رئيس مجلس الوزراء يدعو إلى تعاون عربي لمعالجة أزمة ارتفاع المواد الغذائية
   
صنعاء/موقع محافظة حضرموت/سبأنت - السبت 28/6/2008
motamar-zraeyn-sanaa.jpg

دعا رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور إلى تكامل وتعاون عربي والاستفادة من القدرات الموجودة في الوطن العربي لمعالجة أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية خصوصا في ظل الأوضاع التي يشهدها العالم بشكل عام.

وقال الدكتور مجور في افتتاح أعمال المؤتمر الفني لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب المنعقد اليوم بصنعاء: انه لا يمكن للأمة العربية مجابهة أزمات الغذاء وارتفاع الأسعار الا من خلال التكامل والتعاون العربي في سبيل الوصول إلى الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من الهيمنة الخارجية التي تتخذ الغذاء أداة لبسط سلطتها ونفوذها. مضيفا " إن موضوع تلوث المنتجات الزراعية بالكيماويات والمشاكل الناجمة عنها أصبح واحدا من القضايا التي تشغل المواطنين وصناع القرار معا لما له من ارتباط وثيق بحياة الناس وغذاءهم ومستقبل الأجيال القادمة".
وأكد رئيس الوزراء على أهمية ان يقف المؤتمر على مواضيع حيوية ترتبط بواقع الأمن الغذائي العربي والتحديات التي تواجهه بالإضافة إلى موضوع الزراعة العضوية التي تمثل توجها صائبا للحصول على منتنج غذائي طبيعي وخالي من المواد الكيماوية بكل ما لها من تبعات على الإنسان والبيئة المحيطة به .
واستطرد قائلا " ان البيئة هي البيت الكبير الذي نعيش فيه جميعا ومهام الحفاظ عليها سليمة ومعافاة مسؤولية الجميع أفرادا ومؤسسات دولة ومجتمع مدني وقطاع خاص باعتبارها ملك الأجيال القادمة ".
مؤكدا على ضرورة تظافر الجهود للحفاظ عليها من كل ما ينتقص منها بما في ذلك استخدام المواد الكيميائية بشكل عشوائي ومضر .
وأشار الدكتور مجور إلى ان الأمة العربية تمتلك قدرات كبيرة في جميع المجالات لكنها لازالت مجزأة ومتناثرة بين الأقطار وتتفوق في بعض الجوانب في أقطار ما وتنقصها بعض الامكانات في أقطار أخرى مما يحول دون الاستفادة منها بالشكل الامثل.
لافتا الى ان اليمن كانت قدراتها في كل المجالات مجزأة حين ما كان يعرف بشطري اليمن في الشمال والجنوب وبتحقيق الوحدة المباركة في الـ22 مايو عام 1990م تمكنا من توحيد كل الطاقات التي اصبحت في ظل دولة الوحدة اكثر فعالية وقوة واكثر قدرة على العطاء .. مشددا على ضرورة ايجاد تكامل عربي في مختلف المجالات ومنها المجالات الفنية التي ترتبط بعملية البناء والتطور والتنمية في الوطني العربي ككل كونه يجسد حلم الامة في التعاون والتكامل بين قدراتها بما يُمكن الاستفادة المثلى منها ويلبي تطلعات شعوب الامة العربية .
ونوه رئيس الوزراء بأن تحقيق التكامل العربي يجب الا يقتصر على الحكومات العربية ومؤسساتها فقط بل هو مسؤولية الجميع بما في ذلك مؤسسات المجتمع المدني. مشيرا إلى ان انعقاد المؤتمر دليلا على الدور الذي يمكن لهذه المؤسسات ان تلعبه في تحقيق التكامل العربي المنشود .. متمنيا لفعاليات المؤتمر ان تكلل بنجاح والخروج بتوصيات علمية وعملية تحقق أهداف الجميع في مجال الأمن الغذائي.

