الجمعية الإسلامية تعلن عن تسليم منازل متضرري وادي دوعن قبل عيد الأضحى
الإثنين : 2009/11/02- المكلا / موقع محافظة حضرموت / صلاح العماري – سعيد سويدان

أكثر من (100) منزل تعيد الجمعية الإسلامية بناءَه ضمن مكرمة الشيخة ( سلامة بنت حمدان )

بعد مضي أكثر من عام يتذكر المتضررون من كارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت حضرموت والمهرة أواخر شهر أكتوبر تشرين الثاني من العام الماضي 2008م , يتذكرون بأسى الآثار النفسية والخسائر المادية التي لحقت بهم جراء تلك الفيضانات التي لم تبق أخضرا ولا يابسا في طريقها إلا وجرفته .


في وادي حضرموت تحديدا كانت المأساة في أوجها , وشهدت مديريات الساحل أضرارا مماثلة , وكذلك بعض مديريات محافظة المهرة المتاخمة  من جهة الشرق لمحافظة حضرموت .

الكارثة التي لم تشهد حضرموت والمهرة مثيلا لها من قبل كانت أكبر من قدرة الإنسان على استيعابها أو إيقافها ولله الحمد من قبل ومن بعد لكن ثمة جهود أهلية بذلت للتخفيف من مأساة الناس ومساعدتهم وإغاثتهم أثناء وبعد حدوثها .

الجمعيات الأهلية الإنسانية الخيرية في حضرموت لم تألُ جهدا في هذا الجانب , فبرزت جهود جبارة وشاهدة على عظمة ذلك الموقف الديني والإنساني الكبير .



ولعلنا في كلمة حق يجب أن تقال من منطلق معايشتنا لتلك الجهود فإننا نؤكد أن الجمعية الإسلامية الخيرية بالمكلا كان لها قصب السبق في الإغاثة والإيواء ومساعدة المتضررين أينما وجدوا في القرى النائية والبعيدة على امتداد مساحة حضرموت ساحلها وواديها ووصولا إلى مختلف المناطق المتضررة في محافظة المهرة  .

جهود الإغاثة تلك تجاوزت قيمتها الـ (100) مليون ريال , تبعتها بعد ذلك رغم كل المعوقات جهود إعادة الإعمار في منظر إنساني عظيم كان للجمعية الإسلامية شرف الاضطلاع به دون أي مآرب إعلامية أو أهداف سياسية عدا نداء الواجب الإنساني والسعي لنيل رضا الرحمن جل في علاه .

نبدأ من النهاية وتحديدا من جهود إعادة الإعمار , فقد حملت الجمعية الإسلامية على عاتقها مهمة إعادة إعمار منازل المتضررين كليا في ثلاث مناطق هي ساحل حضرموت وفيها سيتم بناء (50) منزلا في المكلا و (19) في كل من الحامي والديس الشرقية وغيضة البهيش والمنطقة الثانية هي محافظة شبوة وفيها سيتم بناء (13) منزلا , والثالثة موضوع حديثنا اليوم وهي وادي دوعن وتم حاليا بالفعل إنجاز أكثر من (70%) من منازل المتضررين وعددها  (18) منزلاً في مناطق ( تولبه ومدهون والدوفة ) .

    وبهذا يكون إجمالي عدد المنازل التي ستعيد الجمعية بناءَها (100 ) منزل ضمن مكرمة الشيخة ( سلامة بن حمدان ) من دولة الإمارات العربية المتحدة جزاها الله خيراً وجزى دولة الإمارات التي كانت من أكثر الدول التي وقفت إلى جانب بلادنا في هذه المحنة .

   وبهذا وحسب تأكيد المقاول المنفذ للعمل وهو الدموني للمقاولات والجهة المشرفة وهي المكتب الاستشاري الهندسي بجامعة الأحقاف فإن (12) أسرة ستتسلم منزلها رسمياً قبل عيد الأضحى المبارك لتبتهج مع عموم المسلمين بالمناسبة الدينية العظيمة وقد فارقت التشتت واحتضنها منزل متكامل جديد وبمواصفات جيدة .



وقد جرى بناء تلك المنازل بالبلك الصم (الداموك ) لصغر مساحات الأراضي التي تقدم بها المتضررون ورأت الجمعية ومكتبها الهندسي اعتماد نمط البناء بهذا الشكل مخالفاً للشكل العام في دوعن ( وهو الطين ) للاستفادة من المساحة الصغيرة كون البناء بالطين سيأخذ مساحات واسعة وسينتج عنه منازل صغيرة ، ووفقاً لرغبة المنتفعين بالبناء بالبلك أكثر من الطين لشعورهم بالأمان أكثر بعد ما مر بهم من الكارثة .

وتم اعتماد نموذجين للبناء  (  كما هو موضح في الصورة ) الأول بمساحة 144 متر مربع من أربع غرف وحمامين وصالة ودرج ومدخلين وهذا اعتمد للأسر المكونة من أكثر من سبعة أفراد ، والآخر على مساحة 90.25 متر مربع مكون من ثلاث غرف وحمامين ودرج ومدخل وهذا للأسر المكونة من سبعة أفراد وأقل .

  في تاريخ 26/4/2009م تم توقيع أتفاق تنفيذ المنازل في وادي دوعن الأيسر في مقر الجمعية الإسلامية بالمكلا مع المقاول المنفذ ( علي الدموني ) الذي رست عليه المناقصة ومدتها عام كامل ، وبالفعل وبكل جدية ورغم المعوقات وعدم التجاوب في كثير من الأحيان مشت الأمور على مايرام ووصلت عملية البناء حتى كتابة هذا التقرير إلى مرحلة صب الجسور تحت السقوف – كما هو مبين في الصور – وتتواصل الأعمال لما بعد ذلك ليتم صب السقوف والتشطيب وتسليم المواطنين رسمياً منازلهم في كل من منطقتي ( مدهون – والدوفة ) وتأخرت عملية البناء في منطقة ( تولبه ) لعدم صلاحية الأراضي البديلة للبناء وعدم توفير الأراضي البديلة من قبل المتضررين .

  لكن الأمور تتواصل لإنجاز البناء في وادي دوعن ورسم الفرحة على شفاة المتضررين والانتقال بعد ذلك لمنطقتي ساحل حضرموت ومحافظة شبوة .

و كانت الجمعية  قد هرعت منذ ثاني أيام الكارثة 25/11/2009م بتنفيذ حملة إغاثية جندت خلالها طلاب و أساتذة و إداريي جامعة الأحقاف للإسهام في هذا العمل الجبار إلى جانب فريق عمل الجمعية ومنتسبيها ومندوبيها في مديريات المحافظتين و اتخذت من الجامعة مقرا لتنفيذ مهامها الإنسانية في محافظتي حضرموت والمهرة تلبية لتوجيهات رئيس الجامعة البروفيسور / عبد الله محمد باهارون ورئيس الجمعية السيد / علي عبد الله الحامد .

و خلقت الجمعية الإسلامية علاقة توأمة مع جمعية الرأفة الخيرية بتريم أوكلت لجمعية الرأفة مهمة الإغاثة في مديريتي تريم و السوم و ضواحيها  بحضرموت فيما تولت الجمعية الإسلامية الإغاثة في ساحل حضرموت بمختلف مناطقه و قراه ووادي حضرموت باتساع جغرافيته و محافظة المهرة بمختلف مديرياتها المنكوبة .



و استطاعت فرقة الجمعية الإسلامية الوصول إلى مناطق معزولة تماما بعضها تم الوصول إليها بعد أكثر من ساعتين مشيا على الأقدام حيث لم تستطع المركبات المرور لردائة الطرق في الأودية بسبب السيول و لم يصل شباب الجمعية  لتلك المناطق التي لم يصلها أحد إلا بشق الأنفس وهم محملين بمواد الإغاثة بمختلف أنواعها لترتسم الفرحة على وجوه تلك الأسر من الأطفال والشيوخ والنساء الذين تقطعت بهم السبل نتيجة عزل الكثير من المناطق عن بعضها البعض .

وبلغت الكلفة الإجمالية لتلك المساعدات العينية والمالية التي أنفقتها الجمعية في حملتها لإغاثة المنكوبين من الكارثة أكثر من (100) مليون ريال , لتنال بذلك إشادة الدولة ممثلة في نائب رئيس الوزراء رئيس حملة الإغاثة الأخ / صادق أمين أبو راس / الذي أشاد بجهود الجمعية الجبارة أثناء وبعد الكارثة , كما حضيت بإشادة محافظ  حضرموت الأخ / سالم أحمد الخنبشي الذي أثنى على تلك الجهود وتحصلت الجمعية على شهادات شكر وتقدير من المديرين العامين لمديريات محافظتي حضرموت والمهرة والأمناء العامين للمجالس المحلية في تلك المديريات وعقال الحارات ومشايخ القبائل والأعيان والمنكوبين أنفسهم .

وقد بلغ إجمالي الأسر المستفيدة من مشروع السلة الغذائية حينذاك أكثر من (4620) أسرة تجاوز عدد إفرادها ( 35372 ) شخصا , في جميع مديريات حضرموت والمهرة , وشملت عملية الإغاثة إيواء وإغاثة قرابة (1300) أسرة شردت بسبب انهيارات البيوت أو عدم صلاحيتها , ضمنهم (14) مركزا إيوائيا .

وبلغ عدد الحالات التي تم معاينتها من قبل الفريق الطبي البالغ للجمــعية  أكثــــر من ( 1286) حالة عاينهم ( 28) طبيا و( 19) ممرضا.

وجرى توزيع (500) فلترا خزفيا لتنقية مياه الشرب الملوثة , واستفادت أكثر من (11000) أسرة من وايتات  المياه التي وفرتها الجمعية وبلغت ( 659) خلال أزمة انقطاع المياه أثناء الكارثة ونفذت الجمعية الإسلامية مشاريع خدمية أخرى منها إصلاح المعايين والمضخات وحفر الآبار , وتركيب الأنابيب وصرف (500) لتر من الديزل لإعادة كهرباء مديرية بروم وفتح بعض الطرق وشفط المياه الراكدة وبناء مصليات وصفوف دراسية وتوزيع معونات مالية على أكثر من (72) أسرة متضررة في دوعن بمبلغ (10000) لكل أسرة و ( 500 ) درهم إماراتي لـ (30) أسرة متضررة في دار الراك بمديرية القطن ومعونة مالية لـ (73) طالبا من طلاب السكن الداخلي بكلية التربية بالمهرة وتوزيع أكثر من (1000) حقيبة وزي مدرسي.