رئيس الجمهورية ينتقد مفتعلي الأزمات ويحذر من عواقبها في عرقلة المشاريع والاستثمارات
الثلاثاء 25/9/2007- صنعاء/موقع محافظة حضرموت/سبأنت
دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كافة القوى السياسية إلى المشاركة في إدارة شؤون البلاد بالأطر الديمقراطية ،
منتقدا مفتعلي الأزمات من بعض تلك القوى التي استغلت موجة الاعتصامات والمسيرات لعناصر ضباط الجيش والامن المتقاعدين ، محذرا من عواقب تلك الأفعال في عرقلة تنفيذ المشاريع والاستثمارات وإعطاء صورة غير جيدة عن الشعب اليمني العظيم . وأكد فخامة الرئيس في خطاب وطني هام وجهه اليوم للشعب اليمني أن باب الحوار مفتوح مع كافة القوى السياسية الموجودة على الساحة الوطنية وأنها لن تجد أي قطيعة أو أي خصومة, وان مصلحة البلد تقتضي الحوار. ودعا فخامته في خطابه بمناسبة الاحتفالات باعياد الثورة اليمنية الخالدة العيد الـ45 لثورة 26 سبتمبر والعيد الـ44 لثورة الـ14 من اكتوبر والعيد الاربعين للثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال الوطني- دعا كافة القوى السياسية إلى حوار مسؤول وبناء يقوم على قاعدة الدستور والقوانين النافذة وعلى قاعدة " لاتفرض رؤاك على الآخر ، بل تفاعل وأنتهج الحوار والشعب في نهاية الامر هو المرجعية وسيقول كلمته الفاصلة ". وقال فخامة الرئيس في الحفل الذي أقامته القوات المسلحة والامن في القاعة الكبرى بالكلية الحربية :" أنا بطبيعتي أحث دائما على الحوار سواء على مستوى الداخل أوعلى مستوى الخارج بإعتبار الحوار الوسيلة المثلى للخروج من الازمات دون اللجوء إلى خيارات أخرى قد تؤدي إلى كوارث وإحداث شرخ في الصف الوطني . وأضاف رئيس الجمهورية :" أن القوقعة ورسم السياسات من غرف مغلقة لهذه الامة اسلوب خاطئ, كون السياسات لا ترسم في غرف مغلقة ويكون المحاور يحاور نفسه بل ينبغي أن يتحدث مع الأخرين من خلال الندوات المراكز والمؤسسات .. لافتا إلى أن اليمن لديه مؤسسات وهو بلد مؤسسي". كما دعا رئيس الجمهورية منظمات المجتمع المدني للمشاركة في هذا الحوار.. مشيرا الى انه لن يكون محصورا على الأحزاب .. وقال :"أدعو منظمات المجتمع المدني وأكلف الحكومة والأمانة العامة للمؤتمر ان تشرك منظمات المجتمع المدني وتطلعها على هذا المشروع بحيث نتوسع شيئا فشيئاً في توسيع المشاركة للحوار فيما يتعلق بأدارة شؤون البلاد. وأضاف " فلنكن شركاء في إدارة شؤون البلاد بالأطر الديمقراطية وليس شركاء في صنع الأزمات . وأستطرد فخامة الأخ الرئيس قائلا :" نحن دعونا الى حوار وطني مع كل القوى السياسية في ظل جدول أعمال مفتوح وفاء والتزاما بالبرنامج الانتخابي الذي تقدمنا به الى الشعب اليمني في الـ20 من سبتمبر الماضي فيما يخص الإصلاحات السياسية وبحيث تكون الإصلاحات مواكبة لكل المتغيرات, وان لا يكون هناك جمود كما هو حاصل لدى بعض القوى السياسية الجامدة والتي لا تتحرك مع تحرك الزمن". وقد هنأ فخامة رئيس الجمهورية في مستهل كلمته الشعب اليمني العظيم بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر عيد الثورة اليمنية سبتمبر التي مر عليها 45 عاما وثورة 14 اكتوبر التي مرعليها 44 عاما والعيد الاربعين للثلاثين من نوفمبر..