مهرجان البلدة السياحي السابع بالمكلا .. فواصل من المرح والفرح وفعاليات ومسابقات وحفلات ساهرة رائعة
الأحد 01/08/2010- المكلا/موقع محافظة حضرموت/صالح عسكول
عناوين من الفرح والبهجة والسرور ارتسمت على محيا أبناء مدينة المكلا رغم آلام الانطفاءات الكهربائية التي أقضت مضاجعهم وهم يحتفلون بمهرجان البلدة السياحي السابع لعام 2010، فالأهمية التي يكتسبها هذا المهرجان لأبناء حضرموت واليمن بشكل عام بوصفه حدثا سنويا يعكس الوجه السياحي والتراثي والثقافي الذي تتسم به مدينة المكلا وما تمتلكه من مقومات ومزايا وفرص سياحية وحضارية وإمكانيات استثمارية من الممكن تسويقها داخليا وخارجيا بما يسهم في تنشيط العمل السياحي والتجاري والاقتصادي بما يمهد لفتح أبواب لجذب مزيد من السياح والزوار، ومن الضروري الاهتمام بخصوصية نجم البلدة والترويج له من خلال التعريف بنجم البلدة وفوائده الصحية عند الاغتسال في مياه سواحل بحر المكلا الباردة بما يمكن المهرجان من امتلاك نقاط قوة عن غيره من المهرجانات التي تقام في محافظات يمنية أو في دول الجوار.

المهرجان دشنت فعالياته في الخامس عشر من يوليو الجاري بالاغتسال صباحا في مياه البحر الباردة التي تنعش الأجسام وتكسبها نشاطا وحيوية ، وفي صورة سنوية معبرة توافد ابناء المكلا فجر يوم الخميس الخامس عشر من يوليو فرادى وجماعات على سواحل المدينة الباردة التي داعبتها برودة ونسائم نجم البلدة، وفي أجواء فرائحية تتواصل فعاليات المهرجان في مركز بلفقيه ومسرح خور المكلا عصر ومساء كل يوم احتفاء بنجم البلدة. وجاء حضور القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لتدشين فعاليات المهرجان الذي قدمت فيه اللوحة الفنية أعراس حضرموت في حفل الافتتاح بمشاركة أربعمائة راقص وفنان.
حملة نظافة لشواطئ المكلا
استعداداً لمهرجان البلدة نفذت مؤسسة مبادرة الشباب بشارع الستين حملة نظافة بعنوان "معا لشواطئ نظيفة وجميلة" بمشاركة مائة شاب وشابة بدأت الحملة من ساحة خور المكلا صوب شواطئ شارع الستين بالتنسيق مع مؤسسة بيت الخبرة للدراسات والاستشارات الجهة المنفذة لمهرجان البلدة السياحي لتنظيف الشواطئ من أية شوائب أو مخلفات بهدف إضفاء مظهر جمالي لمدينة المكلا التي تستقبل هذه الايام الوافدين من محافظات الجمهورية ودول الجوار للاستمتاع بمهرجان البلدة السياحي خاصة.
ظاهرة فريدة ومتفردة
رئيس مؤسسة بيت الخبرة الجهة المنفذة لمهرجان البلدة السياحي السابع المهندس بدر محمد باسلمه قال ان ظاهرة البلدة ميزة فريدة وخصوصية متفردة ستسهم في المنافسة محليا وعربيا إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل، مبينا أن أهمية هذا الحدث السياحي المهم تكمن في إبرازه لما تكتنزه حضرموت من موروث ثقافي وإرث حضاري، إضافة إلى ما تتمتع به من مقومات وفرص ومزايا سياحية واستثمارية واقتصادية. ودعا المهندس باسلمه كافة أبناء محافظات الجمهورية والمغتربين في دول الجوار إلى زيارة مدينة المكلا للتمتع بمزايا نجم البلدة والتعرف على الموروث الثقافي والاجتماعي وزيارة المعالم السياحية والأثرية والتاريخية في مختلف مديريات ساحل ووادي حضرموت.
محاضرة توعوية للداعية الجفري
وفي إطار فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية وضمن فعاليات مهرجان البلدة السياحي السابع 2010م نظمت وزارة الثقافة (المكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية ) بخور المكلا محاضرة علمية توعوية ألقاها عدد من الدعاة منهم الداعية الإسلامي المعروف الحبيب زين العابدين علي الجفري، أشار فيها إلى أن هذه الظاهرة هي رحمة من الله على هذه المنطقة وتعد أمرا يستحق الكثير من الوقفات العلمية والتأملية وعدم إمراره في الفرح والبهجة والترويح عن النفس فقط، مؤكدا على ضرورة أخذ العبرة والدروس من هذه الظاهرة المناخية التي تشهدها سواحل مدينة المكلا والتي تنتعش فيها المدينة ببرودة الاجواء في ظل صيف لاهب، وأشاد الداعية الجفري بدور أبناء حضرموت واليمن في نشر القيم والمبادئ الإسلامية السامية في مختلف بقاع الأرض الذين يشكلون امتدادا وارتباطا ورابطا كونهم أصحاب منهج قويم ودعوة وسطية الأمر الذي أسهم في دخول ثلث المسلمين حاليا إلى الإسلام على يد الحضارمة الذين صالوا وجالوا في مختلف بقاع الأرض وسطروا أروع مظاهر الأمانة والصدق والإخلاص والأخوة.
