حيث دشنت فعالياته صباح يوم الثلاثاء الموافق 21 / ديسمبر بافتتاح رسمي حضره الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ومبعوث فخامة الرئيس للمؤتمر والدكتور محمد ابوبكر المفلحي وزير الثقافة و سالم احمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت وعدد من القيادات السياسية و كوكبة من العلماء والمثقفين بمشاركة أكثر من 40 عالما وباحثا من عدد من الدول العربية والإسلامية ومن اليمن.
وفي الجلسة الختامية التي أوضحت أهداف المؤتمر والذي أتى في ظل الأزمات التي يعيشها العالم الإسلامي بأجمعه والمخاطر والتحديات التي تتعرض لها الأمة الإسلامية من الداخل والخارج على السواء والمتمثلة في العداء المتعمد والإساءة الدائمة للإسلام ورموزه دينا وحضارة وانجراف بعض أهله تحت وطأة العداء إلى انتهاج سبيل العنف والتشدد والتكفير ، ومن اجل الحفاظ على وحدة الأمة ورأب الصدع واستلهاما للأصول التي قامت عليها حضارة الإسلام واجتمعت طوال تاريخها الطويل . وأن المؤتمر لايمثل كتلة اوجهة معينة اوسياسية كما يدعي البعض وانما جاء لمنفعة جميع المسلمين بإذن الله تعالى جاء ذلك في الكلمة الختامية للمفكر والداعية الإسلامية ابوبكر العدني بن علي المشهور رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر رئيس المؤتمر.
حيث رفع العلماء والباحثون المشاركون في اختتام المؤتمر رسالة الى فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح شاكرين له رعايته الكريمة للمؤتمر ودعمه للفكر الوسطي الذي لطالما كان حصن الأمن والأمان للأمة الإسلامية معلنين فيها تأيدهم المطلق لفخامته لجهوده ومساعيه الحميدة من أجل ترسيخ نهج الوسطية والاعتدال الواعي وحماية الشباب من الوقوع في مستنقع الأفكار الهدامة والضالة من التطرف والغلو والإرهاب.
وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي تهدف الى جمع كلمة الأمة على منهج الوسطية والاعتدال الواعي عقيدة وشريعة وسلوكا والتحلي إلى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن نهج التكفير والتشريك والتبديع في غير مقتضى الشرع الحكيم ودعوة جميع فرقاء الأمة ومذاهبها ومدارسها ومفكريها الى تحمل مسئولياتهم كل في ما يعنيه في ظل المخاطر التي تحيق بالأمة وصيانة منابر الدعوة وبيوت الله تعالى من أهواء الفتن والتمزيق والتحريش والعنف والتشدد والتعصب لكي يستعيد وظيفته الأساسية في التربية والدعوة الى الله تعالى على بصر وبصيرة وتنقية مناهج التعليم بكافة مستوياته من روح التعصب والانغلاق والإفراط والتفريط والعودة بها الى روح الكتاب والسنة وسلف الأمة ودعوة وسائل الإعلام للاتزام بمواثيق الشرف الإعلامية بعيدا عن الإثارة والتشكيك والتزام الضوابط الشرعية والعلمية في التعبير عن الآراء والأفكار كما ثمن المؤتمر اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 1431هـ 2010م وعدد من التوصيات الأخرى .
موقع محافظة حضرموت الرسمي وجدها فرصة سانحة للالتقاء بالشخصيات المشاركة في المؤتمر وأجرى معهم لقاء للتعرف على انطباعهم عن فعاليات المؤتمر، حيث التقى بكل من:

• الشيخ أسامة السيد الأزهري ( مصر )
أتيت الى هذا المؤتمر نيابة عن مفتي الديار المصرية سيدي الشيخ علي جمعة للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي وهو مؤتمر شديد الأهمية ويأتي في وقت كنا بأشد الحاجة لمثل هذا المؤتمر لانه يناقش قضية الوسطية والاعتدال وهي القضية التي تشغل بال المسلمين في المشرق والمغرب وطرحت في هذا المؤتمر عدة محاور ومرتكزات وقضايا وأسفر المؤتمر عن لقاء عدد من العلماء والوفود المشاركة وجرت فيه مناقشات ومداخلات ، كان المؤتمر موفقا جدا ومفيدا يلبي حاجة ملحة في هذه الظروف الراهنة التي تمر بها امتنا الى الشيوع والتعميم والإظهار لمفهوم الوسطية من خلال هذا النموذج الحضرمي العريق المتمثل في مدرسة السادة آل باعلوي ومنهجهم الدعوي الذي نشروا الإسلام في جنوب شرق آسيا وفي شرق إفريقيا وفي بلدان كثيرة ووصل الى أفاق الدنيا محمل بالخير والهدى ومشبع بروح الوسطية نحن جميعا نثمن هذا المؤتمر ونشد على أيدي القائمين به والداعين اليه ولعل الله ان يجعل قضية الوسطية شعارا وروحا تسري في ديار الإسلام في المشرق والمغرب إن شاء الله .