وقال:" أرى في هذه القاعة عدد من رموز الثورة اليمنية ومناضليها من الذين حملوا رؤوسهم على الأكف ليلة الـ26 من سبتمبر الخالدة .. وبهذه المناسبة نترحم على شهداء الثورة اليمنية وندعو الله سبحانه وتعالى ان يطيل في عمر الاحياء من مناضلي الثورة اليمنية الذين كما تحدثت حملوا رؤوسهم على الأكف في فجر يوم الـ 26 من سبتمبر .. واضاف :" الإخوة الحاضرون.. نحتفل اليوم بأعياد الثورة من هذا الصرح العلمي الشامخ من مقر الكلية الحربية التي انطلقت منها شرارة الثورة ليلة الـ26 من سبتمبر ودافع عنها كل أبناء الوطن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، فالثورة اليمنية ثورة واحدة متلازمة انطلقت ثورة الـ14اكتوبر من جبال ردفان بعد عام واحد من قيام ثورة سبتمبر لمقارعة الاستعمار ونيل الاستقلال واستلمنا الاستقلال في 30 من نوفمبر على أيدي كوكبة من مناضلي الثورة اليمنية ثوار الـ 14 من اكتوبر وبدعم من إخوانهم مناضلي الثورة اليمنية السبتمبريون، وأرى اليوم هذه الرموز رموز سبتمبر واكتوبر يقفون جنبا إلى جنب في هذه القاعة. واردف الأخ الرئيس": ان الثورة اليمنية أحدثت التحولات السياسية والثقافية والاقتصادية ولولا هذه الثورة لكان شعبنا اليوم جاهلاً متخلفا ولكنها ثورة عظيمة بكل المقاييس، حيث أحدثت هذه الثورة ثورة تعليمية وثورة اقتصادية وثقافية وما نراه اليوم في هذه القاعة من هذا الجيل الجديد ونراه في القاعات الأخرى في الجامعات الحكومية والأهلية ماهي إلا ثمرة من ثمار الثورة اليمنية فهي ثورة بحق كانت ضرورة ملحة لإحداث تغيير في حياة شعبنا اليمني الذي عانى من ذلك النظام الكهنوتي الاستعماري المتسلط والذي شطر شعبنا ردحا من الزمن على أيدي قوى متخلفة رجعية واستعمار متسلط . واضاف فخامة الرئيس": إن الثورة اليمنية ثورة إنسانية بكل ما للكلمة من معنى وهي ثورة متلازمة واحدة ونضالها نضال واحد, نضال الشعب اليمني العظيم لا أحد يستطع أن يفرق بين ثورة سبتمبر واكتوبر". وتابع قائلا :" إن احتفالانا باعياد الثورة هذا العام يأتي متزامنا مع شهر رمضان المبارك ومع حلول الذكرى الاولى للانتخابات الرئاسية والمحلية والتي قال فيها شعبنا كلمته يوم العشرين من سبتمبر2006 في انتخابات تنافسية حره ونزيه, تنافس فيها المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك . وقال:" إن شعبنا اليمني العظيم قال كلمته يوم الـ 20 من سبتمبر وان شاء الله نكون عند مستوى الثقة التي منحنا إياها شعبنا سواء على مستوى رئاسة الدولة او المجالس المحلية .. مشيرا إلى أن تلك الإنتخابات جرت في أجواء ديمقراطية حره ونزيهة, أخذا وعطاء وسلوكا .. مؤكدا أن الديمقراطية لا تحمل الحقد ولا الكراهية وليست معولا للهدم ولكنها تسعى الى البناء الى التآخي الى الوحدة الوطنية . وتابع فخامة الاخ الرئيس قائلا :" إن هناك افتعالا للأزمات من بعض القوى السياسية هروبا من مشاكلها الداخلية, حيث تحاول بذلك تصدير ازماتها الى الشارع, ولكن شعبنا واع ويعرف من هي هذه القوى التي تفعتعل الازمات مستغلة موجة الاعتصامات والمسيرات لعناصر من ضباط الجيش والامن المتقاعدين ليحاولوا تأجيج الشارع بشكل غير مسؤول بمايعرقل تنفيذ المشاريع ويعيق الاستثمارات ويعطي صورة غير جيدة عن الشعب اليمني العظيم .. معتبرا ذلك إنعكاس لأهواء في نفوس بعض القوى السياسية لفهمها الخاطئ للديمقراطية . وأكد الأخ الرئيس أن التبادل السلمي للسلطة لايمكن أن يتم عبر الاعتصامات والمسيرات وإيقاف عجلة التنمية بإعتبار ذلك خطأ فادح . وقال :" هناك برلمان ومجلس شورى ومنظمات مجتمع مدني وصحافة حره من