ندوة تريم بين التاريخ والمستقبل توصي بإبراز أهمية تريم وعلمائها
الأحد 10/10/2010- تريم/موقع محافظة حضرموت/خالد بن عمور
اختتمت بمدينة تريم فعاليات الندوة الموسومة مدينة تريم بين عراقة التاريخ واستشراق  المستقبل  التي نظمتها المنظمة اليمنية للثقافة بالتعاون مع المكتب التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية  2010م. وفي كلمه له أشاد وكيل محافظة لشئون مديريات الوادي والصحراء عمير مبارك عمير بالأدوار الهامة والمختلفة التي لعبتها مدينة تريم وخاصة علماؤها الأفاضل ورجال الأدب والثقافة والفنون وكذا المعماريون التريميون في العمارة.

منوها إلى إن اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية2010م هو حدث تاريخي هام ومناسبة ثقافية نوعية لما لعبته هذه المدينة من ادوار إسلامية على مر العصور وما لعبه علماؤها من ادوار في نشر الدين الإسلامي في شتى أصقاع المعمورة بالحكمة والموعظة الحسنة ومنهج الاعتدال والوسطية.
داعيا أبناء المدينة إلى مواصلة ماقدمه آباؤهم وأجدادهم من أعمال خالدة كان لها الأثر الكبير في أن تحتل هذه المدينة مكانتها الدولية ضمن عدد من المدن الإسلامية لدى المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو) من خلال نشر الإسلام و ثقافة المحبة والوحدة وثقافة الصدق والمعاملة الحسنة.
وقال الوكيل عمير إننا مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن نجسد تلك  السلوك سلوك ديننا الإسلامي قيم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ينبذ أي أفكار تهدم وأي أفكار تفرق وأي أفكار تسفك دماء، منوها إلى أن ديننا الإسلامي وحضارتنا الإسلامية تضيء للإنسانية جمعا هذه المبادئ والتي منها الدعوة إلى الإخوة الإنسانية، مضيفا أن الوحدة اليمنية إعادة لمدينة تريم مجدها التاريخي المجيد بعد أن فقد مكانتها خلال ثلاثين سنة قبل الوحدة، وأضاف الوكيل عمير أن مدينة تريم شهدت وستشهد  الكثير من الانجازات التنموية والخدمية في كافة المجالات وكذا في معالمها التاريخية ومكتباتها العامرة بنفائيس الكتب، مطالبا في ختام كلمته وزارة الثقافة بإعادة النظر في إدارة فعاليات تريم عاصمة للثقافة الإسلامية كون مدينة تريم لها باع طويل على مدى التاريخ، مبديا استعداد السلطة المحلية لتقديم كافة التسهيلات من اجل نجاح فعاليات تريم و إعطاءها حقها.
بعد ذلك ألقى نائب رئيس المنظمة اليمنية للثقافة علي صالح الجمرة كلمة أشار في مستهلها إلى أن المنظمة منذ اليوم الأول للإشهار وضعت في خطواتها إقامة ندوة عن مدينة تريم تحت عنوان: (مدينة تريم بين عراقة التاريخ واستشراف المستقبل) لما لمدينة تريم من دور نشر الدعوة الإسلامية في شرق ووسط وجنوب أفريقيا وكذلك في شرق آسيا الفلبين وماليزيا وجنوب شرق آسيا اندونيسيا وشبه القارة الهندية وفي وسط آسيا وفي غيرها من بلدان العالم، منوها إلى أن هذه الندوة تهدف إلى إبراز أهمية مدينة تريم وعلمائها في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل، باعتبار أن هذه المدينة شعلة مضيئة على مر العصور والأزمان تضيئها دروب الدعوة إلى الله تعالى وإلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بعيدة عن الغلو والتطرف، وكذا تهدف إلى إرساء قاعدة أن المستقبل الزاهر لهذه المدينة مرتبط بمستقبل الأمن والاستقرار لليمن أرضا وإنسانا فبالأمن والاستقرار والولاء للوطن تستقيم الحياة الدنيوية والدينية وتنمو شجرة المحبة والتعاون والتكامل بين أبناء الوطن وبين العالم أجمع، إضافة إلى إرساء قاعدة التبادل العلمي والمعرفي بين علماء وأدباء هذه المدينة وعلماء وأدباء المدن اليمنية الأخرى.
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة بالمحور الأول للباحث جعفر السقاف تحت عنوان "تريم في الدعوة والدعاة وتطورها العلمي والثقافي وهجرة علماء مدينة تريم" حيث أشار  إلى أن مدينة تريم كانت مركز إشعاع علمي كونها بوابة التاريخ والإنسان ومهد العلم والعلماء، مضيفا إلى المدينة شهدت في القرن الثالث عشر شهدت حركة عمرانية متطورة متأثرة بحضارة جنوب شرق آسيا، مستعرضا هجرة علماء مدينة تريم إلى على مر العصور وما لعبه علماؤها من ادوار في نشر الدين الإسلامي في شتى أصقاع المعمورة بالحكمة والموعظة الحسنة ومنهج الاعتدال والوسطية.
فيما تناول المحور الثاني للدكتور عبدالله بن شهاب الدور الريادي لمدينة تريم في العلوم والدعوة والجهاد، حيث أشار إلى أن الدعوة والجهاد إلى الله هي الصفة الرئيسة التي جعلت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، إضافة إلى المنهج المتبع في طريقة الدعوة إلى الله سبحان وتعالى.  
واختتم محاور الندوة الأستاذ الدكتور عمر عبدالعزيز بمحور تحت عنوان "تريم استشراق المستقبل" حيث أوضح أن مدينة تريم كان لها روافد متعددة جاءت عطفا للتفاعل التاريخي مع الدين الإسلامي، منوها إلى أن تريم ليست أماكن وليست تراب وليست شواهد وان تريم هي حضننا التاريخي لأنها حاملة للماضي والحاضر.
بعد ذلك ألقى الشاعر عمار الزريقي قصيدة بالمناسبة تحت عنوان "سقاك الله رحمته ونصره" نالت استحسان الحضور فيما جرى في نهاية الندوة تكريم عدد من الجهات الرسمية والمشاركة التي ساهمت في إنجاح الندوة.
هذا وقد أثيرت الندوة بمناقشات واستفسارات الحضور من مشاركين ومثقفين كشفت جوانبا من دور تريم في تاريخ الدعوة الإسلامية وإرساء نماذج لدعاة انتهجوا الوسطية والاعتدال حتى استوطن الإسلام قلوب ووجدان أبناء البلدان التي هاجروا إليها.