أثر الحضارمة في المهجر
   
المكلا/موقع محافظة حضرموت/صالح عمر البطاطي - 22/7/2007
21111111111.jpg

في أربعائيتهم للأسبوع قبل المنصرم الموافق 11/7/2007م نظمت سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – فرع ساحل حضرموت بالمكلا محاضرة بعنوان ......

 (أثر الحضارمة في المهجر) للدكتور/ صادق عمر مكنون نائب رئيس جامعة الأحقاف ..
الدكتور صادق أشار إلى سعة الحديث حول هذا الموضوع مركزا حديثه في محاور:
- استقصاء الأثر:
ويشير الدكتور في حديثه إلى الأثر الكبير للحضارمة في المهاجر التي سافروا إليها .. حيث أن هذا الأثر بالفعل قد "ملأ الدنيا" .. ولذلك فإنه " يتوجب علينا استقصاؤه بقدره .. فهناك قصور من الجميع حضارمة ويمنيين وعرب وغيرهم . هناك بعض الدراسات الحديثة للدكتور/ محمد سعيد داوود والباحث/ عبدالله عبدالكريم الملاحي والدكتور/ عبدالله الجعيدي ولكن رغم ذلك فما كتب لايزال محدودا جدا ".
وعن المؤرخين العرب قال مكنون إنهم "يكتبون عن تأثير العرب في اندونيسيا وشرق أفريقيا وغيرها من مناطق العالم ولكنهم يقولون بأن هذا التأثير للعرب ولا يشيرون إلى الحضارمة إلا إشارات بسيطة رغم أن التأثير الأكبر كان للحضارمة , فهناك انتقاص لأهمية الحضارمة وتأثيرهم ".
وعن أسباب ذلك قال:"قد تكون دوافعهم ناتجة عن حسد أو تنافس أو احتقار لدور هذه المنطقة الصغيرة جدا مساحةً والقليلة من حيث عدد السكان.. وقد تكون الأسباب أيديولوجية , إذا يتبع المؤرخ توجها وفكرا معينا ويرفض الاعتراف بهذا الأثر الذي كان للصوفية النصيب الأكبر منه ".
وتحدث أيضا عن كتابات الأجانب في هذا الموضوع والتي " جانب بعضها الموضوعية لهدف يخص الباحث أو لاستراتيجيات معينة لدى دولته ".
- لماذا الحضارمة ؟ :
"إن ذلك يعود إلى ما يمكننا تسميته بالخصوصية الحضرمية .
وقدرتهم على التعامل مع الآخرين .
فقد يقول البعض إن حضرموت منطقة سكانها قليلو العدد وهي صغيرة المساحة ونائية عن مناطق التفاعل الحضاري فكيف لها أن تقوم بهذا الدور الكبير جدا ؟!
وهذا يدفعنا إلى أن نسمي هذه الخصوصية بالمعجزة الحضرمية.
أما ما جعل حضرموت مؤهلة للقيام بالدور الكبير الذي قامت به في نشر الإسلام فيتحدد في الصراعات الداخلية التي مرت بها حضرموت وكذلك التغيرات المناخية (الجفاف) وهذا ما أدى إلى هجرة الحضارمة إلى شتى بقاع العالم ..إضافة إلى التطور الحضاري والفكري لديهم..".
وقسم الدكتور مكنون هذا الأثر على مراحل:
الأولى : مرحلة بداية انتشار الإسلام :-
وفي هذه المرحلة ساهم الحضارمة كغيرهم في نشر الإسلام .. ولكن طبع في كل منطقة بطابع تلك المنطقة .. فالفقه في سوريا ليس كالفقه في الأندلس..
الثانية : مرحلة الصراعات المذهبية :-
" حيث انتشر المذهب الأباظي في حضرموت في البداية ثم حصلت الصراعات حيث أن المذهب الأباظي غير قادر على الحوار مع الآخر ولا يتقبله..فكان تأثيره في نشر الإسلام نادرا جدا نظرا للنظرة الحدّيّة التي ينتهجها .