خلالها يمكن للجميع أن يعبروا عن وجهات نظرهم وينتقدوا نقدا بناء أي تقصير, بالرغم أن الصحافة تقدم الغث والسمين ومع ذلك فالامر مقبول". وأردف قائلا :"نحن دعونا القوى للحوار السياسي, لإصلاح منظومة العمل السياسي وتحقيق الإصلاحات الدستورية في ضوء مبادرة رئيس الجمهورية التي أقرها المؤتمر الشعبي العام, وذلك تنفيذا لما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية", مبينا أن الهدف من دعوة الاحزاب والقوى السياسية الى هذا الاجتماع هو تبادل وجهات النظر وإبداء الأراء حول هذه المبادرة وماتضمنته من مقترحات لتعديلات دستورية لبلورة رؤية مشتركة حول اصلاح منظومة العمل السياسي في البلد . وشدد الأخ الرئيس على أهمية التأسيس للديموقراطية في داخل الاحزاب نفسها.. وقال :" إذا أمنت الاحزاب بالديموقراطية في أطرها الداخلية, فتلك خطوة متقدمة, لكن اذا أفتقدت هذه الأحزاب للديموقراطية وظلت تنظر للديموقراطية لدى الاخرين دون ان تمارسها داخل صفوفها فتلك مشكلة". وأضاف :" لقد تحدثنا في المبادرة الخاصة بالاصلاحات السياسية أن يكون هناك نظاما رئاسيا كاملا .. لماذا كاملا ! . .لأننا اخذنا في دستورنا الحالي بنظام الجمع بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني وذلك لكي يكون هناك اكبر عدد من المشاركين في هذا الاطار, ومن خلال تجربتي في الحكم على مدى 28 سنة او 29 سنة لمسنا أنه اذا ارتفع سعر الطماط أواذا قل البصل في السوق أرجعوا ذلك إلى الرئيس وحتى إذا ما أحتجزت السلطات المختصة شخص يحمل السلاح بدون ترخيص ويتجول به في الشارع, قالوا هذا بأمر من السلطات العليا وكلها سلطات عليا اذا مازالنا نعمل بأثر رجعي على محطه رقم واحد, كما كان الحال في النظام الشمولي والنظام الامامي, وطالما هناك من يريد كل شيء في رأس واحد, فليكن هناك نظام رئاسي كامل ويتحمل الرئيس هذا الأمر وأي رئيس جمهورية سينتخب يأتي ويتحمل كامل المسؤولية امام الشعب ويحاسب عن أي تقصير ". وقال فخامته " نقول لهم هناك حكومة من 33 عضو أو من 30 عضو تشارك فيها كل القوى وكل الفعاليات والكتل .. فقالوا لا الطماطم ارتفع ،والقمح والسكر ارتفع، وايجار السيارة ارتفع ، وحملوا الرئيس مسؤولية كل ذلك، فإذاً فليكن هناك نظام رئاسي ونستفتي عليه." وأضاف " الشيئ الثاني نحن توجهنا بمشروع الى مجلس النواب حول تحديد فترته بـ6 سنوات للحد من المبالغ المالية الهائلة التي كانت تصرف على الانتخابات النيابية كل اربع سنوات .. وكذا مراعاة أن عضو مجلس النواب يبدأ مع نهاية فترة الاربع السنوات بإستيعاب التشريع ومهامه الدستورية، فقلنا نوفر مبالغ ونوفر كفاءات عبر تمديد الفترة لـ 6 سنوات ، وكانت مكافأة مجلس النواب للرئيس انه مدد الفترة الرئاسية الى 7 سنوات. وقال رئيس الجمهورية " انا ضد التمديد للرئيس وقد قررت وبدون ان يفرض علي احدا، ان تكون مدة النظام الرئاسي 5 سنوات ولدورتين فقط .. وأنا لم اطلب 7 سنوات ولا اريدها.. الآن أقترحنا في المبادرة نظام رئاسي ويكون مدة الرئاسة خمس سنوات ولدورتين " . وتابع قائلا " إذا اردتم النظام البرلماني نحن سنلبي ولن يكون لدينا كبرياء او عناد، نحن موافقون على مدة 4 سنوات للبرلمان، وايضا اربع سنوات لمجلس الشورى، وعلى أن ينتخب مجلس الشورى من المحافظات بالتساوي بغض النظر عن التعداد السكاني او المساحة الجغرافية، ويكون هو الغرفة الملازمة لغرفة مجلس النواب، ويحدد