الشخصية التربويه ومربي اﻻجيال/ نصر فرج مرسال في ذمة الله
السبت 22/إبريل/2017- المكلا/موقع محافظة حضرموت/خاص
بقلوب مؤمنة بقضا الله وقدرة تلقينا خبر وفاة الشخصية التربويه ومربي اﻻجيال/ نصر فرج مرسال الذي رحل عن الدنيا الى دار الخلود يوم أمس الجمعة 21/ نيسان/ ابريل 2017م الصلاة عليه اليوم الجمعة بعد صلاة العصر في مسجد عمر بالمكلا والدفن في مقبرة يعقوب .

نسال الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته .. وأن يلهم أهله و ذويه الصبر و السلوان
نبذة عن الفقيد مقتبسة من مقابلة أجريت معه نهاية العام 2011م عقب عودته من رحلة علاجية من الإردن إثر جلطة أصابته أفقدته الذاكرة والقدرة على القراءة والكتابة :
*   أول مدير مدرسة يقف عند بوابة السينماء ليرصد طلابه الذاهبين للسهر على شاشة السينماء وليس المطالعة والدراسة.
*   المدير الذي جعل المكلا تحتفل بحفل تخرج للتلاميذ مشهود انه التربوي القدير نصر فرج مرسال .
*   مربي الاجيال الأستاذ التربوي الذي صاغ بشكل كبير ملامح جديدة في العملية التربوية والتعليمية في حضرموت
*   تولى إدارة المدرسة الغربية بالمكلا (مدرسة الجماهير) سابقا لثلاث سنوات .
*   تربطه علاقة حميمة بالأخ/ محمد عبدالقادر بافقيه الذي كان وزيرا للمعارف في السلطنة القعيطية سابقا .
 
وفيما يلي نص المقابلة :
نعيد الحوار الصحفي الذي كنا قد نشرناه نهاية شهر ديسمبر من عام 2011م مع  مربي الاجيال ، والتربوي الذي صاغ بشكل كبير ملامح جديدة في العملية التربوية والتعليمية في حضرموت .. أول مدير مدرسة يقف عند بوابة السينماء ليرصد طلابه الذاهبين للسهر على شاشة السينماء ، وليس المطالعة والدراسة .. المدير الذي جعل المكلا تحتفل بحفل تخرج للتلاميذ مشهود انه التربوي القدير نصر فرج مرسال الذي رحل عن الدنيا الى دار الخلود يوم أمس الجمعة 21/ نيسان/ ابريل 2017م  في أول حوار معه /أدار الحوار/ محمد سالم بارمادة