• الشيخ الدكتور / إبراهيم احمد مسلم الحارثي ( السعودية )
كان الهدف الأساسي للمؤتمر دراسة الوسطية في الإسلام وكيفت تفهم هذه الوسطية وكيف نعرض الإسلام على الآخرين واستخدمت مدرسة حضرموت كنموذج للوسطية في الإسلام هذه المدرسة هي في الواقع عبارة عن حالة نجاح ينبغي ان تدرس من قبل جميع الفئات الإسلامية لان هؤلاء على قلة الموارد التي عندهم وعلى قلة الإمكانيات المادية وقلة وسائل الاتصالات والمواصلات في ذلك العصر البعيد عندما خرجوا قبل مئات السنين يدعون للإسلام في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا بإمكانات بسيطة استطاعوا ان ينقلوا الإسلام بسماحة الإسلام والمحبة والصفاء الإسلامي الذي ينبع من محبة الخير والهداية للناس كلها بصفة عامة، فهذا منهج ينبغي دراسته وان تكون هذه لغتنا في التخاطب مع العالم لغة المحبة والود والحرص على الهداية والوسطية هي نهج النبي صلى الله عليه وسلم ليس شيئا جديدا قد يتوهم الآخرين انه معناته نتنازل عن شي من الإسلام لكي نأتي للوسط لا بل هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة .

• السيد / احمد محمد سليمان باعمر ( سلطنة عمان )
الحقيقة مثل هذه المؤتمرات الناس تحتاج لها مثل هذه المفاهيم هذه المدارس المنتشرة في وادي حضرموت وانتشرت في العالم الإسلامي اجمع وأي مدرسة تعود بالإنسان الى الفطرة الحقيقية فطرة الإنسان العادي التي تحفظ له أمنه وسلامته واستقراره الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي فهذا مطلب لكل البشرية لهذا جاء الإسلام متمما النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) كانت الأمم عندها شي مكارم الأخلاق بفطرتها امتداد للديانات السماوية السابقة فجاء الإسلام متمما نتيجة للتشويش الذي شابها نتيجة مدارس الغلو التي هو أساسها الشيطان وأعوانه والعياذ بالله ، امتدت هذه المدارس بعدما جاء نور الإسلام في الجزيرة العربية وانتشر للعالمية فكانت مدرسة حضرموت نموذج من نماذج النور الذي انتشر لهذا الإسلام بالمنهج الوسطي في الأقطار التي وطأت أقدامهم فيها نحمد الله ان نسأله ان يتمم هذه المساعي والحقيقة الناس في أمس الحاجة للوسطية والاعتدال الواعي ليهنا بها برضا الله سبحانه وتعالى .

• الأستاذ الدكتور السيد / محمد عقيل بن علي المهدلي( ماليزيا)
هذا المؤتمر العظيم وجد في وقته المناسب لان العالم كله بحاجة الى منهج وسطي وبهذا المنهج يستطيع الدعاة الى الله سبحانه وتعالى ان يبين للناس حقيقة الإسلام وهذا المنهج الوسطي اذا انتشر في العالم سيكون امن وسلام ، المؤتمر الدولي الذي نعيش وقائعه الختامية هو مؤتمر عظيم حيث بادر علماء حضرموت بعقده لإنقاذ الأمة الإسلامية من المشكلات الداخلية والخارجية ، نتائج هذا المؤتمر عالمية لان الإسلام عالمي وهذا المؤتمر يدعوا الى المنهج الوسطي والمنهج الوسطي في حقيقته هو الصراط المستقيم .

• الدكتور / محمد مهنا ( أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر )
في الواقع المؤتمر بيمس موضوع حساس له أهمية خاصة في هذه الأيام وهي الوسطية لان الظروف التي بتمر بها الأمة حيث توجد إساءات متكررة من الخارج فيه إدعاءات كاذبة فيه إساءة للإسلام ورموزه في ذات الوقت من الداخل فيه انحراف فكري عن المنهج الوسطي فبتالي هذا المؤتمر يأتي في وقته من حيث الأهمية ومن حيث تصحيح النهج وهذا في غاية الأهمية.

• الشيخ / ناجي العربي ( مملكة البحرين )
لاشك انني مرتبط بهذه المشاركة وأنا فرح جدا كيف لا وأنا أرى اليوم يستشعر المسلم ان هناك ردا لي ما قدمته هذه البلدة العظيمة وما أخرجته من رجال وما بعثت في العالم من توفيق في نشر الإسلام والعلم والصلاح والتقوى تأتي اختيار تريم عاصمة للثقافة ويأتي هذا المؤتمر الذي يعبر عن الثقافة العربية ولإسلامية لهذه البلدة المعطاءة يأتي هذا بدون شك تذكيرا لبعض مايحتويه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) وليس من المستغرب ان يكون أبناء هذه البلدة المباركة برجالاتها في السابق والحاضر محلا لتكريم ومكانا لتعظيم ، نحن نرى ان دول العالم العربي كلها كيان واحد ولكن هناك بين دول الخليج واليمن رابطة فوق ذلك رابطة الإسلام وكفا بها رابطة العروبة وكفا بها ثم رابطة القرابة فكل أبناء الجزيرة العربية حقيقة الأمر يعودون أبناء عمومة وأتمني لمخرجات هذا المؤتمر بالتطبيق على الواقع الرسمي وهذا مؤمل ونرجو الله ان يحققه ولكن قبل ذلك على المستوى الشخصي فهذا في يدنا ونحن الأقدر على تحقيقه ونسأل الله التوفيق للجميع.