تراث اندونيسي
الفرقة الأندونيسية قدمت فقرات متنوعة ضمن فعاليات المهرجان منها الرقصة البدوية التي تم تطويرها للمشاركة في مهرجانات عربية وإسلامية وفن الديبوس المتضمن حقن الإبرة في الخد والعنق وابتلاع النار ووضع اشياء ساخنة في الفم وكذا لعبة الدفاع عن النفس، إضافة إلى الرقصة الكبرى التي تشمل تقديم بروفات عن الحرب باستخدام السيوف والدروع تؤدى بحركات بهلوانية وكذا رقصة المراويس المشهورة في حضرموت، كما قدم الطلاب الإندونيسيون الدارسون في جامعة الاحقاف فقرات إنشادية نالت استحسان الحاضرين.
إعجاب بالموروث الشعبي
يتوافد على القرية التراثية الكثير من الزوار والوافدين على مدينة المكلا للتمتع بمزايا مهرجان البلدة السياحي ويطوف الكثير منهم بأجنحة القرية، للتعرف على ما تحتويه من معروضات وأعمال يدوية تراثية شعبية قدمتها عدد من الجمعيات الاجتماعية المشاركة في مهرجان البلدة السياحي السابع من ضمنها جمعية حواء للتنمية والإبداع وجمعية الخير لتنمية المرأة بالديس الشرقية وجمعية الوفاء لتنمية المرأة بالشحر وجمعية الإيمان لرعاية وتأهيل المعاقين حركياً، وجمعية الشروق الاجتماعية النسائية وجمعية النهضة النسائية وجمعية الحصن وجمعية المرأة الإنتاجية بالغيل ومعمل الأسود الحرفي للحياكة النسيج اليدوي ومنتدى الحفاظ على التراث العمراني الذي يضم معرض البيت التقليدي ونموذج حصن بن يماني التميمي. واحتل قسم الفنون التشكيلية بكلية البنات بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا جناحا خاصاً، عرضت خلاله إبداعات طالبات الكلية في الرسم والنحت وصناعة الإكسسوارات كما يتم في القرية تقديم أطباق من المأكولات الشعبية الحضرمية.
سرك مصري  
فعاليات المسرح المصري في المهرجان تضمنت عرض حركات أوكروباتية على الكراسي، أداها السيد أشرف راشد والسيد الفنان عادل رضا.
البداية بإمكانيات بسيطة
رئيس اللجنة الفنية للمهرجان جعفر سالم باحويرث قال: إن مهرجانات موسم البلدة الأول والثاني تم تنظيمهما بإمكانيات محدودة، حتى صدر قرار من محافظ محافظة حضرموت السابق عبد القادر علي هلال بتشكيل إدارة خاصة لمهرجان البلدة السياحي 2006م بعدها بدأ المهرجان يأخذ الجانب التنظيمي والتوثيقي، لذلك ارتقت المهرجانات التي أقيمت خلال الفترة من 2006-2008 بالفكرة التي وضعها الدكتور سالم مبارك العوبثاني مدير عام مديرية مدينة المكلا الأسبق وتطورت حتى ارتقاء المهرجان إلى المستوى العربي والإقليمي، وهذا العام رأت السلطة المحلية أن تعطي مهرجان البلدة لمؤسسة بيت الخبرة للدراسات والاستشارات على أساس التجربة الأولى التي كانت عام 2007 مع شركة نجوم الخليج. بالإضافة إلى فعاليات مسرح الطفل الذي شهد توزيع الجوائز المغرية، واليوم الأول شهد حضور كبير لفعالياته بما فيها السرك الوطني المصري الذي يحتوى على العديد من الأكروبات والألعاب السحرية التي أمتعت المواطنين الحاضرين لفعاليات المهرجان في يومه الأول.
فعاليات رياضية
وفي الاتجاه ذاته دشنت الفعاليات الرياضية المصاحبة لمهرجان البلدة السياحي السابع بمدينة المكلا وذلك بإقامة سباق الماراثون المفتوح لشباب الأندية و الذي شارك فيه أكثر من ثلاثين متسابق.  وبدأت فعاليات السباق من مدخل شارع الستين غرب المكلا وصولا لمركز الثقافي لمسافة تقدر بسبعة كيلو متر.كما نظم سباق للدراجات الهوائية شارك فيه 200 من الاندية والهواه كما يصاحب فعاليات المهرجان فعاليات رياضية وألعاب كرة القدم والسباحة .
مسرح مفتوح للاطفال
يقام عصر كل يوم المسابقة الترفيهية للأطفال بمركز بلفقيه الثقافي والتي تندرج ضمن فعاليات مهرجان البلدة السياحي السابع بمدينة المكلا تحتوي أسئلة المسابقة على معلومات ومعارف وألعاب ترفيهية للأطفال وتستمر فعاليات المسابقة خلال أيام المهرجان . حفلات غنائية وإنشادية ساهرة على إيقاعات حضرمية مطرزة بنكهة وادي حضرموت ، وهبوب نسمات نجم البلدة على ساحة خور المكلا شدت حناجر فرقتي المسرة و الأحقاف والنخبة بتريم بأحلى الأناشيد وأحيت على مدى ثلاث ساعات كل فرقة حفلا إنشاديا ساهرا ألهب حماس الحاضرين من خلال الفقرات الإنشادية التي قدمتها هذه الفرق الإنشادية حظيت بمتابعة الجمهور الذي تفاعل معها بالتصفيق تارة وبالإنشاد مع الفرق تارة أخرى. وشنف نخبة من فناني الوادي والساحل آذان الحاضرين الذي ملؤا ساحة خور المكلا بأغان حضرمية أصيلة بمشاركة فرقة العمال للألعاب الشعبية بفوة ، تراقصت على إثر ذلك الجموع التي طربت وتغنت مع فنانيها فرحة بالفواصل الغنائية التي قدمت والتي ألهبت حماس المواطنين.