الشيخ الزبيدي: تدشين مشروع صندوق دعم الشباب بالوادي لن يبقي عذر للعطالة ولا للبطالة
السبت 14/أبريل/2018- سيئون/موقع محافظة حضرموت/خاص
كلمة الشيخ / عارف عوض الزبيدي رئيس الغرفة التجارية بوادي وصحراء حضرموت خلال تدشين مشروع صندوق دعم الشباب بوادي وصحراء حضرموت يوم أمس بمدينة سيئون :

بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمدلله والصلاة والسلاام على رسول وعلى آله وأصابه أجمعين .. أما بعد:
محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية رئيس صندوق دعم الشباب اللواء الركن / فرج سالمين البحسني .. وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ/ عصام بن حبريش الكثيري .. الحضور جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد / أصالة عن نفسي وعن جميع أعضاء وممثلي الغرفة التجارية يشرفني و يسرني أن أشارك في هذا الحفل المبارك وأعبر عن تقديري وسروري بهذا العمل العظيم الذي آمل أن يكون نجماً قد سطع ضوؤه لينير طريق كثير من الحيارى ويهدي كثيرا ممن يتطلعون لطريق الصواب , ألا وهو طريق العمل والتكسب الحلال وطلب الرزق من أبوابه المشروعة والتخفيف على الشباب من دهاليز البطالة , وقتل أوقاتهم وذهاب شبابهم وزهور أعمارهم فيما لا يعود عليهم بفائدة.
الحضور المبارك إن اللسان ليكاد أن يعجز عن التعبير عن عِظَمِ هذا المشروع الطيب المبارك الذي أرجوا أن يؤتي ثماره كل حين على أكمل وجه وأحسن حال .. وإن دل هذا المشروع على شيء إنما يدل على أن في الأمة بقايا خير سواءً ممن يمثل الحكومة الرشيدة أو من يسعى لفعل الخير .. نعم بقايا خير يعيشون هموم المجتمع ويحملون هم الشباب الذي أعجزتهم قلة ذات اليد على التغلب على عطالتهم ولن يستطيع أن يعمل أو يتكسب بسبب القلة وعدم وجود من يدعمه أو يعينه ,
الحضور المبارك إن مثل هذه الأعمال المباركة تعيد للأمة الإسلامية تجسدها واخوتها وتكاتفها وتعاونها على البر والتقوى عملا بقول المولى عز وجل ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) سورة المائدة .. نعم إن مثل هذا الصندوق تجسيدا للتعاون على البر والتقوى , وتجسيدا للتعاون الذي يشر إليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ". أخرجه مسلم وغيره من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
الحفل الكريم /إن لي خطابان أحب أن أقدمهما على عجالة وبإختصار ..
الخطاب الأول: لمن هو قائم على هذه الأعمال المباركة والداعمين لها والمشجعين لها .. خطابي لكم هو البشارة بأنكم قد طرقتم من أفضل الأعمال وأحبها الى الله فكم ستفرجون بهذا العمل من كروب وكم ستقضوا بها من ديون وكم ستعولون بها من أسر و كم ستطعمون بها من جائع وكم ستكسون بها من عارٍ وكم وكم  .. واسمعوا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم [للناس], وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا, ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام» رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن ابن عمر رضي الله عنه .. فهنيئاً لكم ثم هنيئاً لكم فامضوا قُدَماً على بركة الله مستعينين بالله وعليكم الصبر فلربما تلاقون الأتعاب وربما تلاقون كثيراً من المثبطين وقليلاً من المشجعين والمعينين
أما الخطاب الثاني: فهو موجه الى الطرف الآخر وهم ممن سيستفيد بإذن الله من هذا الصندوق المبارك والمشروع العظيم .. فأقول معاشر الشباب والله إنها لفرصة عظيمة أن يسر الله لنا مثل هذا المشروع المبارك , فاشكروا الله ثم اشكروا من قام على هذا الصندوق المبارك ومن أسسه ودعمه .. ثم استثمروه على الوجه الذي اُسس من أجله .. معاشر الشباب إن الخروج في طلب الرزق يعتبر من الجهاد في سبيل الله وذالك لما جاء في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع شاب من الثنية، فلما رأيناه رميناه بأبصارنا، فقلنا: لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله! فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال: وما سبيل الله إلا من قتل؟! من سعى على والديه ففي سبيل الله ومن سعى على عياله ففي سبيل الله (ومن سعى على نفسه ليعفها فهو في سبيل الله) ومن سعى مكاثرا ففي سبيل الطاغوت وفي رواية: سبيل الشيطان " أخرجه البزار و أبو نعيم في " الحلية " وغيرهما .. ففي الحديث جعل السعي على النفس وعلى من يعول  من الجهاد في سبيل الله .
معاشر الشباب بعد هذا المشروع لن يبقى عذرٌ للعطالة ,ولا للبطالة , ولن يبقى عذر لمن لم يجد له فرصة عمل , وحتى يستمر هذا الخير وينموا وتكثر ثمرته وتنتشر منفعته على أكبر قدر ممكن , يجب علينا جميعاً أن نتعامل معه بكل صدق وإخلاص وأمانة ووفاء وإلتزاماً بشروطه ووفاءً بما يجب علينا الوفاء به .. وقبل ذلك الشكر الله القائل { لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } .. ثم الشكر والعرفان لمن أبدى هذه الفكرة ولمن سعى فيها ومن شجعها وأعان عليها .. جزاهم الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتهم , والعفو على الإطالة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته