بدأت اليوم بمدينة المكلا أعمال المؤتمر العلمي الثاني للأمراض المنقولة جنسيا الذي تنظمه جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وعدد من المؤسسات الداعمة لقطاع الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة والسكان في بلادنا.
وفي حفل الافتتاح نقل محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، مقدراً الجهود التي بذلت من أجل تنظيم هذا المؤتمر في حضرموت مهد العلم والثقافة والحضارة، مؤكدا أن السلطة المحلية بالمحافظة تدعم إقامة مثل هذه المؤتمرات العلمية البحثية التي تسهم في تسارع الحركة العلمية والاطلاع على الجديد في مختلف العلوم والمعارف.
وأعرب المحافظ عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات هادفة تلامس آثارها الواقع اليومي وحياة الناس وترفع من التوعية بمخاطر الأمراض الجنسية ومكافحة الإيدز.
داعيا إلى ضرورة توخي الدقة في الإحصاءات الخاصة بمصابي مرض الإيدز في بلادنا وحضرموت على وجه الخصوص والعمل على تأسيس قاعدة معلومات تبني على أساسها الاستراتيجيات لمواجهة الأمراض الجنسية وتجاوز آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع.
من جانبها أكدت وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان الدكتورة جميلة الراعبي أن انعقاد المؤتمر يأتي وقد حققت بلادنا الكثير من النجاحات في مجال مكافحة الأمراض الجنسية منها تأسيس مواقع خدمية لتقديم خدمات العلاج للمصابين وأربعة عشر موقعا للمشورة إضافة إلى أربعة مواقع لمكافحة انتقال الإيدز من الأم إلى الطفل وكذا تدريب الكوادر الصحية على التعامل مع الإيدز، داعية المنظمات والمؤسسات والجامعات إلى مساندة الجهود الرسمية في الاهتمام بالجوانب العلمية وإجراء الأبحاث في كافة المجالات والتخصصات، معبرة عن أملها في أن تتبنى منظمة الصحة العالمية المشاريع العلمية التي توفر مصادر للمعلومات الصحيحة والدعم الفني والمالي وتشجيع الباحثين الدوليين على المشاركة في هذه الأنشطة العلمية.
كما ألقى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري كلمة عبر فيها عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلت من قبل الحكومة اليمنية من خلال دعمها للبرنامج الوطني لمكافحة مرض الايدز وتوسيع نطاق خدمات الوقاية والرعاية والمعالجة وإيلاء اهتمام خاص للتدخلات المقدمة للمصابين بالعدوى والفئات العالية الأخطار، مشيراً إلى أنه تم خلال السنتين المنصرمتين تلقى مائتين وخمسين مريضاً للمعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في خمسة مواقع، وهناك تسعة عشر موقعاً تقدم خدمات الاختبارات والمشورة الطوعية في مختلف المحافظات إلى جانب أربعة مواقع أنشئت من أجل الوقاية من انتقال العدوى بفيروس الايدز من الأم إلى الطفل.
وأكد الجزائري أن منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي تؤدي دوراً رئيساً في تقديم المساعدات التقنية التي تستهدف مكافحة مرض الايدز ضمن النهوض بالقطاع الصحي، فإنها قدمت مؤخراً دعمها لتنفيذ الخطة الاستراتيجية الوطنية (2010-2015) بالاشتراك مع المانحين الدوليين، واصفاً هذه الخطة الميدانية بأنها تعد الأولى من نوعها في مواجهة فيروس الايدز وتستهدف توجيه الموارد الوطنية من خلال خطة عمل واحدة وضمن إطار واحد.
كما ألقيت في الحفل كلمات من قبل رئيس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا أ.د/ عبد الرحمن محمد بامطرف، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور رفعت سالم باصريح، ورجل الأعمال الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان.. أكدت جميعها على أهمية هذا المؤتمر من أجل مجتمع خال من الأمراض المنتقلة جنسياً والمساهمة في الارتقاء بدور البحث العلمي وتأهيل ومساعدة المتعايشين مع مرض الإيدز وتوعية المجتمعات بالأعباء الصحية المترتبة على الأمراض الجنسية والتعرف على الجديد في مجال التشخيص والعلاج والرعاية والوقاية، معبرين عن تقديرهم البالغ للقيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية راعي المؤتمر لدعمه مسيرة العلم وتشجيعه للبحث العلمي.
ويقف المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 49 باحثاً وأستاذاً جامعياً من أكثر من 10 دول عربية وأجنبية على مدى أربعة أيام أمام العديد من البحوث والأوراق العلمية حول الأمراض المنتقلة جنسياً والاطلاع على آخر التطورات العملية الجديدة في مجالات التشخيص والعلاج والرعاية.