القانون والدستور طبييعة علاقات المجلسين في جملة من القضايا. وأضاف " كان الناس متخوفين من السلطة المحلية عندما انشأناها،وفي مقدمة المتخوفين المعارضة والحزب الحاكم أيضا، وكانوا معارضين لما يسمى السلطة المحلية ، وقالوا لي أنتم وحدتم اليمن والآن بهذا النهج تريدون تجزأتها مرة اخرى، فقلنا لاداعي للخوف من السلطة المحلية وتوسيع المشاركة الشعبية فهذا هدف من اهداف الثورة اليمنية، ولهذا لابد من ايجاد سلطة محلية وتجسيد المشاركة الشعبية في صنع القرار " . وقال " جاءت السلطة المحلية وبدأت بداية جيده وحققت نتائج رائعة في كل المحافظات وتوسعت المشاركة حيث بلغ عدد المشاركين في السلطة المحلية اكثر من 7000 عضو وبعد نجاح هذه التجربة صرحنا وقلنا أنه لا بد ان ننتخب المحافظين ورؤسا ء الوحدات الادارية (مدراء المديريات) وتركنا الأمر للحوار ،ونحن نرى ونستطلع الرأي العام وهناك كثيرون مرحبين وآخرين متخوفين ". وأضاف "على رأس المتخوفين المعارضة أيضا لانهم هكذا تواقين الى السلطة ويسعون للسلطة واذا وصلوا اليها فستكون عليهم خسارة ..إذ هم يريدون نظام شمولي كما هي حالتهم أو وضعهم في احزابهم". وتابع "الآن هم يطرحون بانهم يريدون نظاما برلمانيا، ومن حقهم ان يطرحوا هذا الامر من خلال الحوار ، أما نحن فقلنا أن يكون النظام رئاسي، وفي الاخير نرجع الى رأي الشعب هل يريد نظاما برلمانيا أم نظاما رئاسيا, ليس لدينا مشكلة أن نتحاور على هذا الامر وأن نوضح ما هو الفرق بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني .. فهم يقصدون بالنظام البرلماني ان يكون المسؤول الاول امام البرلمان، وسيكون هو المسؤول الاول سواء نظام رئاسي او نظام برلماني ". وقال " إذاً نحن طرحنا موضوع النظام الرئاسي ليس للعناد او المزايده ولكن للمصلحة الوطنية العليا وحولنا السلطة المحلية الى حكم محلي تعطى له كافة الصلاحيات". وتساءل فخامته قائلا " البعض يقول تشكل حكومات محلية وهناك من يقول تشكل ولايات وهناك من يقول سلطات ولكن دعونا نناقش هذا الموضوع : هل حكومة محلية ؟ هل سلطة محلية ؟هل حكم محلي ؟ ام نترك الامر للنقاش وتعطى صلاحيات لاعضاء الحكم المحلي ويجمعوا الموارد وذلك للدفع بعملية التنمية في محافظاتهم او مديرياتهم وهذا شئ جيد بدلا من ان تكون مركزية." وقال دعونا نخطط اكثر ونستفيد من الضرائب الغير سيادية لصالح الحكم المحلي .. اذا في ظل وجود حكم محلي لا لزوم لما يسمى بالحكومة لان السلطة تكون قد انتقلت من المركزية الى الحكم المحلي .. اذا حكومات محلية او اعضاء الحكم المحلي هذه يرتبها القانون وليس هناك مشكلة. وتابع " هناك ايضا موضوع انشاء شرطة محلية في كل المحافظات والمديريات وانشاء أمن عام للدولة المركزية، مثلما هو الجيش رمز الوحدة الوطنية فالجيش من كل انحاء الوطن اذن تنشأ الشرطة المركزية وتسمى شرطة مركزية لكل انحاء الوطن وهو احتياطي للشرطة المحلية في المحافظات والمديريات. وأردف الأخ رئيس الجمهورية قائلا " أذاً بدلا من أرسال شرطي من محافظة الى محافظة اخرى لايعرف خصوصياتها ولايعرف طبيعتها، و يكون فيها مثل الغريب، ندع الشرطة المحلية تتعامل مع الأحداث المحلية اليومية، ويكون هناك احتياطي يسمى الأمن العام المركزي ." وأضاف " نحن بذلك لانخل بالوحدة ، لانكم ستسمعون اصواتا نشاز بعد هذا الخطاب إنهم يريدون حكومه فيدرالية ـ حكومة اتحادية ـ دولة اتحادية، هذا كلام فارغ، هناك دوله موحده دوله مركزية دولة ذات حكم محلي هكذا تقتضي المصلحة العامة، ولم نكن قد أخطأنا عندما أعدنا وحدة اليمن وقلنا يقترن ذلك بالتعددية السياسية والحزبية، وليس القبلية ولا المناطقية" وتابع قائلا " لقد تأثر الناس بالأطر الحزبية طبقاً لبرامج موضوعية واقتنعوا بتلك البرامج، وانظموا لهذا الحزب او ذاك عن قناعة ببرنامجه وليس من منطلق مناطقية او قبلية أبداً، ولذلك حلت الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية محل التعصب القبلي والمناطقي لأنها ظاهرة حضارية ومتقدمة." ولفت الأخ الرئيس الى إحالة الحكومة اليوم مشروع اعتماد إضافي إلى مجلس النواب بمبلغ 276 مليار إضافي أي ما يساوي مليار و250 مليون دولار لصالح التنمية. وتابع قائلا " إن شاء الله تجد طريقها إلى التنفيذ ، وأن لا تكون الاعتصامات والمسيرات عقبة معيقة لعملية التنمية، فإذا تم اعاقة التنمية فسيتحمل مسؤوليتها من يعيقيونها . وحث رئيس الجمهورية الحكومة للدفع بجهود الاستثمار وتشجيعها في المجالات النفطية وجذب الشركات للإستثمار في البلوكات المفتوحة في مجالات الغاز والنفط والمعادن والقطاعات الواعدة كالثروة السمكية والسياحة والزراعة والصناعة. .وقال " يجب على الحكومة أن تكون سريعة ومبادرة لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين المحليين والوافدين..وإذا حصلت عرقلة لعجلة التنمية والاستثمار فسيتحمل المسؤولية أولئك الذين يضجون في الشوارع والذين يقفزون على الواقع بطرق غير مشروعة وغير ديمقراطية ". وأضاف "الديمقراطية سلوك حضاري للبناء والتنمية والاستثمار لا لحمل معول الهدم وفق قاعدة ـ عليا وعلى اعدائي ـ. وأستطرد قائلا " إذا كنت تريد سلطة اسلك سلوكا حضاريا وإخطب خطابا منطقيا وليس استفزازيا ، لاعتقادك أن الشعب لا يدري ما تلحق به من ضرر، وعليك أن تسأل نفسك هل الإعتصامات ضرر ؟.. نعم هي ضرر .. هل المسيرات ضرر ؟ نعم ضرر .. فقد ركبت موجة ما يسمى بالمتقاعدين، بالرغم من اننا عالجنا قضايا المتقاعدين واحتسبت لهم كامل سنوات الإنقطاع عن الخدمة منذ حرب صيف 94 م حتى 2007م. وأضاف " ليس هذا خسارة هؤلاء أبناؤنا واهلنا اعتمدت لهم فترة الانقطاع والترقية ومن كان قد تقاعد بطرق غير قانونية أعيد للخدمة واستوعبنا الشباب والضباط من كل المحافظات وهم مرتاحين كل الإرتياح،عدى اربعه إلى خمسة في كل محافظة مازالوا مزوبعين . وقال فخامة رئيس الجمهورية " إذا نظرنا إلى مايطرح بشأن مشكلة الاراضي سنلاحظ الدعوة الخبيثة والمظللة وغير المسؤولة من بعض ممن يضجون في الشوارع، وهم يقولون هناك استيلاء على اراضي الناس في المحافظات الجنوبية من قبل اخوانهم في المحافظات الشمالية، وهذا ادعاء باطل ووقح وكذب و الهدف منه خلق مشكلة ". وأضاف " كان هناك أراض وزعت قبل إعلان الوحدة، وجاءت حرب صيف 94م وحدث سطو على بعض الأراضي من ضباط وعسكريين داخل المحافظات ،وأمرنا نائب رئيس الجمهورية بأن يشكل لجنة لتعويض الناس وحل المشكلة بطرق شرعية ، وتوجه نائب رئيس الجمهورية ومعه وزير التعليم العالي ووزير الإدارة المحلية ووزير الاعلام وعدد من الوزراء ، واعتقد أنهم قدموا تقريرا الى مجلس الوزراء بهذا الصدد لمعالجة مثل هذه القضايا". وتابع " لكن المعارضة تسعى لإحداث ضجيج مفتعل في هذا الشأن، لأنهم راكبين موجة الأخرين ، وليسوا هم أصحاب الموجات، فهم لا يدرون ما يدور في الشارع لأنهم يعيشون في غرف مغلقة وتلفونات، ويوجهون انت يافلان إعمل تقرير وانت يافلان اعمل بيان وانت اعمل ضجة.. وقد حصلت حادثة لواحد من خيرة شبابنا عضو في المؤتمر الشعبي العام مناضل كبير جدا ضد عناصر التخريب في شرعب اسمه عبد السلام سرحان ، وإذا بهم يقولون ضجوا حركوا الشارع اعتصموا انهبو سيارات الدولة والمؤسسات." وقال " هذا ما حصل ووجهنا وزير الخدمة المدنية وعدد من المسؤولين وقلنا لهم عالجوا الموضوع ، ولا تنساقوا لهؤلاء الذين يضجون ويستغلون الأحداث وعالجوا المشكلة بطرق هادئة، فذهبوا وعالجوا المشكلة واتصلت بأسرة الشهيد، وأحتجزنا أفراد الشرطة الذين اعتدوا عليه وهم أمام النيابة وسيحاكمون حسب الشرع والقانون ". وخاطب المعارضة قائلا " إذا كنتم تفرحوا بصوت الشر ولا تفرحوا بصوت الخير والعافية ، فليس هكذا المعارضة في النظام الديمقراطي، بل المعارضة سلوك وآداب واخلاق وعليهم أن بتعلموا من الآخرين ، ونحن نعلمهم منذ 17 عاما ولو كنا مكانهم في المعارضة لكنا كسبنا الشارع، وهم مازالوا لايعرفون كيف يكسبون الشارع." وأضاف: " عارضوا بنظام والتزام، فلماذا انت موتور وعلى ماذا ؟وضد من ؟ ضد الوطن؟ ولماذا ؟ فالوطن رباك وجعلك إنسان ، وجعلك ملياردير ، وجعلك رمزا من رموز الفساد". وأعلن فخامة الاخ الرئيس في ختام كلمته إعتماد الحكومة مبلغ ثمانين مليار ريال سنويا لصالح تحسين الاجور والمرتبات لافراد القوات المسحلة والامن وموظفي الدولة لتحسين احوالهم المعيشية.. مجددا التهاني لكل أبناء شعبنا اليمني العظيمبهذه المناسبات الوطنية الغالية . وكان اللواء الركن احمد علي الاشول رئيس هيئة الاركان العامة قد القى كلمة رحب في مستهلها باسم وزارتي الدفاع والداخلية بفخامة الأخ الرئيس والحاضرين في هذا الصرح العلمي الشامخ الذي يحتضن اليوم الاحتفال الذي تقيمه القوات المسلحة والامن بمناسبة العيد الـ45 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ..والعيد الـ44 لثورة الرابع عشر من اكتوبر والعيد الـ40 للاستقلال الثلاثين من نوفمبر. وقال :" إنها لمناسبة طيبة وعظيمه أن يتجدد لقاؤنا اليوم في هذا الصرح (الكلية الحربية) التي منه أنطلقت ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة وقادها رجال عظام من طلائع القوات المسلحة والامن ليصنعوا فجرها الوضاء في ذلك اليوم الاغر الذي ملاء بنوره ارجاء اليمن .. لتحرر أبناء شعبنا من الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف الذي أذاق شعبنا أبشع ألوان الظلم والجبروت والاستبداد ..ولينعموا بالحرية والعزة والكرامة ". وأضاف :" هذه الثورة الفتية امتدت جذوتها لتشعل الارض ناراً تحت أقدام المستعمر الغاصب الذي كان جاثما على صدر جزء عزيز من وطننا الغالي فأضطر أمام شراسة الكفاح المسلح والعمل الفدائي البطولي للثوار الميامين أن يحمل عصاه ويرحل غير مأسوف عليه" . ومضى قائلا": إننا ونحن نعيش أفراح أعياد الثورة اليمنية الخالدة علينا أن نستحضر ونتمثل تلك الشجاعة والاقدام لأولئك الرواد من أبطال القوات المسلحة والأمن الذين قدمو أرواحهم رخيصة في ملحمة خالدة على إمتداد تاريخ الثورات الوطنية التحررية ". وتابع قائلا :" هذه الثورة تجسدت فيها قيم الحرية والكرامة الإنسانية والعزة والسيادة الوطنية من خلال مبادئها السامية وإنجازاتها العملاقة وما أحدثته من تحولات مشهودة وانتصارات عظيمة..