شجرة المسكيت بين المشكلة والحل.. توصي بتنفيذ الأعمال الطارئة لمجاري السيول
الخميس 17/06/2010- سيئون/موقع محافظة حضرموت/أحمد سعيد بزعل
اختتمت أمس بسيؤون ورشة العمل حول شجرة المسكيت في مجاري السيول ( المشكلة والحل ) والتي نظمها صندوق إعادة إعمار محافظتي حضرموت والمهرة ومحطة البحوث الزراعية بسيؤن  بمشاركة (95) المختصين من جامعات صنعاء وعدن وحضرموت ومكاتب الزراعة في كل من حضرموت والمهرة والمهتمين من أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية والشركات والمشاريع والمنظمات الدولية ذات العلاقة والباحثين ذوي الاهتمام.

وأوصت الورشة بالإسراع في تنفيذ الأعمال العلاجية الطارئة بهدف فتح مجاري السيول في المناطق الحرجة والمسدودة، لحين وضع البرامج بعيدة المدى (الاستراتيجية) والعمل على إعداد استراتيجية الإدارة المتكاملة لشجرة المسكيت بالاستفادة من مخرجات ورشة العمل الحالية والماضية والتجارب والخبرات المتراكمة محلياً وعالمياً، وتفعيل إدارة الغابات ومكافحة التصحر ضمن هيكلية مكتب الزراعة والري وتعمل بالتنسيق الكامل مع محطات البحوث بالمناطق المتأثرة بالمسكيت، على أن يحال إليها جميع الموارد المعتمدة لأنشطة الغابات وأصول المشاريع ذات الصلة بالنشاط (تعمل هذه الإدارة بمرجعية مجلس تنسيسقي تشارك فيه الجهات ذات العلاقة كالمجالس المحلية ومحطات البحوث والجامعات والمؤسسات المعنية) وتفعيل دور السلطة المحلية في الرقابة والإشراف على تنفيذ التشريعات والأعراف المتعلقة بإدارة الشجرة وكما سترد وتوضح في محور التشريعات المذكور في الاستراتيجية  وكذا وضع برامج تدريب متخصصة في التعامل مع إدارة الشجرة وإستخدام المناشير اليدوية في أعمال إزالة أشجار المسكيت كونها أخف ضرر على البيئة مقارنة بالآليات الثقيلة وتجنب أعمال الحرق لمخلفات إزالة الأشجار لتلويثها للبيئة، وكبدبل لذلك يتم تشجيع السكان المجاوين لمواقع العمل بالحتطاب وجمع مخلفات القلع.
كما اوصت الورشة على رفع مستوى الوعي بأهمية إدارة شجرة المسكيت، بما يحد من انتشارها ويمنع وصولها إلى مناطق جديدة غير متأثرة والتأكيد على ضرورة مشاركة المجتمعات المحلية بمختلف تشكيلاتها الرسمية والأهلية (المجالس المحلية -الجمعيات – المؤسسات، اللجان، أخرى) في مشكلة شجرة المسكيت خلال جميع مراحل العمل (تخطيط – - تمويل - تنفيذ – متابعة وتقييم) وسرعة نشر وتوزيع المطويات والمواد التوعوية الإرشادية الجاهزة بما يساعد المزارعين في تعلم الممرسات السليمة في التعامل مع مخلفات الأغنام (كمر السماد العضوي) والحرث العميق وغيرها إضافة إلى تشجيع تشغيل أكبر عدد من الأيدي العاملة المحلية في مشاريع تنفيذ إدارة الشجرة، من خلال تقليص العمل الآلي قدر المستطاع واستبداله بالعمل اليدوي وتشجيع الاستثمار في المجالات المختلفة التي يمكن الاستفادة فيها من أجزاء الشجرة اقتصاديا ومنها صناعة وإنتاج الفحم .
هذا وكان  معالي الدكتور منصور أحمد الحوشبي وزير الزراعة والري قد القى كلمة في الجلسة الافتتاحية  للورشة نقل خلالها تحيات رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور للمشاركين في الورشة مشيرا أن انعقاد هذه الورشة القيمة وخاصة بشجرة السيسبان هذه الشجرة التي لها فوائد عديدة وكثيرة  كغذاء للحيوان والنحل والعسل وغذاء للإنسان في نفس الوقت حيث استطاعت الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي بطحن البذور وخلطها بنسب مختلفة وأضافتها لذرة والقمح .
مؤكدا أن المكافحة الميكانيكية المستمرة في مجاري السيول وفي المزارع هو المطلوب أساسا أما استخدام المبيدات أو الكيماويات أو الديزل أو الوقود أو ماشبة ذلك  فنحن ضد هذا الكلام لماله من أضرار بالغة على المياه الجوفية وإخلال بالتوازن البيئي
وقال : هناك (250) ألف نخلة محسنة سيتم استيرادها قريبا من بريطانيا وسيتم توزيعها لمحافظتي حضرموت والمهرة وكذا رعايتها من قبل المؤسسة العامة للخدمات الزراعية بكلفة تقديرية تصل إلى ( سبعة مليون وخمسمائة ألف دولار)
شاكرا كل من ساهم  في انعقاد هذه  الورشة متمنيا ان  تخرج بتوصيات عقلانية ومنطقية قابلة للعمل .

من جانبه رحب الأخ/  عمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء كلمته بمعالي وزير الزراعة لحضوره ومشاركته في الورشة .
مشيرا أن وادي حضرموت يعتبر من الأودية الزراعية الأولى في الجمهورية اليمنية وتحتاج لجهود كبيرة ليست فقط في مكافحة هذه الشجرة ولكن في تهذيب الأودية وتجنيب هذه المنطقة من الكوارث والسيول من خلال وضع تصور كامل لموجهة الكوارث وللحد من الأضرار .
داعيا المشاركين بان تخرج هذه الورشة بحلول لهذي المشكلة التي ضل يعاني منها الجميع في وادي حضرموت وذلك من خلال انتشارها الكثير في مجاري السيول وتتسبب في إغلاق مجاري مياه السيول  والدليل على ذلك الكارثة التي شهدتها محافظة حضرموت في شهر أكتوبر من عام 2008م .
مطالبا وزارة الزراعة لإصلاح الأراضي ودعم المزارعين في مديريات وادي حضرموت حتى يرفعوا من المحاصيل الزراعية .
بدورة أكد  المهندس عبدالله أحمد متعافي وكيل وزارة الأشغال العامة المدير التنفيذي لصندوق إعادة الاعمار محافظتي حضرموت والمهرة في كلمته ان كارثة 2008م كان احد مسبباتها احتلال هذه الشجرة للمجرى الرئيسي بالوادي باختلاطها مع التربة الطينية  والتي أنتجت عنه سدود غير طبيعية أخرجت مياه السيول الكثيفة والقوية جدا إلى آماكن لم يولفها السكان ولم يصلها ماء من السابق ومعظم المنازل التي تهدمت كانت ناتجة عن ارتداد المياه الناتجة عن خرج مياه سيول عن مجراها الأساسي .
مضيفا بان التوصيات والقرارات تعنينا مباشرة في برنامج عمل تنفيذي صندوق إعادة الاعمار و كيفية حل مشكلة هذه الشجرة خاصة في المجاري الخطرة والصعبة  التي تنقل المياه  إلى خارج محلها الطبيعي وكيفية إعادة عين مجرى السيل إلى وضعة الطبيعي بحيث يسير في اتجاهه لأتجنب المواطنين أي مكروه  مستقبلا .
منوها أن صندوق إعادة الاعمار قد أنجز ما نسبته (100%) من المباني الجزئية على مستوى الصندوق والتي هي معتمدة ومسجلة  لدية في كل من محافظتي حضرموت والمهرة والتي بلغت تكلفتها مايقارب ( مليار وثمانمائة  مليون ريال لعدد ( أربعة ألف ومائة وأثنى عشر ) شخص بزيادة (15 %) عن ماهو مسجل في الكشوفات إضافة إلى أنجز التعاقد مع كل الكشوفات  والإعداد المسجلة  ودفع القسط الأول كاملا الذي بلغ حوالي ( ثلاثة مليار ريال ) كقسط أول للمباني المهدمة كليا الذي بلغ عددها حوالي ( 2221 ) غير (1000) مسكن الذي تبنته دولة الامارات العربية المتحدة للمتضررين في كل من الوادي والساحل .
وقال : في إطار توجيهات فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية  سيتم استكمال القضايا الزراعية التي تم أنجز أكثر من (85%) في المكون الأول وهو المزارع والآبار والقنوات  إضافة إلى عده مكونات أخرى تصل إلى حوالي (8) مكونات في الزراعة منها النحل والنخيل .  
من جانبه أشار الدكتور  عبدالله سالم علوان مدير عام محطة البحوث الزراعية بسيئون في كلمته أن انعقاد هذه الورشة تأتي  إيمانا من المحطة بأهمية توفير البيانات والمعلومات الدقيقة كأساس يعتمد عليه في اتخاذ القرارات السليمة اتجاه هذه الشجرة حتى نوفر كافة البيانات .
وقال: لقد اتخذنا عدد من الإجراءات في المحطة من أول نداء اطلاقتة السلطة المحلية في الثمانينات بضرورة اقتلاع هذه الشجرة من أراضي المزارعين  ومنها أدرجنا شجرة المسكيت ضمن الخطط قصيرة المدى والبرامج البحثية للمحطة .
مؤكدا إلى أن المحطة نفذت العديد من الدورات التدريبية للمتضررين والمستفيدين بأهمية إدارة هذه الشجرة إدارة متكاملة و تدريب المرأة على كيفية الاستفادة من منتجات هذه الشجرة في صناعة الرغيف والبسكويت والمشروبات .
وقد تم خلال جلسات الورشة استعراض جملة من أوراق العمل الفنية والعلمية والخبرات العملية والمداخلات والتي أعطت صورة شاملة عن ما تم عمله في هذا السياق، مستعرضة النجاحات والإخفاقات وكذا الدروس المستفادة من الأعمال السابقة بما يساعد على تحسين الأداء عند التعامل مع شجرة المسكيت
وقد تمحور النقاش حول عدد من المجالات منها أهمية شجرة المسكيت / المنافع والأضرار / الانتشار / وغيرها والإزالة المكانيكية (الإيجابيات والسلبيات) والمكافحة الكيماوية (الإيجابيات والسلبيات) وتجارب مكاتب الزراعة والمشاريع التنموية و(تجربة صندوق الإعمار) في التعامل مع مشكلة المسكيت إضافة إلى موجهات عامة لإدارة الشجرة واستطلاع آراء المشاركين لمعرفة مقترحاتهم نحو مشكلة المسكيت، مضافاً إليها المقترحات الواردة في الأوراق المقدمة في الورشة.