وزير التربية والتعليم: على الطلاب طرد مخاوفهم من الامتحانات.. وهدفنا التقييم وليس التعجيز
الثلاثاء 19/يونيو/2012- صنعاء/موقع محافظة حضرموت/الثورة نت - نجلاء الشيباني
بعد أيام قليلة يبدأ طلاب الثانوية العامة ونهاية المرحلة الأساسية الامتحانات النهائية في أجواء من القلق والتوتر المصحوبة بمنغصات ومشكلات لاتنتهي بدءاً بتأخر الكتاب المدرسي للترم الثاني وغياب معلمي المواد العلمية في بعض المدارس وانتهاء بانطفاء الكهرباء المستمر لساعات طويلة..

ونتفق جميعاً بأن امتحانات الشهادة العامة حدث غير عادي وله رهبته لدى أبنائنا الطلاب ويتطلب ذلك جهداً عقلياً لاسترجاع المعلومات وحفظها وفهمها.. والاجابة على الأسئلة المطروحة في قاعة الامتحانات بتركيز كبير.
ولهذا تتطلب هذه المرحلة استعداداً نفسياً وعقلياً لدى الطلبه ووعياً لدى الأسرة التي يتطلب منها جهداً مضاعفاً من خلال تهيئة الأجواء للمذاكرة والعناية الخاصة بالطلاب عبر منع أبنائهم من كثرة السهر وتناول القات..
في حجرة مغلقة تحبس الطالبة أروى أحمد الشامي ثالث ثانوي نفسها يومياً للمذاكرة تتخللها عشر دقائق فقط كل ثلاث ساعات للراحة.. اوراقها المتناثرة مناهجها المبعثرة تثير التساؤل عن طبيعة نفسية هذه الطالبة.. أفراد أسرتها جميعهم يؤكدون أنها لا تأكل إلا قليلاً ودائماً خائفة منذ أول يوم امتحانات ، والدتها تصف حالة بنتها بالفريدة من نوعها كون أروى طالبة مجتهدة ودائماً تحقق النجاح وبنتيجة جيدة كلها هذا العام في ظل منهج غير مكتمل قلقة حتى أنها اقلقت من حولها جمعياً.. أروى قالت عن حالتها: كل عام امتحن فيه لا أجد في الأمر شيئاً من الصعوبة أما هذا العام فخوفي وقلقي من الامتحان لامثيل لهما.. والسبب عدم الانتهاء من المنهج لعدم توفر كتب الترم الثاني، ولا تخفي أروى خوفها من الامتحانات الوزارية.
فيما تناشد الطالبة ريم العوامي ثالث إعدادي المؤسسة العامة للكهرباء بعدم فصل التيار الكهرباء لأوقات طويلة أثناء فترة الليل هذه الأيام كونها أيام مذاكرة للطلاب فانقطاع التيار الكهربائي المستمر يدخل الخوف والقلق إلى نفوس الطلاب ويقلل من وقت المذاكرة خاصة بعد الساعة التاسعة ليلاً.
تتفق معها زميلتها سمر أحمد شايف طالبة في نفس المرحلة كون مؤسسة الكهرباء تتحمل مسؤولية كبيرة في تعطيل الطلاب من مذاكرتهم والتسبب في الخوف والقلق لدى الطلاب خاصة وأنها تختار أوقاتاً غير مناسبة لفصل التيار الكهربائي دون مبالاة مايزيد من نسبة توتر الطلاب وعدم قدرتهم على الاستيعاب المطلوب منهم من يحاول أن يذاكر أكبر وقت ممكن ليعوض مافاته من دروس منذ بداية العام ومنهم من يسترجع المنهج ليتأكد من استيعابه للدروس فانقطاع التيار الكهربائي المتكرر ليس بالأمر السهل ولا يستهان به كما تتحدث سمر كونه يجعل الطالب يضيع فترة المساء دون فائدة فالشمعة لا تكفي لجعل الطالب يركز في المذاكرة بالمستوى المطلوب إضافة إلى أنها ترهق العين.
