تثور في قلبي عواصف وتظفر الى عيني دموع .. هي دموع الفيظ والذكرى والأمل المخنوق وفي الوجه حزن غريب .. عند العينين ذبول والبسمة مرسومة تتحدى وتقول في صوت صاخب هو مزيج من التعب والألم والمرارة والعناء والخوف والتحدي واليأس لن نجعل الخوف واليأس يسيطر على عالم الحب والأمل والنور الجميل . هكذا صرخت تلك تلك البسمة بصوت التحدي لتعلن تحرر عالم الأمل من قيود اليأس والظلم ، ولكن أيتها البسمة المتحدية إنني أصبحت أكره كل شي في الحياة .. أصبحت أشعر هناك بالوحدة .. أصبحت أصنع الكلمة وحدي وأضع الى جوار الكلمة كلمة وأحاول أن أبني ولو بيتا صغيرا أهرب اليه كلما أردت الجلوس وحدي ولكنني سئمت ومللت لذلك أصبح معنى السأم عندي أن يغدو كل شي ككل شي ، لاشي فيه جديد او يحاول ان يتجدد ، وتبقى تلك البقايا
بقايا كأس ، وازدهار وردة . وبسمة عذراء .. لاشيء .. وانما سأم وعدم وموات ، لايهم ذلك المهم ان نحس ان لنا وجود ... إننا نعيش شيئا جديدا يحدث في حياتنا ولكن ما ابأس ان نقول مافي قلوبنا هذه الأيام .. وما أتعس ان نعيش مانؤمن به ، ومن الصعب ان ننسى ألما عشناه لاننا من الصعب تجاهل ذلك الألم الجارح . وتمضي اللحظة الحلوة ويمشي معها قطار الحياة وفي إصرار وعزيمة وهناك يتوقف ذلك القطار في تلك المحطة التي وكأنها أشبه بمقبرة ، ناسها عيونهم تبهت النظرة فيها وتتوه ، وكأنني أكلم أصناما بلاحياة او كأنهم يسمعون كلاما بلا معنى حاولت ان اتأقلم مع ذلك الوضع او بالأصح مع ذلك الصمت الذي يعيش فيه هؤلاء الناس ولكن ذهبت كل محاولاتي في أدراج الرياح ومرت الأشهر التي تراكمت لتصبح أعواما ونحن على ذلك الحال لايكلم بعضنا بعضا ومن جراء ذلك نشب بيننا خلاف ، فأنا اريد أن أتكلم ... أن أعبر .. أن أحس بأن للكلمة معنى ، ولكنهم يريدون العيش في عالم الصمت والسأم والنسيان فلذلك نشب ذلك الخلاف الذي لايمكن أن ينتهي الا إذا اقتنع طرف منا بصدق صحة مايريده الطرف الآخر .
وفي النهاية تنازلت أنا عما أريد لأنني حاولت جاهدة أن أشرح لهم تصرفاتي وأفسرها ، لكنهم لايسمعون ولايصدقون ولايعيرون لأفكاري اي اهتمام ، بل كانوا يعتبرونها خزعبلات جئت أغير بها عالمهم - ولكنني لست كذلك – فلذلك قبلت بالتنازل عن أحلامي في ذلك العلم وياللعجب حتى في علم الخيال لم أجد لحلمي مكان !! فقررت تجاهل ذلك الحلم حتى أنني نسيته تماما ولم يعد ذكره أمامي يثير في نفسي أكثر من شعور عابر بالحزن والألم يعقبه شرود غامض فأغوص في سره ، ثم لا ألبث أن أعاود النسيان وأذوب في همومي الخاصة .