سعيد صالح عبيد
ويذكرون دائماً العبارة التي تقول : ( قصماً واحداً يرشن تنانير الحافة ) وذلك لكثرة الود والتراحم بينهم وهذه العبارة تدل على أن الجار يتفقد جاره ويوقف معه وقت المحن والشدائد ويسأل عن أحواله ويصل الأمر أن يتفقد تنور جاره ويسأل عنه لماذا اليوم لم يرشنوا تنورهم . وهذه المعاملة موجودة بين الناس في كل شيء في الأفراح وفي الأحزان وفي مختلف المناسبات ففي رمضان مثلاً يقوم الأهالي بمباركة بعضهم البعض بقدوم الشهر متناسين خلافاتهم وخصوماتهم إذا كانت موجودة مع قلتها ، وفي العيد يجتمع أهالي الحي في مكان محدد لكي يلتقوا ويهنئ بعضهم البعض بهذا المناسبة وفي المناطق البدوية يخرج الناس إلى الوادي على شكل جماعات ويمارسون لعبة الزامل ويرددون القصائد المعبرة بالمناسبة .
أما في الزواج يتجمع الأهالي عند أهل الزواج لكي يساعدوهم ، كما أنه توجد عادة مهمة وهي (الطرح) أو (الرفد) وهي تقديم المساعدة المادية أو العينية لأهل الزواج كتقديم كيس من الذرة أو كيس الرز أو رأس غنم أو رفد مادي وذلك من أجل تخفيف الأعباء والمساعدة في تكاليف الزواج وتختلف هذه العادة الجميلة في طقوسها من منطقة إلى أخرى .
أما في الأحزان يقوم الأهالي والجيران بمساعدة من أصابهم الجلل للتخفيف عنهم حيث يحضرون لهم الطعام ويقومون بمختلف الأعمال المطلوب القيام بها بدلاً عن أهل الميت والعمل بكل ما في وسعهم من أجل إدخال السعادة عليهم .
وفي مواسم الخير مثل ( الخريف والجريف والصرب والحصاد وغيرها ) فإن الود والتراحم والمعاملة الحسنة هي المسيطرة على الموقف حيث يقوم صاحب المال بتقسيم جزء من ماله على الفقراء والمساكين الذي يتوافدون عليهم لكسب نصيبهم من ذلك الرزق حيث يخرج الكل غانم من ذلك المواسم لأن الناس في ذلك الوقت رحماء فيما بينهم لذا أعطاهم الله وبارك الله في رزقهم .
وفي النهاية نقول :
يا صاحبي حيا زمان أول لي فيه كان الناس تتواصل بحنية
يالها من صور جميلة ولكنها ستظل عالقة في الأذهان وخاصة نحن نعيش في زمن طغت فيه السلبيات على الإيجابيات وفي وقت قست فيه الحياة وفي وقت قست فيه قلوب الناس .