الطالب محمد حسين المزنعي ثالث ثانوي علمي يقول: قطع التيار الكهربائي هذه الأيام غير مناسب ويزيد من توتر الطلاب ويضيف سبباً آخر يقلل من نسبة استيعابه للدروس هو إزعاج الجيران المستمر هذه الأيام كونه موسم أعراس باستخدام مكبرات الصوت التي تستخدم في الأعراس وتزعج بدورها الطلاب إلى جانب الألعاب النارية التي تنطلق بصورة عشوائية حتى في وضح النهار وتقلق الطلاب وتخترق حالة الهدوء الذي ينعمون به للاستذكار.
تصف الطالبة رنا أحمد الوصابي مدرسة مجمع الثورة ثالث ثانوي علمي المواد العلمية خاصة الفيزياء والكيمياء والأحياء بالصعوبة برغم التزام مدرستها بالحصص اليومية وأنها تصل إلى حد الاستفادة من حصص النشاط واستغلالها في شرح ومراجعة المواد الصعبة وتشكو ضغط الوقت كون الفصل الأول كان حافلاً بالإجازات تزداد سرعة المعلم في الشرح كلما اقترب انتهاء الفصل الدراسي.
الطالبة منى الحماطي ثالث ثانوي لايمكنها فهم المنهج خاصة المواد العلمية بسهولة فهي بحاجة إلى وقت كافٍ للاستفادة من شرح المعلم من أجل استيعاب اكبر قدر من المعلومات.. كون نتيجة الثانوية العامة تعني تحديد مستقبلها الجامعي فهي ترجو من وزارة التربية والتعليم أن لا تكون امتحانات الثانوية العامة بمثابة التعجيز للطلاب ويكفي صعوبة المواد العلمية فهي لا تحتاج إلى تصعيد اكثر كما حدث في الأعوام الماضية.
نظام الفصلين
العام الدراسي قسم كالتالي ثلاث اشهر ترم أول ثلاثة أشهر ترم ثاني لكن الملاحظ كما تقول امل دحوان مديرة مدرسة أن الإجازة كثيرة في الترم الأول وهذا الأمر يؤدي إلى تأخر المدرسين في انجاز بعض المناهج للطلاب في الوقت المحدد وفي هذا الجانب ينبغي أن يتوجه المعلمون لتكثيف المنهج للطلاب ادراكا للوقت المحدد لنهاية الترم الأول، لكنه يحدث العكس في الترم الثاني يجد الطالب سعة في الوقت هذا الأمر يجعله يصاب بالملل ويتعجل قرب الامتحان قائلة: في كثير من الاحيان يصاب الطلاب بالإحباط ويأتون الينا متمنين سرعة تقديم وقت الامتحانات حتى يتجاوزوا مرحلة الملل.. واحيانا تحدث مشكلات داخل المدارس وذلك بانتقال المدرسين من قبل ادارة المدرسة من صف لآخر وهذا يؤدي إلى تأخر دراسة المنهج الأول وضمها في مناهج الترم الثاني ولهذا يحدث تكدس في الفصلين وهذا الأمر يؤثر على نفسية طلاب وطالبات الثانوية العامة.
الجدول الزمني
يفيد محمد هادي طواف وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم أن الوزارة قامت بوضع جدول معين ومدروس حيث قسم المنهج حسب الوقت الزمني لكل ترم أو فصل دراسي.
واذا التزم المعلم وادارة المدرسة بهذا الجدول فلن يكون هناك اي تقصير، مؤكدا أن معظم المدارس قد انهت منهج الترم الأول وكذا الثاني دون حدوث أي مشاكل داخل امانة العاصمة والمحافظات وقد تكون هناك مدارس حدث بها ارباك لكنهم سرعان ما تمكنوا من تعويض هذه الحصص باستغلال الحصص الترفيهية خاصة في الترم الأول وبهذا يتجاوزون حدوث تقصير.