وكان نقيب المهندسين الزراعيين اليمنيين المهندس عباد محمد العنسي قد القى كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر. مستعرضا جهود النقابة ودورها في إيجاد فرص عمل لمنتسبيها وإيجاد موارد تمكنها من تحقيق هدفها المنشود.
وقال " تقدم النقابة رسالة تنموية هادفة تتمثل في إحياء التراث الزراعي اليمني والعربي بكل طرقه وأساليبه التقليدية, بالإضافة إلى إيجاد ثقافة استثمارية زراعية, وتفعيل دور الشراكات في سبيل وضع سياسات ناجحة وبرامج متكاملة تسهم في إدارة الأزمات الاقتصادية والغذائية والبيئية وإيجاد استقرار اقتصادي اجتماعي سياسي في شتى المجالات".
وشدد عباد على أهمية الشراكة مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والجهات المانحة والغرف التجارية والصناعية والقطاع الخاص ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام وقنواته المختلفة, إلى جانب الشراكة مع المرأة.
ولفت إلى ان المؤتمر جاء كمقدمة من أجل حماية الإنسان من مخاطر انتشار أمراض خطيرة مثل السرطان نتيجة الإفراط في استخدام المبيدات الكيماوية في الزراعة, إلى جانب إجراءات حماية المياه وخاصة الجوفية من ملوثات السموم وحماية التربة وتحقيق معدلات أقل من الانبعاثات الغازية.
رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي عبدالكريم العامري أشار في كلمته إلى أهمية المؤتمر في مناقشة قضية هامة وأساسية تتمثل في الزراعة العضوية. مبينا أن المؤتمر يعد منبرا هاما للمهندسين الزراعيين ولكافة المعنيين بالقطاع الزراعي العربي لتدارس أهم قضايا هذا القطاع لتفعيل دوره في تأمين الأمن الغذائي.
وأعتبر العامري المؤتمر فرصة للهيئة للوقوف على مستجدات الزراعة العضوية. مستعرضا عددا من الأنشطة والاستثمارات التي تنفذها الهيئة في عدد من الدول العربية من ضمنها اليمن منها مشاريع في مجال إنجاح الزراعة بدون حرث في ظروف مختلفة. مبينا ان هذه التقانة حققت نجاحات ملموسة وذات إنتاجية مجدية.
فيما دعا رئيس نقابة تجار المواد الزراعية عبدالخبير محمد العامري في كلمته, إلى رفع مستوى الإنتاج الزراعي العربي وتحسين جودته من أجل تحقيق أعلى قدر من الأمن الغذائي العربي. لافتا إلى أهمية تفعيل الدور الهام للمهندسين والخبراء الزراعيين والرجوع إليهم واعتماد ما يقومون به على أراض الواقع وتبادل الخبرات الهندسية بين الدول العربية, إلى جانب تدعيم اطار البنى التحتية المتمثلة في مراكز أبحاث ومختبرات عالية المستوى ومزودة بأحدث التجهيزات, وتبني استراتيجية تدفع بعملية الاستثمار في مجال الزراعة وتشجيع الزراعيين والصناعيين الزراعيين وتحقيق مطالبهم.
عقب ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر، حيث ناقشت جلسة العمل الأولى خمس أوراق عمل مقدمة من عدد من المشاركين والباحثين العرب تناولت أهمية الزراعة العضوية في تنمية الصادرات العربية, والزراعة العضوية في الدول العربية - الأفاق والمعوقات, وواقع ومستقبل الزراعة العضوية في العالم العربي.

واستعرضت الجلسة جهود وتوجهات المنظمة العربية للتنمية الزراعية لتطوير ودعم الزراعة العضوية في الدول العربية ,وكذا توجهات الهيئة العربية لتوظيف الاعتبارات البيئية للزراعة بدون حرث في الإنتاج الزراعي العضوي بالمنطقة العربية.
فيما ناقشت جلسة العمل الثانية ست أوراق عمل تمحورت حول أثر الزراعة العضوية على جودة المنتجات الزراعية والحفاظ على خصوبة التربة والبيئة النظيفة, وأثر الزراعة العضوية على جودة المنتجات الزراعية والحفاظ على خصوبة التربة.
كما تم التطرق إلى رفع خصوبة التربة تحت نظام الزراعة العضوية, وتدوير المخلفات الزراعية وإنتاج الكمبوست, بالإضافة إلى تدوير المخلفات العضوية لإنتاج الأسمدة العضوية, وكذا تقليل تراكم النترات في نباتات الخس باستخدام المخصبات الحيوية.
هذا ويتناول المؤتمر على مدى أربعة أيام وتحت شعار " التكامل العربي في مجال تطوير وإقتصادية الزراعية العضوية العربية" , 38 ورقة وبحثا من عدد من الدول العربية تناقش عددا من المحاور أهمها واقع ومستقبل الزراعة العضوية في الوطن العربي ,والزراعة العضوية واثرها على الامن الغذائي العربي وخاصة المحاصيل الاستراتيجية،واثر الزراعة العضوية على جودة المنتجات الزراعية والحفاظ على خصوبة التربة والبيئة النظيفة.
كما يناقش المؤتمر أسس ومعايير إقامة الزراعة العضوية في الدول العربية وضرورة انسجامها مع المقاييس الدولية الأساسية الموضوعة من قبل الاتحاد الأوروبي ودور الهيئات الحكومية والشعبية والمنظمات في تشجيع الزراعة العضوية, وكذا تجارب الأقطار العربية في مجال الزراعة العضوية.
ويهدف المؤتمر الذي يشارك فيه 70 باحث من الدول العربية الى الوقوف على واقع الزراعة العضوية في الوطن العربي وكيفية تطويرها وتنسيق الجهود الشعبية والرسمية لتشجيع الزراعة العضوية واعتمادها كخيار بديل للزراعة باستخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية التي تشكل خطرا على البيئة والصحة.
وسيرافق أعمال المؤتمر عقد اجتماعات الدورة الـ 37 للمجلس الأعلى لإتحاد المهندسين الزراعيين العرب.

 


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة