نص بيان السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بمناسبة التوقيع على المبادرة الخليجية
الجمعة 25 نوفمبر 2011- المكلا/موقع محافظة حضرموت/خاص
أصدرت قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بيانا بمناسبة التوقيع على المبادرة الخليجية جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى اله وصحبه أجمعين :

لقد تابعت الأوساط الرسمية والشعبية بمحافظة حضرموت مراسيم التوقيع على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية اليمنية التي عصفت بالوطن وعلى مدى العشرة الأشهر الماضية , تلك المبادرة التي قام بالتوقيع عليها وعلى آليتها التنفيذية فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية وبحضور ومباركة خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز بمشاركة قطبي الخلاف في السلطة والمعارضة وشخصيات خليجية وأممية .
وتعد هذه الخطوة بداية وأساس يمكن الاستناد عليه في حل ومعالجة مسببات ومخلفات الأزمة السياسية في بلادنا وفي الوقت ذاته فان أهمية هذه المبادرة واليتها المزمّنة لا تكمن في التوقيع عليها كما وصف ذلك فخامة الأخ الرئيس أثناء كلمته التي ألقاها بالمناسبة وإنما بحسن النوايا وبدء العمل الجاد لتنفيذها وخلق شراكة حقيقة, وذلك ما يعني أن يتحلى كل طرف من أطراف العملية السياسية بروح الحب والولاء للوطن ومصالح المواطنين , وهو الوطن الذي يحتضن ويتسع للجميع مهما اختلفت الرؤى ووجهات النظر التي لا تفسد للود قضية بأي حال من الأحوال .
إن القناعات المشتركة لفرقاء العملية السياسية في بلادنا والاتفاق حول هذه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبكامل بنودها ونصوصها إنما يجسد ذلك الموقف بحق عظمة هذا الشعب وبان اليمن بلد الإيمان والحكمة كما وصفها الرسول الأعظم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حينما قال " جاءكم أهل اليمن هم ارق قلوبنا وألين أفئدة .. الإيمان يمان والحكمة يمانية ".
كما جسد التوقيع على المبادرة روح المسؤولية لدى الأطراف المتباينة والإجماع على أن الأزمة اليمنية لا يمكن حلها من خارجها إلا إذا اتفق الجميع على حلها من الداخل ومن بين أبنائها وهذا ما تحقق بالفعل , وبذلك فان التوقيع على الاتفاقية أو المبادرة الخليجية تعد في حد ذاتها انتصارا ومكسبا للقوى المحبة للأمن والاستقرار والمؤمنة بالشرعية كطريق للنجاح.
لقد عانى شعبنا وخلال فترة الأزمة السياسية ومنذ نشوئها كثيرا من المصاعب والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية, عكست نفسها على مستوى حياة الناس المعيشية وتدهور الخدمات وانعدام بعض السلع وهدرت الدماء وأزهقت الأرواح البريئة دون مبرر أو سبب , ولا يسعنا هنا إلا أن نترحم على أرواح كل من سقطوا من الشهداء من أبناء شعبنا مهما اختلفت انتماءاتهم وميولهم الفكرية والسياسية والحزبية بسبب هذه الأزمة المفروضة والمفتعلة.
إن ما نطمح إليه خلال فترة ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة هو أن يتجه الجميع بعد أن فوتوا الفرصة على تلك القوى الحاقدة التي كانت تسعى وبكل الوسائل لجر بلادنا إلى أتون حرب أهلية مدمرة كان لها أن تقضي على كل منجز وكل مكسب بنيناه خلال عقود طويلة من الزمن نطمح الآن إلى أن يتجه الجميع نحو معالجة حقيقية وجادة لنبذ الخلافات والشقاق والى التراحم والتآخي وإلى إعادة بناء وتعمير ما دمرته وخربته الأزمة . وان نحمل على أعناقنا المصلحة العليا للوطن والشعب والوحدة فوق كل المصالح الضيقة والأنانية.
وفي الوقت الذي نعلن فيه من هنا من المكلا حاضرة محافظة حضرموت عن تأييدنا ومباركتنا ووقوفنا المطالب إلى جانب هذه المبادرة فإننا في الوقت ذاته نجدها مناسبة أن ندعو إخواننا وأبنائنا بالعودة إلى منازلهم وثكناتهم وممارسة حقهم الطبيعي في الحياة العامة وبعيدا عن أية أعمال لإثارة الفوضى والشعب وأعمال العنف وان نعكس بسلوكنا الحضاري حبنا لهذه المحافظة وللوطن .
ختاما تتقدم السلطة المحلية بالمحافظة بأخص تهانيها الحارة لأبناء المحافظة خصوصا والوطن عموما بمناسبة العام الهجري الجديد وكذلك الذكرى الـ(44) لعيد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر ونسال الله تعالى أن يعيدها علينا ووطننا وامتنا في رخاء وازدهار دائمين.

صادر عن قيادة السلطة المحلية في محافظة حضرموت