أما المذهب الصوفي فكان له الدور الأكبر في نشر الإسلام في أغلب مناطق العالم .. فالمذهب الصوفي له خصوصية تتمثل في أن لديه القدرة على التحاور مع  الآخر ويقبل الآخرين فنظرته إلى الإنسان تعتمد على كونه إنسانا بغض النظر عن انتمائه أو ديانته أو أي شيء آخر.. وهذا ما ولد لديه القدرة على التحاور مع غير المسلمين ودعوتهم إلى الإسلام ..".
المرحلة الثالثة:-
أصبح فيها الإسلام منتشرا ولكن يحدث تغير مع مرور الزمن .. والحفاظ عليه يحتاج إلى وجود العرب في المناطق الإسلامية غير العربية واللذين هم على اتصال مع المنبع ..
ثم تحدث الدكتور صادق عن تأثير الحضارمة في بعض المهاجر وذكر منها السودان واستشهد بقبيلة ( الحذارقة) " التي أخذت تسميتها من (الحضارمة) كما توجد أسر أخرى بأسمائها الحضرمية ولها تأثير اقتصادي  .."
كما تحدث عن تأثير الحضارمة في الحبشة وكينيا مشيرا إلى التأثير الحضرمي في شرق إفريقيا بشكل عام و " سيادة المذهب الصوفي في تلك المنطقة .."
وذكر الدكتور صادق أيضا زنجبار كأحد المناطق المهمة التي " تتبع فكريا وثقافيا لحضرموت " وكذلك جزر القمر ..
وتحدث أيضا عن الوجود الحضرمي  في سيريلانكا والهند كما ذكر بعض العائلات الحضرمية التي سكنتها كـ (بحرق والعيدروس وباحطاب) ..
واستطرد بعد ذلك في الحديث عن إندونيسيا وماليزيا والأثر الواضح للحضارمة هناك.. " وحتى داخليا كان للحضارمة أثر كبير .. ففي عدن لا أحد يستطيع إغفال دور العيدروس أو بامخرمة أو بازرعة".
وتحدث نائب رئيس جامعة الأحقاف عن طرق تأثير الحضارمة واتصالهم بالناس فقال: " يذهب التجار الحضارمة إلى المهاجر للتجارة ويتصلوا بالملوك - الذين هم غالبا وثنيون – ويستفيد الملوك منهم إذ يعيّنونهم مستشارين أو مربين لأبنائهم .. فيربونهم التربية السليمة على ملة الإسلام .. وحين يصبح أولئك الأبناء ملوكا تصبح ممالكهم مسلمة ..
وكذلك يكون لهم أثر من خلال تواصلهم المباشر مع الناس من خلال التجارة .."
- لماذا الدراسة والاستقصاء:-
"لو كانت العراق أو غيرها هي صاحبة هذا الأثر الكبير لكان معترفا به .. ولكن لقلة عدد السكان في حضرموت يُتجاهل دورهم ..وبالتالي يتوجب عليهم البحث حول هذا الموضوع كنوع من إثبات الذات في عصر العولمة للصمود أمام هذه الريح العاتية .. فهو إنجاز عربي يمني وحضرمي بالدرجة الأولى ..
فالناس هناك (في المهاجر) بحاجة إلى إثبات هويتهم الحضرمية .. كما يتوجب علينا نحن الحضارمة إظهار تاريخنا الناصع ".
المحاضرة تلتها نقاشات الحضور ومداخلاتهم التي أثرت المحاضرة ورد عليها المحاضر بعد ذلك ..
حضر الفعالية نائب رئيس اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين فرح الساحل حضرموت الدكتور/ عبدالقادر علي باعيسى وعدد من الأدباء و المثقفين و أساتذة الجامعات و الباحثين و المهتمين بالأدب و التاريخ .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة