الشهابي:برنامج تريم عاصمة الثقافة الإسلامية سينفذ كاملاً و مطمئنون لنجاحه !
الجمعة 29/01/2010- صنعاء/موقع محافظة حضرموت/سبأنت

شهر ونيف هو ما تبقى لانطلاق فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م ؛ ففي العاشر من مارس ترتفع ستارة الافتتاح بحفل لابد أن يكون ضخماً وبمستوى البرنامج،وبقدر مكانة المدينة المحتفى بها،بوصفها من أهم المدن الإسلامية ذات تاريخ زاخر أسهم فيه أبناؤها بدورٍ كبيرٍ في نشر الإسلام وتعليمه وإثراء مكتبته،وهو ما كان له إسهام واضح في إثراء وتنويع وتفرد تراث المنظومة الثقافية للمدينة من معمار وفلكلور وعادات وتقاليد وآداب وفنون وعلوم،هي في أمس الحاجة للتعريف بها وتقديمها وتعزيز آليات الحفاظ عليها والاحتفاء بها ...


انطلاقا من هذه القناعات تقدمت اليمن بترشيح هذه المدينة،وهو ما استوعبته المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة (الايسيسكو)، وانطلقت منه في اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010،اعترافاً وتكريما لتاريخ وتراث المدينة الحضاري الإسلامي ...

هذا الوعي بقيمة ومكانة هذه المدينة تعيه الحكومة وترجمته بتشكيل لجنة وزارية عليا وأخرى فنية وتخصيص ميزانية ومنح صلاحيات،بما يساعد ويسهم في الخروج ببرنامج احتفائي متميز،وهو البرنامج الذي انطلق في العام الماضي على صعيد تهيئة البنية التحتية ، بينما قطع القائمون على التخطيط للبرنامج الثقافي شوطا تم خلاله تشكيل مكتب تنفيذي وإقرار الخطة بما فيها خطة البرنامج الثقافي الذي ينطلق في منتصف مارس المقبل،ويستمر حتى 27 فبراير من العام القادم،وهو البرنامج الذي تشتمل خطته على (111) فعالية منها 12 معرضاً توزعت بين التشكيل والكتاب والخط والحرف اليدوية والصور الفوتوغرافية والأزياء والموروث الشعبي ،بالإضافة إلى 15 ملتقى ومهرجان ومؤتمر بعضها دولي منها مؤتمر عن دور تريم العلمي في التاريخ الإسلامي ،المخطوطات ،العمارة الطينية ،المعالم الإسلامية في وادي حضرموت ، صورة الآخر في الفكر الإسلامي ،ملتقى الطفولة العربي والإسلامي ،ملتقى دمون الشعري للشعراء الشباب العرب،ملتقى الفنون التشكيلية في العالم الإسلامي ومهرجان باكثير،مهرجان ليالي تريم،مهرجان الشعر الشعبي..

كما يتضمن البرنامج 24ندوة احتفائية بـ 24 علما من أعلام اليمن وتنظيم أيام ثقافية لكل محافظة من محافظات الجمهورية تستضيفها تريم على مدار العام بالإضافة إلى استضافة تريم أسبوع ثقافي ماليزي وآخر اندونيسي و تركي ومثله أسبوع ثقافي لإحدى الدول الإفريقية من بلدان المهجر لأبناء تريم، وغيرها من المحاضرات والفعاليات الأخرى المتنوعة ضمتها خطة الفعاليات التي تحتضنها مدينة تريم ويسهم في تنظيمها أبناء تريم المنضوين في كافة لجان المكتب التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م ..

في هذا الحوار مع مدير المكتب التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م معاذ الشهابي استجلبنا مستوى الاستعداد وما تم في إطار التحضيرات والتجهيزات لانطلاق فعاليات الاحتفائية فإلى نص الحوار:

*هل صرتم جاهزين ومستعدين لانطلاق فعاليات تريم ؟

- نعم ، ثقافيا صرنا جاهزين .. هناك لجنة عليا ولجنة فنية تضم وزراء وكل وزير فيها مسؤول عن جانب معين بما فيها الأشغال والكهرباء والمياه وغيرها ..

* كم أنجزوا في مشاريع البنى التحتية هذه ؟

- تقريبا 60 بالمائة من المشاريع المطلوبة ..

* لكن تبقى شهر ونصف تقريبا لانطلاق الفعاليات...؟

- سيستمر العمل في مشاريع البنى التحتية خلال تنظيم الفعاليات، أما ما يتعلق بالفعاليات فنحن حاليا نقوم بتجهيز الأماكن الخاصة بالفعاليات والاحتفالات وتم انجاز خطوات كبيرة في هذا الاتجاه، وأتمنى أن ينفذ كل المشاريع وسنعمل على ذلك بما يعود بالأثر الايجابي على المدينة ، فنحن نعمل حاليا على التحضر للانطلاق بمشروع حصر وفهرسة وتوثيق وترميم المخطوطات في تريم فهذه المدينة تمتلك تراث كبير وهام وسيتم قريبا البدء بهذا المشروع بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وبالنسبة لترميم المباني التاريخية فقد درسنا المشروع ورأينا الاستعانة بمركز تريم للعمارة الطينية ومركزه دمشق وتديره المهندسة ريم عبد الغني وقد تواصلنا معها ورحبت بالتعاون معنا وتم تعيينها عضوا في الهيئة الاستشارية ووافقت على الإسهام في مشروع ترميم وإعادة ترميم مدينة تريم وسنقوم بالتواصل مع العديد من المؤسسات المانحة وغيرها لدعم المشروع وقد بدأنا بالفعل وتبلور المشروع على التزام معايير دقيقة في مسألة الترميم حتى لايكون الترميم تشويها للملامح التاريخية للعمارة لأنه في هذه الحال فالأفضل أن تبقى بلا ترميم، لذا فمشروع الترميم مدروس بعناية وسيتم تنفيذه وفق معايير دقيقة، وقد كنا بدأنا بالترميم إلا أننا بعد أن درسنا المشروع بالتعاون مع مركز تريم للعمارة الطينية أوقفنا أعمال الترميم لاستئنافه في 25 فبراير وفق معايير أكثر دقة ولهذا لابد من جهد دولي لدعم مشروع الترميم الذي يعد مشروعا كبيرا وهام .

* بعضهم يسأل، ما ستستفيد تريم من هذا البرنامج مقللين من أهميته وجدواه ؟

- هناك فائدة كبيرة فأبناء تريم من علماء ومثقفين وأدباء وفنانين سيحضون باهتمام واحتفاء ودعم كبير يتجلى في عدد من المشاريع الثقافية التي ستشهدها المدينة خلال العام 2010م منها مشروع طباعة الكتب وندوات التعريف بموروث أعلام وعلماء تريم ومهرجانات ومعارض إبراز مكنون النتاج الثقافي والإبداعي والحضاري لأبناء هذه المدينة على مدى تاريخها .

*ضم البرنامج عدد كبير من الفعاليات بما فيها الندوات والمؤتمرات، هل ثمة تعديل طرأ على هذا البرنامج الكبير ؟

- لم يدخل عليه أي تعديل،وستشترك عدد من الجهات المعنية في تنظيم الفعاليات كل حسب اختصاصه، فبالنسبة للمؤتمرات العلمية فستنظمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصفتها الجهة المخولة والمختصة ،وهو ما أقرته اللجنة العليا التي أقرت أيضاً أن تتكفل كل محافظة بتنظيم فعاليات أيامها الثقافية في تريم،بينما تتولى وزارة الثقافة تكاليف السكن والمواصلات .

* بالنسبة للأسابيع الثقافية لدول إسلامية ماذا تم بشأن التحضير لها؟ وهل خاطبتم ماليزيا واندونيسيا وتركيا وأكدت موافقتها؟

- نعم خاطبنا ماليزيا وأكدت مشاركتها، وفي مستهل فبراير سيصل إلى اليمن وفد ثقافي ماليزي للمساهمة في الإعداد والترتيب للأسبوع الثقافي الماليزي، وبالنسبة للدول الأخرى فالتواصل قائم مع الاندونيسيين وكذا مع الأتراك ونبحث حاليا آلية التواصل مع إحدى الدول الإفريقية من بلدان المهجر الحضرمي .

* وماذا تم في مسألة التنظيم واللجان المنظمة لبرنامج الاحتفائية ومشاركة أبناء تريم فيها...فقد أثار هذا الموضوع ردود فعل حملته أبعاداً وتفسيرات كثيرة ؟

- صدر قرار وزير الثقافة بصفته رئيس اللجنة الفنية بإنشاء مكتب تنفيذي يضم عدداً من اللجان وجميع هذه اللجان برئاسة وعضوية أبناء تريم ما عدا مدير المكتب التنفيذي،أما البقية فجميعهم من أبناء تريم وحضرموت بما فيهم نائب مدير المكتب التنفيذي فهو مدير عام مكتب الثقافة في سيئون ..ونحن حريصون على أن يكون أبناء حضرموت وتريم هم من ينفذوا، ويديروا من خلال جميع اللجان التي يرأسوها،دفة تنفيذ برنامج الاحتفائية... وأؤكد هنا أن نجاح هذا البرنامج لن يتم إلا بجهودهم وتعاونهم وهو ما نثق فيه ونعول عليه و نأمله منهم .

*وماذا تم فيما يتعلق بالجانب الإعلامي فالفعاليات غالبيتها تنظم في مدينة تريم والإعلام اليمني لا يزال إعلاماً عاصمياً مركزياً يتركز معظمه في صنعاء ...كيف تعاملتم مع هذه المسألة؟

- لقد تم تشكيل كل اللجان من أبناء تريم بما فيها اللجنة الإعلامية وحسب تصور المحافظة ووكيل المحافظة تفادياً لأي حساسيات ودفعا لإنجاح البرنامج الذي نثق بقدرات أبناء تريم وحضرموت ودورهم في إنجاحه ...
وفيما يتعلق بالجانب الإعلامي فكما أشرت آنفا فقد شُكلت اللجنة الإعلامية من أبناء تريم ، وسيتم التعامل الإعلامي لتغطية الفعاليات ، مع مكاتب ومندوبي وسائل الإعلام اليمنية في حضرموت... لايعني هذا انه لن يتم الاستعانة بإعلام المركز فنحن ندرك أهمية الإعلام للعمل الثقافي لذا سيتم تشكيل غرفة عمليات بصنعاء تمثل كافة وسائل الإعلام الحكومية والأهلية والحزبية ،كما تم التحضير لموقع الكتروني لمدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م مزود بكافة الإمكانات التي تجعله نافذة متميزة للتعريف بالمدينة وكل ما تشهده تريم من فعاليات الاحتفائية على مدار العام ..وقد بات الموقع شبه جاهز وسيتم إطلاقه وتدشينه مع انطلاق الفعاليات...

* وماذا عن حفل الافتتاح ؟

- انتهينا من تجهيز الساحة الخاصة بحفل الافتتاح ونحن بصدد استكمال تجهيز القاعة المخصصة لاحتضان الفعاليات والمؤتمرات والمهرجانات ..
وبخصوص حفل الافتتاح فسيتضمن اوبريت ملحمي تاريخي يعكس إسهام أبناء تريم في نشر الإسلام ... وسيحضره عدد من وزراء الثقافة في البلدان العربية والإسلامية وقيادات منظمة الاسيسكو ورموز ثقافية يمنية وعربية وإسلامية ودولية فقد وجهنا الدعوات وفي طريقنا لاستكمال الترتيبات.

* أفهم انك مطمئن لنجاح تنفيذ البرنامج وفق ما أُعد له ؟

- نعم أنا مطمئن أن فعاليات الاحتفائية ستكون متميزة وتضاهي برامج عواصم الثقافة الإسلامية التي سبقتها بما فيها عواصم الثقافة العربية وستكون إن شاء الله بمستوى لا يقل عن فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م ...وهذا لن يتحقق إلا بتعاون أبناء تريم وهو ما لمسناه منهم وهنا اسمح لي أن أوجه الشكر لكافة الفعاليات من أبناء تريم لمسناه من تعاونهم مع الوزارة بما فيهم قيادة المحافظة لما قدمته من تسهيلات،وهو التعاون الذي نثق انه سيكون طريقنا لإنجاح الاحتفائية ،وهو ما يدركه أبناء تريم وأبناء حضرموت فنجاح فعاليات تريم لن يكون إلا بتعاونهم .