والتي كان أبرزها منجز الوحدة اليمنية الذي توج شعبنا بتحقيقها وترسيخها مسيرة نضاله مكملا بذلك نصر الثورة اليمنية الخالدة وترجمة أهدافها وبمبادئها واقعا نعيشه اليوم". . مؤكدا انه بفضل الثورة أستطاع شعبنا اليمني أن يشب عن الطوق وعن كل اشكال الوصاية ..وصار بوعيه وبتماسكه قادرا على إفشال كل محاولات الاختراق لصفوفه أو التآمر على مسيرة ثورته ونظامه الجمهوري الخالد ووحدته الوطنية الراسخة وان يحافظ على اهداف ومبادئ الثورة اليمنية الواحدة التى فجرها ودافع عنها وحماها كل ابناء الوطن اليمني الواحد من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب .. وان يعزز انتصاراتها الشامخة بتحقيق المزيد من الانجازات في مختلف الاصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والامنية وغيرها .. غير ملتفت لتلك الاصوات النشاز والممارسات الصبيانية غير المسؤلة التى تحاول الدفع والتحريض للاعتصامات والمظاهرات التى تزيد من معاناة المواطنين ولا تقدم حلا .. وادعاء البعض بالوصاية على منطقة أو محافظة بعينها غير مدركة إنما هي كلها اوهام تسكن في مخيلتهم ولايمكن ان تجد لها آذانا صاغية لدى أبناء شعبنا الذين بإرادتهم تحققت الوحدة المباركة ..وبتصديهم البطولي ودماء الشهداء الابرار ترسخت وفشلت كل المحاولات البائسة في تحقيق مآربهم في تمزيق الوطن بل ولقن من يقفون وراءها دروسا قاسيةً في حب الوطن والانتماء إليه والتمسك بالوحدة ومبادئها السامية. وأستطرد رئيس هيئة الاركان العامة قائلا :" ولعله من المفيد هنا أن نذكر كل من يحاولون العبث بمكاسب الوطن والثورة والوحدة ومنجزاتها العظيمة أو تجاوز الثوابت الوطنية ..بأن يكفوا عن ذلك ويعودو الى رشدهم لأنهم إذا ما استمرو في اللعب بالنار فيسكونو هم اول من يحترق بها فشعبنا الأبي الذي عاش مرارة التشطير والتجزئة وعانى من الحكم الشمولي وآلامه وعذاباته .. لن يفرط بأي حال من الاحوال فيما تحقق له من نعم في ظل الوحدة والديمقراطية والحرية" .. مؤكدا أن القوات المسلحة والأمن الباسلة كحامية لمنجزات الوطن ومكاسب الثورة والوحدة لم ولن تتهاون في الدفاع عن إرادة الشعب وخياراته وحماية الشرعية الدستورية ولن تسمح لأي كان المساس بهذه المكاسب والمنجزات . وأعتبر رئيس هيئة الاركان العامة المبادرة التي اعلنها الأخ رئيس الجمهورية يوم أ مس بمثابة الثورة الرابعة .. قائلا :" لقد أعلن رئيس الجمهورية بالامس عن إنطلاق الثورة الرابعة في مبادرة شجاعة لإجراء تعديلات دستورية تهدف إلى تطوير النظام السياسي الديمقراطي والانتقال بنظام السلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي.. مضيفا أن ذلك لم يكن مفاجئا لكل من يعرفون أن فخامته السباق إلى إستلهام تطلعات المستقبل والمبادرة في تبني أرساء مداميك الدولة اليمنية الحديثة..وقال :" لن يستطيع أحد بعد اليوم أن يشكك في جدية الدولة وسعيها الدؤوب لأنجاز ما تم الاعلان عنه ضمن برنامج فخامة الرئيس الانتخابي. كما القى العميد الركن احمد محمد الولي مدير الكلية الحربية كلمة رحب فيها بالحاضرين في هذا الصرح العلمي الشامخ الذي يمثل قلعة الأبطال ومصنع الرجال, والذي انطلقت منه شرارة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر . وقال :" إن اهتمام فخامة الأخ الرئيس ببناء القوات المسلحة والأمن على أسس عملية حديثة إنما يجسد حرصه الدائم على الارتقاء بهذه المؤسسة ورعايته الكريمة لها لتكون رافدا تطويرياً