اجواء مناسبة
بالمقابل يؤكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول للطلبة المتقدمين للامتحانات العامة بأن هذا العام حرصت الوزارة على أن تكون الامتحانات تقييمية وليست تعجيزية لأبنائنا الطلاب والطالبات كما يجب عليهم أن يلتفتوا للمذاكرة اليومية دون مخاوف تذكر.
ويضيف قائلا: الوزارة استكملت كافة الاجراءات لتوفير جو ملائم لطلاب وطالبات الثانوية العامة والأساسي للامتحانات النهائية لعام 2012-2013م وقامت بعمل كافة الاحترازات الأمنية لسير ونجاح العملية الامتحانية متمنيا لجميع الطلاب والطالبات النجاح والتوفيق.
انعدام التركيز
الصحة الجيدة والسليمة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب اثناء فترة الامتحانات اخصائي الطب البشري الدكتور عبدالله الذبحاني يوضح أن الطالب في ايام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والتوتر والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ، وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز ويقل الفهم والتذكر، ولهذا يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها واذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفا أو جائعا فلا يذاكر في هذه الأثناء فالخوف من الامتحان والتوتر كما يقول الدكتور الذبحاني قد يجعل الطالب يصدر اصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كما أن خلايا المخ لا تنشط فتنتج صعوبة في الاسترجاع للاجابة وتثبت الذهن وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.
طرق علاجية
فيما يتطرق علماء النفس والمرشدون والتربويون للطرق التي يجب أن يسلكها الطالب لتجنب الوقوع في شباك الخوف والقلق من الامتحانات تتلخص في إبعاد فكرة أن الامتحانات مسألة حياة أو موت من ذهن الطالب فالامتحانات ما هي الا اختبار لقدرة الطالب على التحصيل الدراسي لذلك فإن كل طالب لديه قدرات كافية لاكتساب المعرفة وعليه أن ينمي القدرات بالاستعدادات الجيدة والمذاكرة الناجحة لمواجهة اي اختبار كان ومذاكرة الطالب للدروس بصورة منتظمة وفق مهارات دراسية منذ بداية العام الدراسي فإن الاستعداد الجيد للامتحانات الذي يأتي بنتائج ممتازة لا يأتي الا من خلال استذكار الطالب لدروسه منذ بداية العام وتفهم الأسرة للعملية التربوية من طبيعة المذاكرة من الامتحانات وكيفية الاستعداد لها وادراكها الواعي لقدرات الطالب الذاتية وتصوراته عن مستقبله والابتعاد عن اسلوب المراقبة المتشددة والحرص الزائد على الطالب كالإقامة الجبرية للطالب في المنزل من الأساليب الناجحة في تجنب حالة القلق والتوتر والخوف من الامتحانات لأن الله تعالى امرنا بأن نعمل ما في وسعنا ثم نتوكل عليه بعد واثناء القيام بواجبنا حق قيام والثقة بالنفس ومن يستعد للامتحان منذ أول العام الدراسي ويتوكل على الله لابد أن تتولد لديه الثقة بالنفس هذا ما ينصح به كافة المختصين في حالة القلق والتوتر والخوف الزائد من الامتحانات.
وينصح المختصون الطالب أن يدخل قاعة الامتحانات وهو مدرك تماما بأنه سيستخدم الوقت المخصص للامتحان بكامله دون تفريط بأي دقيقة منه وعند استلام الطالب ورقة الامتحان عليه أن يبدأ بقراءة الاسئلة بكل دقة وتمعن ويمر بكل الأسئلة وهذا يساعد الطالب على بيان الأسئلة الصعبة من الأسئلة السهلة وتوزيع الوقت المناسب لكل منها والإجابة على الأسئلة السهلة ثم الصعبة.