 نصر فرج مرسال تربوي من الطراز الأول دون منازع
عندما قررت الكتابة عنه بقيت حائرا ماذا أبدا وماذا أقول رغم الكم الهائل من المعلومات التي جمعتها منه شخصيا عندما قابلته مساء الخميس الموافق 22/12/2011م , حيث استقبلني وبمعيتي طاقم إدارة مدرسة الجماهير للتعليم الاساسي الحالي , وبحضور ابنه الدكتور سالم نصر مرسال المحاضر بكلية الهندسة بجامعة حضرموت .
وعندما كنا نتجاذب أطراف الحديث مع الدكتور سالم دخل علينا الأستاذ والمربي الفاضل نصر فرج مرسال , عندما رايته شعرت بهيبة هذا الشخص وكأنني أقابلة في مكتبة في المدرسة رغم كبر سنة إلا إن هيبته كمدير مدرسة تشعر بها عندما تراه , قمنا جميعا الحاضرون وسلمنا عليه واخذ مقعدة في الديوان الخاص الذي يستقبل ضيوفه فيه .
لا اخفي عليكم إن الرجل قد بلغ من العمر عتيا ولكبر سنة بادرني ابنة الدكتور سالم بالقول إن الوالد قد أصيب بجلطة وتم نقله للعلاج في الأردن مما أفقدته القراءة والكتابة إلا أن الحس لدية يأتي ويروح , وفي لحظة قررت أن أغير الأسلوب في الحديث معه عن ما كنت قد رسمته لنفسي وكانت حصيلة ما خرجت به على النحو الآتي :-
*   سألته أولا فقلت له أبو احمد هل تتذكر السنة التي توليت فيها المدرسة الغربية ( مدرسة الجماهير ) ؟
قال : الحقيقة يا ابني أنت تعرف كبر السن والمرض الذي أصبت به والذي افقدني الذاكرة ولست ادري بالضبط في أي عام ولكن اذكر إني توليت إدارة المدرسة حوالي ثلاث سنوات وكانت السنة الأولى متعبة جدا بالنسبة لي لأنني توليت المدرسة وكان يسود المدرسة الفوضى وإهمال المعلمين تجاه الطلاب.
*   فبادرته بسؤال آخر فقلت له كيف تم اختيارك لتكون مديرا للمدرسة ؟
فسكت قليلا ثم أجاب قائلا : كانت تربطني علاقة حميمة بالأخ محمد عبدالقادر بافقيه وكان صديقا مخلصا لي وكان حينها وزيرا للمعارف في السلطنة القعيطية فاستدعاني إلى بيته مساء احد الأيام وقال لي ممكن نتحدث مع بعض واحتمال يرتفع الصوت بيننا ولكن نحن أصدقاء نعرف كيف نتفاهم ، ثم واصل محمد عبدالقادر بافقيه حديثة بالقول هناك مدرسة في المكلا أتعبتنا كثيرا رغم إننا نوفر لها الإمكانيات من التجهيزات والمعلمين والترميم المستمر لهذه المدرسة إلا أن هذه المدرسة أحسها عصية علي ( والكلام لمحمد عبدالقادر بافقيه ) ، وحتى نسبة النجاح فيها هذه السنة 47% والناس يتهمونا بأننا لا نؤدي واجبنا على أكمل وجه تجاه هذه المدرسة ويتساءلون أين دور الوزير والموجهين والمدرسين ، وماذا يعملون رغم إن المدرسة بها قرابة ( 500) طالبا .
فقال الشيخ نصر مقاطعا الوزير بافقيه إن السبب فيما تقول هو المدرسين ولابد من الحزم مع المدرسين أولا ثم تأتي بقية الأمور وخاصة مع أولياء الأمور وخصوصا إن المدرسة يوجد بها مختلف الشرائح الإجتماعية في حضرموت وكلهم لهم مراكز قوى , فقال الوزير بافقية صحيح كلامك يا أبو احمد إذا أنا أكلفك بإدارة المدرسة وسوف أكون لك السند والمعين وسوف اعمل على توفير كل متطلباتك وأنا متأكد وكلى ثقة بان هذه المدرسة لن يقدرعلى إدارتها غير أبو احمد , فقال الأستاذ نصر خلاص على بركة الله وفعلا قبلت إدارة المدرسة .
*   سألته بعدها وقلت له أبو احمد ما هو أول عمل قمت به عند استلامك إدارة المدرسة ؟
أجابني الأستاذ نصر فرج مرسال بالقول : عندما كنت مع محمد عبدالقادر بافقيه أدركت إن الخلل يكمن في المدرسين لذا أول عمل قمت به هو الاجتماع بالمدرسين وشرحت لهم الحال الذي وصلت إليه المدرسة وقلت لهم كل مدرس يؤدي واجبة على أحسن ما يرام سوف اقدره وأضاعف له علاوته السنوية وسوف تكون له عناية خاصة ومميزة في النقلة السنوية للمدارس أما المتقاعس من المعلمين فمعاملته غير ما قلت سلفا .وكانت أول سنة أتولى فيها إدارة المدرسة نسبة النجاح 76% بدل ما كانت 47% وزادت في الأعوام الثلاثة حتى بلغت في أخر عام كنت مدير المدرسة فيها 87% حتى إن بعض أولياء أمور الطلاب سموا المدرسة بمدرسة مرسال .