لاينضب في شتى المعارف والعلوم العسكرية لمختلف تشكيلات القوات المسلحة والتي تعد دائما مثالاً للعمل الصادق الدءوب ورمزاً للوفاء والإخلاص والتفاني والبسالة في أداء واجبها الوطني المقدس. وأضاف :" إننا نؤكد صدق ولائنا ودعمنا لمسيرة البناء والتطوير في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس الحكيمة باعتبار القوات المسلحة والأمن صمام أمان للثورة والوحدة وحارس أمين للمنجزات التي تحققت وتتحقق يوماً بعد يوم فهناك عدد من المشاريع الإستراتيجية والمنجزات العملاقة تحققت في عهده المبارك بل هي أهرامات من الاعمال والمشاريع الاستراتيجية وعلى قمتها: إعادة تحقيق الوحدة وإستخراج الثروات النفطية وتحصين الجمهورية اليمنية بسياج منيع من خلال تنفيذ المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الشقيقة والمتعلقة بترسيم الحدود البرية والبحرية وذلك بالطرق السلمية والمرضية عملاً بقاعدة لاضرر ولاضرار وتجنيب اليمن أعظم المخاطر الداخلية والخارجية كل ذلك بدبلوماسية ذكية مبنية على تحقيق المصالح المشتركة مع دول العالم وإطلاق العفو والتسامح مع من أناب واستجاب وخضع للنظام والقانون وبهذا الأسلوب الراقي والمتميز استطاعت قيادته الحكيمة أن تحقق الأمن والأستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية ". وتابع قائلا :" إن إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني كانت هدفاً نضاليا يتصدر أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والتي من أجلها خاض شعبنا اليمني بمختلف فئاته الاجتماعية وقواه السياسية العسكرية والوطنية الفاعلة انبل وأقدس التضحيات الجسيمة وقدمت كوكبة عظيمة من أخيار وطننا الغالي وشعبنا الأصيل ممن رووا دمائهم الزكية والغالية تراب هذا الوطن ..وكانو وسيظلون طليعته النضالية المخلصة ..وصنعوا بارواحهم الزكية الطاهرة فجر انتصارات الثورة اليمنية السادس والعشرين من ستبمبر والرابع عشر من اكتوبر والثلاثين من نوفمبر حتى تحقق حلمنا الكبير في الحرية والتقدم والازدهار بتحقيق الوحدة اليمنية في 22 من مايو المجيد" وأستطرد قائلا :" إن وحدة الوطن كانت وستبقى قضية مقدسة قضية الاجماع الوطني وثمرة التضحيات الجسام كبيرة بحجم تضحيات الشهداء الابرار وعظيمة بعظمة جماهيرنا في الوحدة والحرية والديمقراطية والتطور والازدهار والنماء ولكن من المؤسف له اليوم ان نرى ونسمع بعض اطراف العمل السياسي والحزبي ومن على منابرها الصحفية والاعلامية او فعالياتها الحزبية والتنظيمية تستغل كل مناخات الممارسة الديمقراطية الحرة التي تنعم بها جماهير شعبنا اليوم وتستخدم الديمقراطية وحرية التعبير كمعول للهدم والتدمير وإثارة الفتن والنعرات بين أبناء الوطن الواحد بغية تعريض مصالح الوطن ومنجزاته للخطر من خلال بيانات سياسية محسوبة عليها تتسم بالنظرة السياسية القاصرة ومحاولة تجزئة هموم الوطن والشعب وفق أنماط مناطقية وقروية ضيقة دون أدنى مراعاة لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية محاولة بذلك التعريض بالوطن واستهداف منجزاته والاستخفاف بتضحيات شهدائه الابرار ونضالات حركته الوطنية وقواها السياسية . وتابع قائلا :" ولهؤلاء نقول :عودو الى رشدكم..فالثورة وجدت لتنتصر..والوحدة وجدت لتبقى..ورفقا بالوطن ". هذا وقد التقيت في الإحتفال قصيدة شعرية من قبل الشاعر نبيل علي العيزري, نالت الإستحسان .