / أحمد جنيد الجنيد – وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء ، والبروفيسور / عبدالله محمد باهارون – رئيس جامعة الأحقاف ، والحبيب/ علي المشهور – مدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية، والحبيب/ سالم بن عمر الشاطري – مدير رباط تريم، وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية والسياسة ومندوبي منظمات المجتمع المدني في تريم.
الفقيد من أبرز الشخصيات المعروفة بمحافظة حضرموت.. وهو من مواليد مدينة تريم ، عكف على تلقي العلوم الشرعية منذ نعومة أظافره على يد والده الحبيب العلامة الأديب/عمر الكاف، وغيره من العلماء والمشايخ في مدينة العلم.
وكان من مؤسسي جامعة الأحقاف وكلية الشريعة بتريم، وعمل فيها مديرا إداريا ثم مشرفا عاما إلى يوم وفاته، كما كان له اليد الواضحة في نشأة جمعية البر الخيرية .
كما تقلد الفقيد عدة مناصب تربوية وريادية، كان أبرزها تحمله مهمة تربية الأجيال وتنشئتهم على الخلق الحسن والعلم والأدب، فكان معلما في مدارس تريم، ثم تولى إدارة مدرسة الأخوة الابتدائية ، وانتقل بعدها ليكون موجها في إدارة التربية والتعليم.
ورغم كثرة أعماله ومشاغله ، إلا أنه رهن نفسه لخدمة مجتمعه في إصلاح ذات البين، وأعمال البر الخيرية ، ورعاية وكفالة الأيتام والأسر المعوزة، وقبل أن يعرفه كبار القوم، خَبَره فقراؤهم ومساكينهم ليده البيضاء وتبرعاته المتوالية.
وبرحيل هذه الشخصية ، تكون تريم قد خسرت واحدا من رجال الخير والإحسان، ترك أثرا واضحا لا ينساه الكبير ولا الصغير.
رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح دار القرار ، وألهم أهله ومحبيه وذويه الصبر والسلوان.
هذا وقد بعث فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية ، برقية عزاء ومواساة إلى أسرة الفقيد، حيث عددت البرقية مناقبه وآثاره ووطنيته ووحدويته، وسألت الله العلي القدير أن يدخله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.